على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبتها عناصر الحراك الانفصالي في بعض مناطق جنوب الوطن إلا أن المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك لم يزل يصر على المغالطة من خلال تسميته الأشياء بغير مسمياتها ، واتهام البريء وتبرئة المدان ، وهذه المواقف التي تعودنا عليها من قوى يفترض بها أنها تمثل المعارضة في البلد تضعنا أمام الاعوجاج الذي بات سمة طاغية على الاشتغال السياسي لأحزاب المشترك . وبالنظر إلى البيان الأخير الصادر عن الأحزاب إياها فإنه وإن ألمح إلى المنزلق الخطير الذي يخوض فيه أتباع ما يسمى بالحراك، ومدى العدوانية التي طالت اشتغالهم الدموي التخريبي إلا أن المشترك يصر على تحميل السلطة ما هي منه براء، وكان الأجدر بهؤلاء - لو كانوا يريدون فعلاً الخير لليمن ووحدته وأمنه واستقراره - تسمية الأشياء بمسمياتها وتوجيه التهمة إلى المدان بها والمضبوط متلبساً بجرمها ، وليس متهماً بها فحسب ولم تثبت إدانته بعد!!. لقد كان يمكن لقادة أحزاب اللقاء المشترك إن كانوا يبحثون عن أدنى صور المصداقية والنزاهة، أن يحسنوا تشخيص الأزمة في بعض مناطق الجنوب ، ليس من منظور كيدي وعقلية مأزومة ، ونفسية تحركها دوافع ماضوية وتصفية حسابات متقادمة .. وإنما وفق قراءة دقيقة للواقع، إذ لم يعد صعباً على أي متابع إدراك القوى المأزومة ذات الصلة الوثيقة بأحداثه الإجرامية والتخريبية والعدوانية والفوضوية . وهنا فإنه ليس من الصعب إدراك قادة المشترك – لو أرادوا – مدى ما يمثله طارق الفضلي وأتباعه على سبيل المثال، من مصدر للكثير من أحداث العنف والتخريب والإرهاب التي طالت المواطنين ومحلاتهم التجارية، وكذلك أفراد الشرطة والمنشآت الخدمية والمصالح العامة والخاصة .. لكنهم ومع علمهم اليقين بأن وصف الفضلي وأتباعه بالإرهابيين والقتلة لن يوفيهم بعض ما هم عليه من العنف والدموية والشرور، إلا أن قادة المجلس الأعلى للقاء المشترك لم يعرجوا على تسمية الفضلي وعناصره بما هم عليه من قريب أو بعيد ، لا لشيء إلا لأن هؤلاء القادة في المعارضة لا يعنيهم في شيء التوصل إلى تشخيص جاد وحقيقي للأزمة هنالك بقدر سعيهم الحثيث إلى الانتقام من السلطة والحزب الحاكم على حساب الوطن والمواطنين بالتأكيد ..!!