لست أدري من الذي يعمل على تقويض الحزب الاشتراكي اليمني وشلّ فاعليته ك "أحد أهم أطراف المعادلة السياسية والوطنية القائمة في البلاد"؟! أحزاب اللقاء المشترك في بيان صحفي صادر عن مجلسها الأعلى جددت اتهاماتها للسلطة وحزبها الحاكم، ليس بما وصفته وقوفاً وراء حملة عدوانية هستيرية غير مسؤولة ضده مع قيادته وأعضائه فحسب، وإنما بمصاحبة حملة، قالت إنها غير مسبوقة، من أعمال القمع والعنف المفرط طالت ناشطي الحراك السلمي، كما تحرص على تسميته!!. وبملاحظة أن تكتل المشترك بأحزابه الستة ينضوي تحت ريادته أكبرها، وهو التجمع اليمني للإصلاح، فإن المعادلة تبدو من الوضوح بمكان، ذلك أنه ورغم إدراك عقلاء الحزب الاشتراكي لضرورة الفصل بين الحزب ونشاط الحراك، لاسيما بعد إيغاله في العنف وتبنيه دعوات الانفصال، إلا أن المشترك تحت ضغط النافذ فيه يصر على ربط الحزب الاشتراكي بالحراك كما لو كانا وجهين لعملة واحدة، وفي هذا الخلط ما فيه من الخطورة على كينونة الحزب الاشتراكي بشكل خاص، ومن ثم أحزاب المعارضة عموماً، وبالذات الليبرالية منها. تجمع الإصلاح – إذاً- لم ينس أهدافه الإستراتيجية لحساب ما أقدم عليه من خطوات التحالف التكتيكي مع الاشتراكي، ولذلك فإن حقيقة سعيه إلى الإتيان على الحزب الليبرالي من خلال ربطه بثقافة الانفصال ودعوات الكراهية وأعمال الشغب والعنف، لم تعد خافية إلا على بعض قيادات الاشتراكي التي أسلمت أمرها للعاطفة الدينية المزعومة. هذا من ناحية ومن أخرى فإن الحملة على الاشتراكي تأتي في شقها الثاني من قادة الانفصال أنفسهم، وهم وإن كانوا يوماً ما ينتمون إليه إلا أن واقع الحزب فيما بعد صنيعهم الانفصالي قد لفظهم، ولهذا فإن عودة البيض اليوم بكارثيته القديمة هي الأشد سوءة على الحزب، ليس لأنه لم يزل يصر على تقلده منصب الأمين العام، وإنما –أيضاً- لطلبه المتكرر من قيادات الحزب في المحافظات الجنوبية رفض عقد المؤتمرات المحلية للحزب في المحافظات والمديريات، أو التخلي عنه والانضمام معه ضمن مسمى "ثورة تحرير الجنوب العربي" !! وبالإضافة إلى ما يعمل عليه بعض من قيادات الحزب من انخراط تحت مسميات طغت على نشاطهم إلى الحد الذي لم يعد يعني لهم الدكتور ياسين سعيد نعمان وحزبه شيئا، فإن رياح الإتيان على الحزب الاشتراكي وتقويض أركانه ذاتية المنبع في معظمها، سواء حملت اسمه لوحده أو توليفة المشترك التي ينضوي تحتها، أما ما عدا ذلك فإنها الأعاصير القادمة من خلف الحدود ..