* دواعش الكلمة يناصرون باطل السعودية على حق اليمن * لا يمكن لنفط السعودية أن يجعل حق اليمن باطلاً وباطل السعودية حقًّا * السعودية اشترت قرارات الجامعة العربية والإعلام المأجور وذمم بعض الأنظمة وسعت لشراء منظمة الأممالمتحدة لتأييد عدوانها على اليمن * السعودية ترفض طلب الصليب الأحمر الدولي لإيقاف العدوان ساعتين في اليوم لإسعاف الجرحى وتقديم مساعدات إنسانية للأطفال والنساء منذ ان هيمنت السعودية وبعض الدول الخليجية كقطر والامارات على الجامعة العربية ، في غياب دول عربية كبرى كانت تقليديا توجه قرارات الجامعة لما فيه مصلحة الشعوب العربية ، كمصر وسوريا ، تم اختطاف القرار العربي لمصلحة المخطط الصهيوامريكي في المنطقة ، ودخلت الشعوب العربية في نفق مظلم ، من الصراعات الطائفية والدينية والقومية التي لا تنتهي. منذ ان اختطفت السعودية وقطر الجامعة العربية ، اختلت جميع المعادلات السياسية التي كانت قائمة حتى تلك اللحظة ، فاذا ب "اسرائيل" صديقة حميمة للعرب ، واذا بالجمهورية الاسلامية في ايران "عدوة" العرب ، فاذا بالصهيونية حركة يمكن التعامل معها بإيجابية مع النظر الى الجزء المملوء من الاناء الصهيوني !! ، وان "الشيعة الروافض" هم الخطر الحقيقي الذي يهدد كيان العرب ، وان القاعدة و "داعش" و "النصرة" وباقي التنظيمات التكفيرية ليست الا مجموعات "سنية متطرفة" يمكن احتوائها ، واما حزب الله و حماس والجهاد وانصار الله فهي ليست سوى مجموعات "ارهابية" لا ينفع معها الا الحرب والقتال والابادة. آخر مآسي العرب في عصر القيادة السعودية لهم ، العدوان السافر الذي تشنه السعودية على الشعب اليمني ، بذرائع تضحك الثكلى ، بينما العالم العربي لا يحتج ولا يعترض فحسب ، بل يتسابق إلى الحرب - او هكذا تريد ان تظهر السعودية الوضع - في المشاركة في قتل اطفال ونساء اليمن ، عسى ان تنظر السعودية لهم نظرة اشفاق وتمدهم ببعض دولاراتها النفطية ، عسى ان تسد حاجاتهم. كلامنا هنا ليس موجها الى من باع شرف الكلمة لعصبية مذهبية مذمومة ، او لحقد طائفي او قومي اعمى ، فهؤلاء ليسوا من صنف البشر في اعتقادنا ، فهؤلاء " دواعش" الكلمة واغلبهم من الخليجيين العاملين في الاعلام السعودي والقطري .. ولكن حديثنا موجه الى العرب الذين يلوذون بالصمت ، وهم يشاهدون المجازر التي ترتكبها السعودية ضد اطفال ونساء اليمن ، فهؤلاء لا يمكن وصف حالهم الا بكلمة واحدة وهي " العار" ، فليس هناك من كلمة اليق بحالهم من هذه الكلمة ، والا ماذا يمكن ان نطلق على هؤلاء العرب ، وهم يشاهدون اخوة لهم في القومية والدين تمزقهم خفافيش السعودية وتهدم بيوتهم على رؤوسهم ، دون ان ينبسوا ببنت شفه ، خوفا من ان تقطع ارزاقهم. في الوقت الذي يطالب فيه الصليب الاحمر الدولي من السعودية وقف هجماتها على اليمن لمدة 24 ساعة ، او ساعتين كل يوم على الاقل ، لتقديم المساعدات الانسانية لعشرات الالاف من النساء والاطفال ، وتقديم العلاج لألاف الجرحى ، يأتي الجواب من الرياض بالرفض ، دون ان يثير هذا الموقف السعودي المتغطرس ، المشاعر الانسانية داخل هؤلاء العرب ، او ان يوقظ ضمائرهم التي دخلت في غيبوبة الدولارات النفطية السعودية. ان الحالة الصعبة التي يعيشها اليمنيون تحت القصف السعودي ، ليست من نسج خيال صحفيين واعلاميين يتعاطفون مع الشعب اليمني ، بل هي حقيقة تؤكدها التقارير الاممية ، فهذا روبرت مارديني رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى اعلن وبشكل واضح انه لابد من الوقف الفوري للقتال في اليمن ، ففرص بقاء الجرحى على قيد الحياة تعتمد على التحرك خلال ساعات وليس أيام. دبلوماسيون في الاممالمتحدة اعلنوا ان السبب وراء رفض السعودية طلب الأممالمتحدة إيصال المساعدات الطبية وإسعاف الجرحى وإخلاء المصابين ، جاء ردا على رفض المنظمة الدولية دعم العدوان السعودي. يبدو ان السعودية التي اعتادت شراء ذمم بعض العرب في الجامعة العربية وفي الاعلام المأجور ، كانت تتصور ان بالإمكان فعل ذلك مع العالم أجمع ، حيث وصل الأمر بها الى محاولة شراء ذمم حتى أعضاء منظمة الاممالمتحدة للتغطية على سياساتها وجرائمها في اليمن. وأمام صمت العرب ازاء المجازر التي ترتكبها السعودية ضد الشعب اليمني ، ورفضها تقديم أية مساعدات انسانية للمدنيين ، وحتى الاجانب العالقين داخل اليمن ، بعد ان اغلق العدوان كل المطارات والموانئ ، دعت روسيا مجلس الأمن للضغط من أجل تعليق الهجمات الجوية السعودية في اليمن للسماح بإجلاء المدنيين الأجانب والدبلوماسيين، وكذلك لإدخال المساعدات الانسانية بشكل سريع وآمن ودون تعطيل. وجاء في مشروع القرار الروسي أن أي تعويق للمساعدات الإنسانية وعمليات الإجلاء يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني. البيان الروسي الداعي لتعليق الهجمات السعودية على الشعب اليمني ، من اجل إيصال مساعدات انسانية الى عرب ومسلمين يمنيين ، كان يجب ان يصدر عن الجامعة العربية أو عن الدول العربية ، وليس عن روسيا ، كما كان العرب أولى من روسيا بوصف جرائم ومجازر السعودية ضد اليمنيين بالانتهاك الخطير للقانون الدولي .. فما يجري في اليمن هو صراع بين حق يمني واضح ، وباطل سعودي سافر ، وشتان بين الاثنين ، فكل ثروات آل سعود تعجز عن جعل باطلهم حقا ، او جعل حق اليمنيين باطلا ، فكل ما تروجه الإمبراطوريات الاعلامية الخليجية مثل قناتي "العربية" السعودية و "الجزيرة" القطرية ، عن العدوان السعودي على اليمن ، ليس سوى فعل شيطان اخرس.