بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثاني عضو عصابة دولية للاتجار بالأعضاء البشرية يكشف ل" الحوادث " في اليمن شخص متخصص في تصدير اليمنيات إلى مصر لبيع أعضائهن
نشر في الجمهور يوم 10 - 03 - 2010

محمد أحمد حسن شاب في الثالثة والعشرين من عمره من أبناء الحجرية محافظة تعز.. واحد من الشباب الذين غرر بهم من قبل عناصر ينتمون إلى شبكة دولية للاتجار بالأعضاء البشرية.. وتم استقطابه إلى العاصمة المصرية "القاهرة" لبيع كليته هناك مقابل 5 آلاف دولار.
تفاصيل عملية البيع والشراء وطريقة الاستقطاب، ومآسي الضحايا على أيدي العصابة.. بالإضافة إلى أسرار وخفايا أفراد الشبكة يكشفها محمد أحمد حسن الذي تمكنت "الحوادث" من الالتقاء به..
البداية
بصوت شاحب وعيون يملأها الحزن والأسى بدأ الشاب محمد أحمد حسن سرد حكايته مع هذه العصابة منذ لحظات استقطابه في أمانة العاصمة.. يقول محمد الذي يملك بسطة لبيع الأدوات المنزلية في صنعاء: "في شهر شعبان الماضي.. جاء إليَّ شخص يدعى (م. ذ).. وقال لي في واحد يشتيك تتبرع له بكلية.. وأخبرني أنه سيدفع لي 5 آلاف دولار مقابل الكلية.
لم يقبل محمد بهذا العرض.. ولكن (م. ذ) تردد عليه لمدة اسبوع مكرراً عرضه السابق حتى استطاع اقناعه وإزالة الخوف من قلبه بعد أن أكد له أن عملية نزع الكلية ستجرى بسهولة وفي أرقى مستشفيات القاهرة وسيرجع سالماً معافى إلى أسرته وفي جيبه 5 آلاف دولار.
يضيف محمد بلهجته الشعبية قائلاً: "قال لي (م. ذ) شانزفرك إلى مصر ونقطع لك تذكرة وكل شيء علينا ولن تخسر أي شيء" ثم جاء (م.ذ) إلى محمد في يوم آخر وذهب به إلى مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني لقطع بطاقة شخصية له، ليأخذه بعد ذلك إلى الجوازات لاستخراج جواز سفر له.
المغادرة
بعد يومين من استخراج جواز السفر جاء هذا الشخص إلى محمد وقال له: "جهز نفسك الساعة 12 في الليل شاتتحرك الطائرة إلى مصر".. يقول محمد: "جلست في حقي البسطة حتى جاء (م. ذ) الساعة ال10 في الليل ووصلني إلى بوابة مطار صنعاء فوق تاكسي أجرة.. وسلمني تذكرة ذهاب وإياب وقال لي أدخل إلى المطار وانتظر حتى تسمعهم يقولون الرحلة المصرية".
طبعاً لم ينس السمسار (م.ذ) أن يأخذ من ضحيته محمد سند بألف دولار قال إنه "حق المعاملات" جعله يوقع عليه قبل رحيله من اليمن على أن يدفعها محمد بعد رجوعه من اجراء العملية.. وأخبره أنه حين يصل مطار القاهرة سيكون في استقباله شخص يدعى "أبو ثائر".
في مطار القاهرة
غادر محمد مطار صنعاء وهو لا يدري ما الذي ينتظره فيما يسمونها ب "أم الدنيا".. وفي تمام الساعة السابعة صباحاً وصل إلى مطار القاهرة وبمجرد خروجه من بوابة المطار جاء شخصان سأله أحدهم، "أنت محمد أحمد" فرد عليه، "نعم" فقال له المستقبل "أهلاً وسهلاً بك" وأخبره أن اسمه "ابو ثائر" ورفيقه يدعى "عامر" وهما من الأردن.. بعدها أخذه الاثنان إلى شقة في حي 6 أكتوبر بالقاهرة.
في شقة 6 اكتوبر
يقول محمد: "أول ما وصلت الشقة حصَّلت شباباً يمنيين.. حوالي 12 شاباً.. كان بعضهم قد اجروا عمليات والبعض لا زالوا ينتظرون.
الشخص المسؤول عن تلك الشقة أكد محمد انه "توفيق" يمني الجنسية، الذي انفردت "الحوادث" بإجراء حوار معه العدد الماضي.. ومهمة "توفيق" هي ايصال بائعي كلاهم ويطلقون عليهم "المتبرعين" إلى المستشفيات لاجراء الفحوصات الطبية بالإضافة إلى أنه مسؤول عن أكل وشرب الضحايا..
وأشار محمد احمد أنه إلى جانب "توفيق" هناك شخص آخر يدعى "محمد المشراخ" يمني الجنسية.. هو المسؤول الثاني عن الشقة وساكنيها من بائعي كلاهم.. مهمته حراسة الشقة أثناء غياب "توفيق".
في مستشفى القاهرة وبرج الأطباء
يضيف محمد شارحاً الساعات الأولى لوصوله القاهرة: "بعد وصولنا إلى الشقة رقدت إلى الظهر.. ثم جاء ابو ثائر وعامر وأخذوني إلى مستشفى القاهرة التخصصي وعملوا لي فحصاً وأخذوا سبع أنابيب دم من ذراعي".
عاد محمد بعد ذلك إلى الشقة وبقى فيها ثلاثة أيام ليتم بعد ذلك أخذه إلى مستشفى برج الأطباء في القاهرة لعمل تحاليل طبية أخرى.. وبعد أسبوع من فحوصات برج الأطباء قام توفيق بأخذه إلى مستشفى وادي النيل "التابع للمخابرات المصرية" وبالتحديد إلى عند الدكتور أيمن..
وحول كيف عرف أن هذا المستشفى تابع للمخابرات المصرية قال محمد ان ذلك مكتوباً في لوحة "يافطة" المستشفى.
عند بوابة مستشفى وادي النيل استوقف حراس البوابة محمد وتوفيق وسألوهما حول الغرض من دخول المستشفى، فرد عليهم توفيق بأن لديهما موعداً مع الدكتور أيمن لعمل تحاليل طبية.. ليتم بعد ذلك السماح لهم بدخول المستشفى.
الدكتور أيمن
لم يعد محمد يتذكر الاسم الكامل للدكتور أيمن.. ولكنه ما زال يتذكر أوصافه فهو "بحسب محمد" طويل القامة أصلع الرأس يرتدي نظارة طبية ويقدر عمره بنحو 45 عاماً.
داخل مشفى وادي النيل
عندما وصل محمد وتوفيق إلى داخل مشفى وادي النيل استقبلهما الدكتور أيمن الذي عرف مباشرة انهما مرسلان من قبل "ابو ثائر" وسلمه محمد الفحوصات الأولية، وكانت النتيجة أن فصيلة كلية محمد هي (AB) وهي فصيلة نادرة وزبائنها غير متوفرين بكثرة.. فأخبره الدكتور أيمن أنه سيضطر للبقاء في القاهرة نحو شهر أو شهرين حتى يجدوا له زبوناً.
عودة إلى الشقة
استسلم محمد للأمر الواقع ورجع مع توفيق إلى شقة 6 أكتوبر وبقي فيها نحو شهر ونصف.. تولى خلالها مهام "المطبخ" وتجهيز الأكل للضحايا.. وخلال تلك الفترة أكد محمد وصول عدد من اليمنيين إلى تلك الشقة لبيع كلاهم ومغادرة عدد آخر بعد ان أجروا عمليات جراحية لنزع الكلى.. مشيراً إلى انه في كل اسبوع كان يصل نحو (2 - 3) يمنيين.. وجميعهم أجروا عمليات نزع الكلى عدا شخص واحد اسمه "أحمد" أظهرت الفحوصات ان لديه كلية صغرى وكلية كبرى فعاد إلى اليمن دون أن تجرى له عملية.
مآسي
في عدد "الحوادث" الماضي كشف "توفيق" عضو عصابة الاتجار بالاعضاء البشرية خلال اللقاء الذي أجريناه معه، عدداً من المآسي التي يتعرض لها المغرر بهم من الشباب اليمنيين في مصر من قبل عصابات مختلفة.. وفي هذا العدد يؤكد "محمد" كلام زميله "توفيق".. مشيراً إلى انه وفي أحد الايام أخذه "توفيق" إلى مستشفى "وادي النيل" لمقابلة الدكتور "أيمن" ثم تركه في المشفى وغادر ليتصل به بعد ذلك ويخبره بأن يخرج من المشفى ويأخذ معه الشاب "محمد علي" يمني الجنسية الذي كان قد أجرى عملية جراحية لنزع الكلى عن طريق "الشفط" من اسفل البطن.
ويصف محمد تلك الحادثة قائلاً: "أخذت محمد علي وخرجنا من المستشفى وكان محمد مريضاً بعد العملية وركبنا سيارة إلى الشقة في حي 6 أكتوبر.. وعندما وصلنا إلى أمام العمارة التي فيها الشقة ونزلنا من التاكسي هجم علينا اربعة اشخاص "فتوة".
كان هؤلاء الاشخاص الاربعة "بحسب رواية محمد" يرتدون زياً أسود وهم ضخام الاجسام.. فأخذوه وزميله محمد علي فوق سيارة "مرسيدس" وربطوا أعينهما ولم يفكوا رباطهما إلا حين أوصلوهما إلى مبنى يقع في منطقة مجهولة وسط صحراء.
ويضيف محمد: (أدخلونا إلى شقة في العمارة وكان فيها عدد من الشباب الأردنيين، هم أيضاً جاءوا لبيع كلاهم.. وبعد ذلك أدخلوني أنا ومحمد علي إلى غرفة لوحدنا وطرحوا محمد علي فوق السرير وأنا جلست على كرسي وقال لي واحد من العصابة اخلع "القميص" وكان مع هذا الشخص صاعق كهرباء كان يعذبني به في جسمي".
وبحسب محمد فقد علم فيما بعد أن زعيم هذه العصابة التي قامت باختطافهم يدعى "احمد معروف" وهو أردني الجنسية.. ويعمل هو ورفاقه الثلاثة الآخرين سماسرة لدى المتاجرين بالأعضاء البشرية في مستشفى وادي النيل.
ويواصل محمد سرد المأساة قائلاً: كان هذا الشخص يعذبني بالكهرباء ويشتيني اعترف بأشخاص لا اعرفهم يقول لي.. تعرف اللمبي.. تعرف فلاناً".
سألنا محمد من هم هؤلاء الاشخاص الذي كان زعيم العصابة يريده ان يعترف بهم فأخبرنا أنهم سماسرة يقومون بتوريد بائعي الكلى من اليمن والأردن ودول عربية أخرى إلى مصر.
ضرب وسرقة
عندما لم يجد زعيم العصابة فائدة في محمد هدده ب "الذبح" وتعذيب زميله المريض محمد علي حتى الموت..
يقول محمد: "كان ذلك في نهار رمضان وأنا صائم.. وبعدين شليت قارورة ماء وشربت بعد أن شعرت بدوخة من كثر التعذيب.. وقال لي زعيم العصابة إذا ما توصلنا للشخص الذي وردك من اليمن با نذبحك، واخوك هذا با نفك له العملية ونتركه ينزف حتى يموت".
لم يجد محمد غير الامتثال لأوامرهم واخبرهم انه جاء إلى مصر عن طريق "أبو ثائر" فطلبوا منه ايصالهم إلى الشقة التي يقطن فيها بقية الضحايا من اليمنيين.
العصابة وأبو ثائر
ذهب محمد برفقة أفراد العصابة الاربعة إلى شقة 6 أكتوبر بينما زميله المريض "محمد علي" تركته العصابة في ذلك المبنى المجهول وسط الصحراء.. حتى ينتهوا من مهمتهم.. يقول محمد (صاحبي المريض "محمد علي" خلوه عندهم رهينة بعدما شلوا عليه الزلط اللي استلمها من الدكتور أيمن قيمة الكلية "5 آلاف دولار").
بعد ان وصل الأربعة "الفتوة" ومحمد إلى شقة 6 أكتوبر، حيث الضحايا اليمنيين هجم أفراد العصابة عليهم، وكان من ضمن الموجودين ثلاثة يمنيون أجروا عمليات نزع الكلى، وكانوا يتهيأون للسفر في نفس اليوم، فقام افراد العصابة بادخالهم إلى غرفة لوحدهم ولم يعرف محمد ماذا فعلوا بهم هناك.. غير ان الثلاثة الاشخاص أخبروا أفراد العصابة ان نقودهم موجودة لدى "أم ثائر" زوجة "ابو ثائر".
يقول محمد بعد ذلك أمر افراد العصابة مسؤول الشقة "توفيق" بالاتصال (بأم ثائر) وطلب منها احضار فلوس الثلاثة اليمنيين لانهم مسافرون.. وكذلك اتصل توفيق ب "ابو ثائر" وطلب منه الحضور للشقة بحجة ان "العيال تضاربوا وافتكت العمليات حقهم".
لحظات وجاء أبو ثائر وزوجته والتقوا بأفراد العصابة داخل الشقة وانفرد احمد معروف ورفاقه بأبو ثائر في غرفة، فيما أم ثائر والضحايا الشباب تركوهم في صالة الشقة.. ثم خرج أحد افراد العصابة وأدخل الشباب الثلاثة الذين كانوا على استعداد للسفر وقاموا بضربهم أمام أبو ثائر.. وادت تلك العملية نتيجتها، حيث خرج الضحايا الثلاثة من الغرفة وآثار التعذيب ظاهرة على وجوههم وطلبوا من أم ثائر احضار نقودهم.. ذهبت أم ثائر مع واحد من افراد العصابة لإحضار نقود الضحايا التي تبلغ (نحو 22 الف دولار).. حق اربعة اشخاص.. وسلمتها لأفراد العصابة الذين قالوا انهم سوف يتولون ايصال الشباب الثلاثة إلى مطار القاهرة ليقوموا بعد ذلك بتركهم في الشارع وجيوبهم فارغة من أي مبلغ.
محمد علي
أما محمد علي الذي تركته العصابة "رهينة" في مبنى وسط الصحراء.. فيقول "محمد" إن أفراد العصابة وبعد ان أنهوا مهمتهم أخذوا محمد علي وهو مريض ورموه في احد الشوارع.. واستطاع محمد علي بصعوبة الاتصال ب "أبو ثائر" الذي طلب منه أخذ تاكسي والحضور إلى الشقة.
يقول محمد:"عندما وصل محمد علي إلى أمام العمارة استقبله ابو ثائر ودفع أجرة التاكسي، ثم أوصل محمد علي إلى عندنا في الشقة.. وكانت حالته مزرية للغاية.. فجلس عندنا يومين وهو مريض والعملية الجراحية كل ساعة تفتك.. فأخذه توفيق بعد ذلك إلى مستشفى وادي النيل لمجارحة العملية وبعدين رجعوه إلى الشقة وجلس حوالي اسبوع وهو مريض لا يأكل ولا يشرب، كان يتألم ويتوجع طوال الوقت وبعدين رجعوه إلى المستشفى واتصلوا ب "ابو ثائر" وقالوا له الشخص هذا تاعب بالموت".
بقي محمد علي إلى اليوم التالي في مستشفى وادي النيل ليعود بعد ذلك إلى شقة 6 أكتوبر.
شقة شارع الفيصل
بعد شهر ونصف من وصول محمد احمد إلى القاهرة تم تغيير مكان اقامتهم من شقة في حي 6 اكتوبر إلى شقة أخرى في شارع الفيصل بجوار مصنع الحلاوى ليتم فيها استقبال الوافدين الجدد من الضحايا اليمنيين.
تجنيد
عمد افراد شبكة الاتجار بالاعضاء البشرية إلى اسلوب رجال المخدرات وهو تجنيد كل شخص يقع تحت ايديهم وجعله يعمل لصالحهم في استقطاب ضحايا جدد.. ويؤكد ذلك ضيفنا في هذا العدد "محمد احمد حسن".. مشيراً إلى انه وخلال فترة بقائه في القاهرة والتي استمرت نحو شهرين استقبل وودع خلالها الكثير من اليمنيين.. كان زعيم العصابة ابو ثائر والمسؤولون عن الضحايا اليمنيين "توفيق" وغيره يقنعون كل ضحية بالعمل لصالحهم أثناء عودته إلى اليمن باستقطاب ضحايا جدد وارسالهم إلى مصر لبيع اعضائهم البشرية.. وحصل هذا مع محمد نفسه حيث قال له ابو ثائر وتوفيق "اوصل اليمن اشتغل ودور على ناس وأرسلهم لنا وستحصل بعد كل واحد مبلغ 750 دولاراً".
أم ثائر
أم ثائر هي الأخرى جزء رئيسي في الشبكة ولكنها متخصصة في استقطاب الفتيات، وكانت تعرض على الضحايا مسألة استقطاب فتيات من اليمن، وأكد محمد انه سمع أن في اليمن شخصاً متخصصاً بإرسال الفتيات إلى أم ثائر.
تحذير
يقول محمد بأن أبا ثائر اخبرهم أنه في حالة إذا تم الإمساك بهم من قبل رجال الأمن المصريين فليخبروهم أنهم جاءوا إلى مصر بغرض السياحة ولا شيء آخر، وفي أحد الأيام كان محمد وأربعة من زملائه راجعين من شقة ابو ثائر القريبة من الشقة التي يسكنون فيها، واثناء مرورهم في الشارع اقتربت منهم دورية شرطة وطلبوا منهم بطائقهم الشخصية وسألوهم ماذا يفعلون في مصر فأخبرهم محمد ورفاقه انهم في رحلة سياحية فتركوهم في حال سبيلهم.
في طريق العودة
بعد مضي شهرين على وصول محمد احمد حسن إلى القاهرة وتنقله بين شقة 6 اكتوبر وشقة شارع الفيصل، قال محمد إن نحو 30 يمنياً وصلوا خلال تلك الفترة وباعوا كلاهم.. بعد ذلك اتصل الدكتور أيمن ب "ابو ثائر" وقال له الشخص هذا "أي محمد احمد" خلوه يسافر إلى اليمن وعندما نحصل على المريض "الزبون" المطابق لكليته نتصل به يأتي إلى مصر.. وجاء "توفيق" إلى عند محمد احمد وأخبره بذلك وكان ذلك قبيل عيد الأضحى المبارك.
ويضيف محمد احمد (بعد ذلك سرت أنا وتوفيق إلى مطار القاهرة وقام بقطع تذكرة إياب باسمي، لأن التذكرة الاولى كانت قد انتهى تاريخها ومدتها كانت شهراً فقط بالاضافة إلى قطع تذكرة أخرى لشخص يمني يدعى فارس كان قد باع كليته) والتقيت أنا وفارس في مطار القاهرة عندما قام واحد من مشفى وادي النيل بإيصاله إلى المطار بعد إجراء العملية مباشرة.
وسافر محمد احمد وفارس إلى اليمن وفي مطار صنعاء استقبلهم ثلاثة اشخاص احدهم يدعى اسحاق، وسبق له ان ذهب إلى مصر وباع كليته واستلم قيمتها فلوساً مزورةً ورجع إلى اليمن للبحث عن ضحايا آخرين.
الرجوع إلى البسطة
يقول محمد احمد (بعدما رجعت إلى اليمن وبعدما شفت الكثير من مآسي الأخوة اللي يسيرون مصر يبيعون كلاهم تأكد لي أن ما يحصل هو جريمة وليس كما يوهموننا بأن العملية سهلة ولن تؤثر على حياتنا مستقبلا).
عاد محمد احمد بعد ذلك إلى العمل في بسطته بأحد الاسواق الشعبية في صنعاء ومآسي زملائه اليمنيين على ايدي العصابة الاجرامية لا تفارق ذاكرته.
وابدى محمد احمد الذي ينتمي إلى اسرة فقيرة.. ولم يكمل تعليمه الاعدادي ندمه الشديد على الانصياع لأوهام افراد العصابة ناصحا كل الشباب اليمنيين بأن يعملوا جميعاً على محاربة هذه الجرائم وعدم الانقياد وراء سراب الدولارات التي يخسر معها الشخص حياته كاملة.
ويعبر محمد احمد عن تجربته تلك بقوله: "كانت غلطة وشفت (ناس) بعدما عملوا العمليات.. كانوا في حالة يرثى لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.