اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    الإنذار المبكر في حضرموت يحذر المواطنين في هذه المحافظات من اضطراب مداري وسيول مفاجئة    "الفلكي الجوبي يتنبأ بِحالة الطقس ليوم غدٍ... هل ستكون أمطارًا غزيرة أم حرارة شديدة؟!"    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو عصابة دولية للإتجار بالأعضاء البشرية يكشف تفاصيل بيع اعضاء يمنيين وأردنيين وسوريين وسودانيين على أيدي مخابرات مصر
نشر في التغيير يوم 18 - 02 - 2010

تجارة الأعضاء البشرية سوق سوداء وبيزنس سري منظم وغير شرعي يحكمه ويتحكم فيه أباطرة في تجارة وبيع الأعضاء البشرية، بداية بالكلى ووصولاً إلى العين والركبة وفص الكبد والسائل المنوي. ولم تعد تقتصر هذه السوق السوداء على السماسرة والمنتفعين فقط، بل تعدى الأمر إلى اطباء وضباط مخابرات ضمن شبكة دولية معقدة لبيزنس ضخم، مركزه الرئيسي مصر وأطرافه في عدة دول عربية.. أسرار وخفايا هذه الشبكة المكونة من أردنيين ومصريين ويمنيين يكشفها أحد أعضاء العصابة الاجرامية، الذي تمكنت صحيفة"الحوادث" اليمنية من الالتقاء به ويتواجد حالياً في البحث الجنائي بصنعاء وقد تحدث عن طريقة استقطاب الضحايا وكيفية استدراجهم إلى القاهرة، وأسماء زعيم وافراد العصابة والمستشفيات التي تجرى فيها العمليات، والمآسي اللاإنسانية التي يتعرض لها الضحايا من يمنيين وغيرهم!!.. وعصابات السرقة المرتبطة بتجار الأعضاء وعلاقة المخابرات المصرية بهم. يحكي توفيق – عضو شبكة الاتجار بالأعضاء البشرية- قصة انخراطه في هذه العصابة بقوله: "كنت أعمل على تاكسي أجرة بصنعاء، وكانت المشاكل مع والدي مستمرة حتى أخذ مني التاكسي ووجدت نفسي في الشارع لمدة شهرين دون عمل أو مصروف.. بعد ذلك أعاد لي والدي التاكسي".
في إحدى الليالي استوقف "توفيق" شخص يدعى "م.أ" وطلب منه ايصاله إلى محافظة عمران مقابل 3 آلاف ريال، وكان إلى جواره شخص آخر يدعى "س.أ" وفي الطريق سأله "م.أ" لماذا لا يشتري تاكسي خاصاً به بدلاً من المشاكل مع والده؟!.. فقال له توفيق: "من أين اشتري تاكسي وما معيش زلط".. ولكن "م.أ" طمأنه وقال له: خلي هذا الأمر عليَّ. بعد يومين جاء هذا الشخص إلى منزل توفيق وأخذ منه جواز السفر وبعد ثلاثة أيام أخذ توفيق إلى مكتب طيران اليمنية في شارع الستين وقطع له تذكرة سفر إلى مصر بتاريخ 22/7/2009م ولم يخبره بطبيعة ما سيفعله في مصر. عمولة السمسار ويضيف توفيق قائلاً: "قبل السفر بساعات أخبرني (م.أ) بأمر التبرع بالكلى مقابل خمسة آلاف دولار".. وأخبره ان شخصاً يدعى "أبو صقر" سيقابله في مطار القاهرة. لم يكن ابو صقر سوى شقيق "م.أ" ولم يستقبل توفيق في مطار القاهرة وإنما التقاه في صنعاء قبيل مغادرة المطار بسويعات و أخذ منه سنداً وقع عليه توفيق بمبلغ ألف دولار قال له ابو صقر انه ضمانة بالإضافة إلى اعتراف وقع عليه توفيق بانه ذاهب إلى مصر للتبرع بكليته وليس لبيعها.
في مطار القاهرة لضمان نجاح الصفقة مع الضحايا يقوم السماسرة في اليمن بقطع تذاكر ذهاب فقط للأشخاص الذين أوقعوا بهم، فيغادر الضحية مطار صنعاء وهو لا يحمل في جيبه سوى جواز السفر فقط ولا يحمل أي مبالغ مالية. بالنسبة ل "توفيق" -خريج الصف السادس الابتدائي- فقد أخبره ابو صقر انه سيصل مطار القاهرة وسيستقبله هناك شخص يدعى نادر الأسد – يمني الجنسية- واعطاه رقم تلفونه.. ويقول توفيق انه حين وصل مطار القاهرة جاء إليه أحد الاشخاص وأخبره انه نادر الأسد وانه في انتظاره، فصعد معه على السيارة وكان إلى جوار هذا الشخص امرأة واتجهوا به إلى شقة في شارع فيصل بالقاهرة واكتشف توفيق هناك ان هذا الشخص الذي استقبله في مطار القاهرة ليس نادر الأسد، لكنه رامي خلف جودة ويكنى ب "ابو ثائر" أردني الجنسية وهو زعيم العصابة مع زوجته.
شقق مستأجرة مآسٍ وقصص بشعة كشفها "توفيق" تؤكد ان سماسرة بيع الأعضاء نجحوا في تكوين شبكات وتشكيل عصابات للايقاع بضحاياهم، ونجحوا كذلك في ابتكار اساليب وطرق مختلفة لانتزاع الأعضاء من الأحياء وبيعها والترويج لتجارتهم القذرة التي يجنون منها الكثير.
في الشقة الواقعة في شارع الفيصل التقى توفيق بعدد من اليمنيين منهم من اجريت لهم عمليات انتزاع الكلية، ومنهم من يستعد لإجراء العملية.. ويشير توفيق إلى انه وفي الساعة 11 صباحاً تم نقله وشخصين آخرين "شمسان" و "نبيل" إلى مستشفى القاهرة التخصصي لعمل فحوصات طبية.. وفي اليوم التالي أخذهم ابو ثائر بسيارته إلى مستشفى وادي النيل الواقع في حدائق القبة والتابع لجهاز المخابرات المصرية. مستشفى المخابرات وشروط الصفقة ويحكي توفيق عما يحدث داخل مستشفى وادي النيل "من شروط الصفقة" قائلاً: بعد ان اوصلنا ابو ثائر إلى مقربة من المستشفى طلب منا الدخول إلى المستشفى واخبار من يقابلنا اننا قادمون إلى عند الدكتور أيمن فكري "مصري الجنسية" لتصوير الكلى.
وأضاف توفيق: في المستشفى يتم تصوير اعتراف المتبرع بالصوت والصورة بأنه متبرع وليس بائعاً.. ثم الزامه بكتابة اقرار بخط يده وعليه بصمته يعترف فيه بذلك، مع اشتراط وجود ضامن للمتبرع من نفس الجنسية.. مشيراً إلى ان ذلك التسجيل المصور تم في مكتب مدير المخابرات بالدور الأول في مستشفى وادي النيل.. موضحاً أنه التقى في المستشفى بشابين يمنيين هما "صادق ومحفوظ" كاناخارجين من غرفة العمليات، وقد انتزعت كلاهم ولم يلتق بعد ذلك بصادق ولا يعرف ما الذي حصل له بعد ذلك.
برج الأطباء
عاد توفيق إلى الشقة وبقي فيها ثلاثة أيام ليتم بعد ذلك أخذه ورفاقه إلى برج الأطباء في شارع المهندسين لعمل فحوصات على الكلى قبل اجراء العملية.. واخبروه أن العملية التي ستجرى له تقررت بعد عيد رمضان المبارك.
مجازر على أجساد البشر
المشاهد الميدانية البشعة التي عاشها توفيق مع الشباب الذين تعرضوا لعمليات جراحية لنزع الكلى، جعلته يقرر العودة إلى اليمن.. فأخبر زعيم العصابة "ابو ثائر" انه سيقضي العيد في اليمن وسط أسرته وأهله.. وبعد شجار كبير أمر "ابو ثائر" شخص يدعى "ع.أ" يمني الجنسية بأن يعطي توفيق 700 دولار وأخذ منه سنداً بألف دولار ووقع على السند وبصم وتم حجز تذكرة سفر له وعاد إلى اليمن.
تهديد لم يكن توفيق يرغب بالعودة إلى مصر ولكنه بعد ان أمضى عشرة أيام عند أهله في صنعاء.. جاء إليه شقيق "ع.أ" وأخبره ان العملية باقي عليها ثلاثة أيام ويجب عليه السفر، وذكره بأن عليه سنداً بألف دولار لأبي صقر والف دولار
للعصابة في مصر، وانه سيدخل السجن إذا لم يسددها. ويقول توفيق: "حينها لم يكن لدي فلوس فأعطاني شقيق "ع.أ" رقماً وقال لي اذهب إلى مكتب الطيران المصري في مطار صنعاء واعطهم هذا الرقم وجواز سفرك.. فذهبت إلى هناك واعطوني تذكرة السفر وسافرت إلى مصر
. في الاسكندرية كانت الساعة الخامسة فجراً حين وصل توفيق إلى مطار القاهرة كان ابو ثائر في استقباله، وأخذ منه جواز السفر "كعادته" مع كل شخص يسافر لغرض بيع كليته، حيث يقوم زعيم العصابة "ابو ثائر" بأخذ جواز سفره بمجرد وصوله مطار القاهرة.. مباشرة أخذ ابو ثائر توفيق إلى الإسكندرية في شقة تطل على البحر، وهناك التقى توفيق باثنين يمنيين، واكد توفيق أن غرض أبي ثائر من ذلك اجراء عمليات جراحية للثلاثة في مستشفى "الجرموزي" بالإسكندرية، ولكن المغرر بهم رفضوا ذلك لأن الأطباء في مستشفى الجرموزي يعتمدون في عملياتهم لنزع الكلى على "الشط" أي فتح البطن.. وليس "الشفط" من خلال احداث فتحة فوق الجهاز التناسلي وشفط الكلية منها عبر جهاز مخصص لذلك. بعد رفض توفيق ورفيقيه تم اعادتهم إلى القاهرة ونزلوا في شقة أخرى غير التي كان فيها سابقاً.
تغيير الشقق
عمدت عصابة الاتجار بالبشر على تغيير الشقق التي يستقبلون فيها الأشخاص الراغبين في بيع كلاهم ويسمونهم ب«المتبرعين» بأعضائهم كل فترة حتى لا ينكشف أمرهم أو يستدل رجال البحث على مكانهم.. ويشير توفيق إلى أنه وخلال مدة بقائه في مصر تنقل في نحو 8 شقق، وأقصى مدة استمروا فيها في الشقة الواحدة نحو 20 يوماً فقط. وفي كل شقة يضع افراد العصابة شخصين أحدهم مسؤول أمني عن الشقة ومن فيها وآخر يتولى عملية تنقل الضحايا من مكان إلى آخر.
مرافقون
وأشار توفيق إلى أن زعيم العصابة يستعين ب "بودي جاردات مصريين" لحمايته من أي اعتداء بالإضافة إلى ارهاب الضحايا وتأديبهم إذا طلب احدهم مبالغ أخرى غير المتفق عليها.
ضرب واحتيال
ويحكي توفيق مأساة بعض زملائه اليمنيين مع افراد العصابة وما تعرضوا له من ضرب وتعذيب وسرقة.. فيقول: "في أحد الأيام خرج محمد وأكرم وجمال ومحمد علي من مستشفى وادي النيل بعد اجراء عمليات نزع الكلى، واستلموا ثمن بيع كلاهم وهي مبلغ 7 آلاف دولار.. 5 آلاف القيمة المتفق عليها و 2000 دولار يعطيها الدكتور أيمن فكري لكل بائع لكليته.. وذهب أحد الزملاء لاستقبال صديقه الذي هو ضمن الأربعة الخارجين من المستشفى.. وعند عودتهم إلى الشقة
التي نسكن فيها اعترضتهم عصابة "فتوة" برئاسة شخص اردني الجنسية يدعى "أحمد معروف"، وهو أحد العاملين في مستشفى وادي النيل.. واعتدوا عليهم بالضرب حتى "افتكت" عملية "محمد" ثم أخذوه والقوا به في الصحراء آخر الليل، وهو ينزف حتى وجده سائق تاكسي أجرة واتصل بنا وأوصله إلى عندنا، أما الشخص الذي ذهب لاستقبالهم فقد قام افراد العصابة بصعقه بالكهرباء حتى اخبرهم بمكاننا ودلهم على عنوان الشقة التي نسكن فيها. ويشير توفيق إلى أن هؤلاء البلاطجة أخذوا من محمد 7 آلاف دولار و 6 آلاف درهم اماراتي كان أحد المرضى الإماراتيين قد أعطاه إياها. ويضيف توفيق: "في ذات الليلة طرق زميلنا الذي ذهب لاستقبال الآخرين باب الشقة ففتحنا له الباب وفوجئنا بأشخاص يدخلون علينا حاملين سكاكين ومسدسات، واعتدوا علينا بالضرب بوحشية وكان عددنا في الشقة أربعة يمنيين، وسألوا رفاقنا الذين اجروا العمليات عن الفلوس فأخبروهم انها عند "أم ثائر" زوجة أبي ثائر، وتم الاتصال بأم ثائر وجاءت إلى الشقة هي وابو ثائر، وقام افراد البلاطجة باجبار ابو ثائر وزوجته على إحضار الفلوس الخاصة بالضحايا وبدون أية مقاومة ذهب ابو ثائر وزوجته وسلموا العصابة الفلوس" وكانت هذه مجرد تمثيلية علينا لأن أبو ثائر متفق مع البلاطجة على
ذلك .
ويؤكد توفيق وجود ضحايا آخرين تعرضوا للنصب حيث اعطوهم قيمة الكلى عبارة عن "رزم" نقود فئة مائة دولار ولكنهم وضعوا وسط الرزم فئة دولار واحد.
مهام توفيق
خلال تواجد توفيق في القاهرة نصبه ابو ثائر مشرفاً على احدى الشقق فكانت مهمته الإشراف على الضحايا، وأخذ الجدد منهم إلى مستشفى القاهرة التخصصي لاجراء الفحوصات مقابل 100 دولار عن كل شخص يدفعها له الضحايا أنفسهم.. وكان ابو ثائر يعطيه مائة جنيه في اليوم الواحد مقابل أكل وشرب الأشخاص المشرف عليهم.
ويشير توفيق إلى ان أبو ثائر استأجر شقة باسم توفيق في شارع فيصل جوار "البن البرازيلي" لمدة شهر من 7/12/2009م إلى 7/1/2010م وباقي الشقق كانت باسماء اقرباء واصدقاء أبي ثائر.. مؤكداً انه اوصل إلى مستشفى القاهرة التخصصي نحو 30 يمنياً، 25 منهم أجروا عمليات نزع الكلى والباقي تم اعادتهم إلى اليمن لاصابتهم بفيروس الكبد.. ونحو 70 يمنياً الذين سمع انهم ذهبوا إلى القاهرة لبيع كلاهم خلال تلك الفترة. كما اسندت لتوفيق مهام التواصل مع بعض اليمنيين في اليمن ممن يرغبون في بيع كلاهم والتنسيق معهم في السفر إلى القاهرة وقام باستقبال عدد منهم.
ابو ثائر وزوجته أكثر من 200 يمني استطاع زعيم العصابة ابو ثائر وزوجته استدراجهم إلى القاهرة لبيع كلاهم، حيث بدأ ابو ثائر -واسمه الحقيقي رامي خلف جودة - نشاطه منذ عام 2005م واستقطب مئات الضحايا من سوريا والأردن والسودان وفلسطين واليمن، وبحسب توفيق فان زعيم العصابة سافر إلى اليمن مرة فيما زارتها زوجته مرتين.. ويفضل ابو ثائر اليمنيين لسهولة نقلهم إلى القاهرة، لأن دخول الأردني إلى مصر أمر صعب ولا يتم إلا عبر سوريا.. ويؤكد توفيق أن ضحايا عصابة الاعضاء البشرية من الجنسين ذكوراً واناثاً وسمع ان هناك امرأة يمنية استدرجت إلى القاهرة وباعت كليتها، بالإضافة إلى أردنيات.
موافقة السفارة
ويشترط القانون المصري موافقة سفارة البلاد التي ينتمي إليها المتبرع بأعضائه وتلزم المستشفيات باستلام موافقة السفارة، لذلك فأفراد العصابة كانوا يجرون عملياتهم في مستشفى وادي النيل لأنه لا يطلب موافقة السفارة. ويؤكد توفيق ان اربعة اشخاص يعملون في مستشفى وادي النيل ويتاجرون بالأعضاء البشرية، هم الدكتور أيمن فكري وحسام وحازم فتح الباب وشريف..
ويقتصر دور أيمن فكري على جلب المتبرع والتنسيق مع المريض الذي سيشتري الكلية.. أما الآخران حسام وحازم فهما من يقومان بإجراء العمليات للمتبرعين.
شفط الكلية
ويشرح توفيق كيفية اجراء العمليات من خلال احداث فتحة تحت السرة وفوق الجهاز التناسلي، ويتم ادخال قضيب منها وناضور من خزف لشفطها، حتى لا يظهر مكان العملية إن قاموا بإجرائها عن طريق فتح البطن.
لا وثائق
ولأن افراد العصابة حريصون على عدم ترك أي خيط للإمساك بهم، فان الضحايا لا يحصلون على أية وثائق رسمية تثبت قيامهم ببيع كلاهم أو التبرع بها لمنع خروج أي ورقة من أية مستشفى لأي متبرع.. وحين ينتهي اجراء العملية
يقوم الدكتور حسام والدكتور شريف بدفع 5 آلاف دولار قيمة الكلية للشخص الضحية.
سعر الكلية
وبحسب توفيق فان سعر الكلية يصل إلى مائة ألف دولار يدفعها الشخص المستفيد "المريض" لأفراد العصابة.. يعطى منها 5 آلاف دولار فقط للشخص المتبرع "البائع" و 10 آلاف للسمسار الذي يأتي بالزبون الضحية و 75 ألف دولار يتوزعها الآخرون فيما بينهم.
العين والركبة
ويؤكد توفيق أن بيع الأعضاء البشرية لا يقتصر على الكلى فقط بل يشمل قرنية العين والتي تباع بنحو 3 آلاف دولار وكذلك فص الكبد يباع بنحو 20 ألف دولار والركبة ب20 ألف دولار والسائل المنوي يصل سعره إلى 30 ألف دولار.. غير أن الكلى تعتبر الأكثر مبيعاً.
مضاعفات
ويشير توفيق إلى أن أفراد العصابة سواءً من اطباء أو غيرهم لا يقومون بتوعية أي شخص يريد بيع كليته حول مضاعفات عملية نزع الكلية.. فالكثير ممن قاموا ببيع كلاهم كانوا في صحة جيدة وبعد ذلك اصيبوا بضعف عام وقصور في الدورة الدموية، وبعضهم اصيب بعجز جنسي ليجد نفسه بعد اجراء العملية مجبراً على زيارة المستشفيات لمعالجة المضاعفات فينفق المبلغ الذي تحصله من قيمة الكلية في العلاجات ويصبح خاسراً من جميع النواحي.
تجنيد توفيق
بعد عدة فحوصات تأكد عدم نفع اجراء عملية نزع كلية توفيق لإصابته بضمور في الكلية اليمنى وحصوة في المثانة.. ولم يتبق سوى عودته إلى اليمن.. ولكن أبا ثائر قال له "صح انك لم تقدر تعمل العملية ولكن معك طريقة افضل لكسب الفلوس وهي استقطاب ناس من اليمن لبيع كلاهم" مقابل عمولة مالية 1000 دولار. وافق توفيق على هذا العرض وركب الطائرة عائداً إلى اليمن عبر مطار عدن، ولم يكن يعرف أن أمره قد افتضح وأنه أحد المبلغ بالقبض عليهم في المطارات والمنافذ الأخرى وبمجرد وصوله مطار عدن تم القبض عليه واحالته لاجراءات التحقيق.
تعقب افراد العصابة
وقبل إلقاء القبض على «توفيق» كانت الإدارة العامة للبحث الجنائي في اليمن قد تلقت معلومات من القاهرة حول ضبط عصابة للاتجار بالأعضاء البشرية بينهم يمنيون واردنيون في اكتوبر 2009م من ضمنهم اقارب لزعيم العصابة "رامي خلف جودة" المكنى ب "أبي ثائر"، وتلقى مدير عام البحث الجنائي العميد الركن ابو بكر سعيد رسالة من وزارتي الخارجية والداخلية والانتربول حول أحد الاشخاص -يمني الجنسية- مسجون في مصر ضمن افراد العصابة.. وبعد اربعة أشهر سجن قدم له أحد المسجونين في مصر "سعودي الجنسية" قيمة تذكرة سفر إلى اليمن ليتم القبض عليه بمجرد وصوله إلى صنعاء، واعترف أثناء التحقيقات ان هناك عصابة دولية يتزعمها اردني وزوجته وتتاجر بالأعضاء البشرية من عدة دول.. وقاد ذلك رجال البحث الجنائي إلى القبض على نحو 15 شخصاً من افراد العصابة في اليمن واحالتهم إلى النيابة، وقد علمت "الحوادث" من مصادر مطلعة ان النيابة أفرجت عنهم لعدم وجود قانون يتعلق بالاتجار بالاعضاء البشرية، واكتفت النيابة بادراجهم ضمن القائمة السوداء الممنوعين من السفر.
احباط سفر 40 شخصاً
جهود كثيرة بذلها رجال البحث الجنائي بالتعاون مع الأمن القومي لتعقب صابة الاتجار بالأعضاء البشرية، وتمكنوا من احباط محاولة سفر نحو 40 شخصاً إلى مصر لبيع كلاهم.
كما تم التعميم بأسماء أشخاص مشتبه بارتباطهم بعصابة الأعضاء البشرية، في المطارات.. غير أن توفيق أشار إلى أن شبكة الاتجار بالأعضاء البشرية تنبهوا لذلك وبعضهم يدخل اليمن عن طريق محافظة المهرة.. جهود الوطنيين من رجال البحث الجنائي وعلى رأسهم العميد الركن أبو بكر سعيد وكذلك رجال الأمن القومي وغيرهم من رجال الأمن بمختلف مسمياتهم.. في تعقب هذه العصابة الإجرامية ومكافحة الاتجار بالأعضاء البشرية، تستحق أن توجه لها
التحية.. ويبقى الدور على الجهات المختصة في التشريعات القانونية في س قوانين تجرم هذا الفعل وتعاقب ممتهنيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.