كشفت مصادر وثيقة الاطلاع في المؤسسة العامة للكهرباء ل"الجمهور" أن تهالك الشبكة المعنية بنقل التيار الكهربائي وتوزيعه للمستهلكين في أمانة العاصمة، تتسبب في فقدان 40% من الطاقة الكهربائية المنتجة في العاصمة أو المنقولة إليها عبر أبراج الضغط العالي من محطات توليد في محافظات أخرى. وأوضحت المصادر أن مدينة صنعاء وضواحيها تستهلك نحو 40% من الطاقة المنتجة داخل البلاد والمقدرة بحوالي 400 ميجاوات، نصفها يتم توليده من المحطات الثلاث العاملة في صنعاء (ذهبان وحزيز والقاع) والنصف الآخر يأتي من محطات رأس كثيب والمخا والحسوة ومن محطة مأرب الغازية، ولكن تهالك الشبكة الناقلة للتيار يتسبب في فقدان نحو 160 ميجاوات من الطاقة المنتجة. مشيرة إلى أن عدداً من الخبراء والمهندسين المختصين كانوا قد أكدوا في وقت سابق على ضرورة إصلاح الشبكة المتهالكة قبل إقامة محطة مأرب الغازية، المفترض عبرها تغطية العجز من الطاقة المنتجة، إلا أن قيادة مؤسسة الكهرباء تجاهلت توصياتهم، بحسب المصادر. وذكرت المصادر بأن ما وصفته بلعبة الفساد امتدت إلى كونسر يتوم تنفيذ محط مأرب الغازية، وأن من أسمتها العناصر الفاسدة تقف وراء إيقاف العمل بالمحطة متذرعة بالفلترة وطبيعة الوقود المستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية، رغم أن المحطة لم يمض على البدء بتشغيلها سوى عدة أشهر. ووفقاً للمصادر، فإن مسؤولين في إدارة مشروع المحطة الغازية في مأرب يخططون من وراء ذلك إلى دفع الحكومة لشراء الغاز المسال من شركة توتال بسعر 3 دولارات للوحدة الواحدة المباعة أصلاً من الحكومة للشركة بأقل من نصف دولار، الأمر الذي سيكبد خزينة الدولة نحو 7 اضعاف قيمة الوحدة المباعة لتوتال بالدولار، في الوقت الذي يفترض فيه أن تستهلك المحطة من وقود الغاز المصاحب والذي يخص الشركة اليمنية.