أغلقت السفارة البريطانية أبوابها أمام الجمهور، مؤقتاً، بعد نجاة السفير تيموثي أشيل تورلو في اليمن من تفجير انتحاري استهدف موكبه في صنعاء، صباح اليوم الإثنين 26-4-2010، وبحسب شهود عيان أن انتحارياً نزل من سيارة سوداء قبل مرور الموكب بحوالي 5 دقائق، واختفى وسط المارة بالشارع، ثم ظهر مجدداً ليفجر نفسه عند مرور موكب السفير البريطاني، إلا أن المهاجم تأخر بضع ثوان، فمرّ الموكب بسلام. وأعلن مصدر مسئول بوزارة الداخلية اليمنية أن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد هوية الانتحاري الذي استهدف سيارة السفير البريطاني بصنعاء في الثامنة من صباح اليوم جوار حديقة برلين بالقرب من محطة للوقود في حي نقم شرقي العاصمة صنعاء وقال المصدر إن الانتحاري يدعى عثمان علي نعمان الصلوي وهو طالب في الثانوية العامة في ال22 من العمر من مواليد عام 1988م من محافظة تعز وأضاف : إن المعلومات الأولية تفيد بأن الإرهابي الصلوي كان قد تلقى تدريباته في محافظة مأرب ونفذ عمليته بحزام ناسف أدى إلى تناثر جسده أشلاء ممزقة وتم التعرف عليه من خلال وجهه , ونفذ عمليته وهو يرتدي زيا رياضيا في مكان تجري فيه أعمال إنشائية وقال المصدر إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في التفجير الانتحاري وهم امرأة تدعى " فيروز عبدالله البراق " واثنين من المواطنين هما :" علي صالح اللحجي " و" نعمان الحماطي " , مؤكدا أن إصابة الثلاثة طفيفة وقد تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج وأضاف المصدر أن أجهزة الأمن تقوم حاليا بتحقيقات مكثفة لكشف ملابسات التفجير الانتحاري الإرهابي وجمع مزيد من المعلومات حول منفذه وتفاصيل الثواني التي انقذت موكب السفير من الحادث في وجود مؤشرات عن أن هذه العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة واعتبر المصدر أن هذه العملية تعبر عن حالة اليأس التي أصيبت بها العناصر الإرهابية بعد الضربات الاستباقية الموجعة التي تلقتها في أوكارها خلال الفترة الماضية على يد أجهزة الأمن يذكر أن السفير تيم تورلوت، وهو في ال52 من عمره يعمل سفيراً لدى اليمن منذ يوليو/تموز عام 2007. وتتزامن الحادثة مع زيارة وفد المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة لبحث تعاون اليمن مع الأممالمتحدة والمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، وبعد أيام من زيارة قائد العمليات المشتركة للقوات المسلحة البريطانية المشير ستيوارت باتش. وكان تسجيل للرجل الثاني في تنظيم "القاعدة بالجزيرة العربية،" السعودي سعيد الشهري طالب أتباعهم بالاستعداد لحرب مقبلة تستهدف التنظيم في اليمن. متوعدا بمواصلة القتال ضد الحكومات المصرية واليمنية والسعودية التي قال انها "تدعم الصليبيين." وفي لندن، أكدت وزارة الخارجية البريطانية حصول انفجار بالقرب من سيارة السفير تورلو، كما أكدت أن السفير لم يصب بأي أذى كما لم يصب أي من موظفي السفارة. ونقلت وكالة رويترز عن المتحدثة باسم السفارة البريطانية بصنعاء قولها " نؤكد وقوع الحادث الذي استهدف احد أعضاء السفارة.. نعمل عن كثب مع السلطات اليمنية لتحري ماحدث، لم يسقط أي ضحايا بريطانيين او من العاملين في السفارة". وأعلنت الوزارة أن سفارة بريطانيا في صنعاء "ستبقى مغلقة في الوقت الراهن أمام الجمهور"، ودعت مواطنيها في اليمن إلى عدم لفت الأنظار و"التيقظ". ويعد هذا الهجوم الأول في اليمن منذ مطلع العام، ويأتي بعد أن كثفت السلطات اليمنية حملتها ضد عناصر تنظيم القاعدة الذي سبق أن تبنى عدة هجمات استهدفت سفارات أجنبية ومنشآت نفطية. وكانت سفارات الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا أغلقت أبوابها مؤقتاً مطلع (يناير) الماضي بسبب تهديدات القاعدة. وفي (ديسمبر) 2009 أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن أجهزة الأمن أحبطت هجوماً انتحارياً كان يستهدف السفارة البريطانية. وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي كشف أمام البرلمان اليمني في ديسمبر الماضي أن عناصر تنتمي للقاعدة كانت تحضر لاستهداف سفارة بريطانيا ومصالح حكومية، حيث كان 8 انتحاريين بمنطقة أرحب في مراحل الإعداد الأخيرة لتنفيذ هجوم بأحزمة ناسفة، قبل تنفيذ ضربات استباقية ضدهم.