تغطية المشاريع التي تم افتتاحها ووضع حجر الأساس لها في العيد الوطني لكافة القطاعات والمجالات الخدمية وشموليتها لمختلف المحافظات تجعلنا أمام نقلة تنموية كبيرة نعبر من خلالها عن اعتزازنا بالمنجز الوحدوي العظيم منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م وعجلة التنمية على امتداد الوطن تسير بوتيرة متسارعة في اتجاه إحداث تقدم حقيقي يضع اليمن في مصاف الدول النامية، التي قفزت خلال العقدين الآخرين خطوات مبشرة على مختلف الأصعدة خدمياً وتنموياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.. وكون التنمية عملية مستمرة لا تنشط موسمياً، فإن تزامن الكشف عنها أو اتخاذ الجديد من مساراتها إزاء كل مناسبة وطنية، لا سيما العيد الوطني لا يعني إلا أن جني ثمار الوحدة يذكر بها، وأن منجزات هذه المناسبة العظيمة تخلد مع كل جديد سمو هذه الذكرى ومدى ما تمثله للوطن والمواطنين من ارتباط بما ينفعهم ويصلح أوضاعهم ويحسن من واقعهم على كافة المستويات.. وإذاً فهذه المواكبة أو المزاوجة بين الاحتفال بالعيد الوطني وجني المزيد من ثمار الوحدة عبر افتتاح العديد من المشاريع الخدمية ووضع حجر الأساس لأخرى غيرها، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن حاضر اليمنيين أكثر تقدماً وتطوراً من ماضيهم القريب وأن مستقبلهم سيكون فوق ذلك بكثير، بما يعني أنه بقدر ما يمثل عامل الزمن خلال الاحتفال بالعيد التاسع عشر للوحدة اليمنية فارقاً على صعيد التنمية عنه خلال الفترة الزمنية المواكبة للعيد الثامن عشر، فإن عامل الزمن اليوم يشير إلى أن العيد العشرين يأتي في ظل منجزات تحققت للوطن أضافت إلى صعيد ما أنجز في السابق إضافات تنموية جديدة، وبالقدر ذاته فإن الفاصل الزمني بين هذه الاحتفائية والتي ستأتي بعد عام كامل ستضيف انجازات أخرى تعزز مسارات التقدم والتطور من عام لآخر. وهكذا يكون الاحتفال بالعيد الوطني في كل عام مداراً لوضع أساسات منجزات تنموية ومستحدثات خدمية بين يدي الذكرى القادمة، وهنا فإن الاحتفال بالعيد الوطني بهذه الطريقة يعني سيرورة الوحدة المباركة في اتجاه تحقيق المزيد من أهدافها العظيمة، وبما يعزز ثباتها في العمق من الوجدان الجمعي لليمنيين الذين يلمسون عاماً بعد آخر كيف أن الوحدة تطورهم وتتطور بهم وبواقعهم عبر نقلات تواكب التحولات، التي من شأنها الانتقال بالبلد صوب مراتب أفضل ومستويات أعلى في شتى المجالات. وهنا فإن التذكير بمشاهد من تجليات ارتباط الاحتفال بالعيد الوطني بجني المزيد من ثمار الوحدة يتطلب ابتداء التوقف عند حجم المشاريع التي يتوالى افتتاحها، وكذلك الأخرى التي وضعت لها أحجار الأساس بمناسبة عيد الوحدة المباركة.. وإزاء ذلك فإن حوالي 4300 مشروع تزيد تكلفتها عن 6‚747 مليار ريال تم افتتاحها ووضع حجر الأساس لها. وحسب وزارة التخطيط والتعاون الدولي فإن المشاريع التي تم افتتاحها بمناسبة العيد العشرين للوحدة اليمنية يبلغ عددها 2345 مشرعاً بتكلفة إجمالية تصل إلى 389 مليار و88 مليون و350 الف ريال موزعة على 21 محافظة بما فيها أمانة العاصمة، أما التي تم وضع حجر الأساس لها فإنها تصل إلى حوالي 1955 مشروعاً في مختلف المحافظات بقيمة إجمالية تصل إلى 358 مليار و 608 وملايين و222 الف ريال.. وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه المشاريع تغطي مختلف المجالات والقطاعات الخدمية والتنموية من الزراعة إلى الأسماك والكهرباء والمياه والبيئة والنفط والمعادن، وكذلك الطرق وتحسين المدن والإسكان والنقل، وأيضاً الاتصالات وتقنية المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم، بالإضافة إلى الصحة والإسكان والشؤون الاجتماعية والعمل والتعليم الفني والتدريب المهني والثقافة والسياحة والاستثمار.. إذا ما أخذنا في الاعتبار تغطية تلك المشاريع لهذه القطاعات والمجالات الخدمية، بالإضافة إلى شموليتها لمختلف محافظات الجمهورية فإننا أمام نقلة تنموية كبيرة سيشهدها الوطن، من الجميل أن يكون في احتفالنا بالعيد العشرين للوحدة اليمنية المباركة ما يعبر عن إعزازنا وإكبارنا لهذا المنجز الحضاري الذي نلمس ثماره العظيمة ليل نهار.. وهذا هو أحد الدروس المستفادة من مواكبة احتفالات شعبنا بالعيد العشرين لهذا العدد الكبير من المشاريع الخدمية والتنموية.