أكدت مصادر محلية تزايد حدة الخلافات في صفوف الحوثة، وسط استمرار المواجهات الدموية الأسبوع الماضي في منطقة كدم وقلقة بمديرية حيدان محافظة صعدة بين جماعة محمد عبدالعظيم الحوثي والذين يسمون أنفسهم بتيار الزيديين المعتدلين، وبين العناصر المحسوبة على عبدالملك الحوثي. ووفقاً للمعلومات، فإن حصيلة الصراع بلغت نحو 10 أشخاص من الجانبين بالإضافة إلى استشهاد 5 مواطنين وجرح 7 آخرين. كما قامت العناصر التابعة لعبدالملك الحوثي بتفجير مسجد ومدرسة و13 منزلاً في المنطقة بحجة موالاتهم لمحمد عبدالعظيم. وتوقعت المصادر تزايد حدة المواجهات والانشقاقات خلال الأيام القادمة في ظل شكاوى دائمة من جماعة محمد عبدالعظيم، أنهم يتعرضون للاضطهاد والاعتداءات المستمرة من قبل عناصر عبدالملك الحوثي، والتي طالت المساجد التي يصلون فيها وعدداً من المدارس في حيدان التي يدرس فيها أبناؤهم ما أدى إلى مقتل عدد من طلابهم، والتي عبر عنها بيان صادر عن جماعة محمد عبدالعظيم وفي وقت سابق واتهموا فيه ايضا عبدالملك الحوثي والتابعين له بأنهم لا يمثلون الزيدية بل يعادونها ويمثلون مذهبا غريبا هو المذهب الاثنى عشري. وفي سياق متصل تفيد المعلومات الواردة من صعدة أن عناصر الحوثة غادروا الثلاثاء منطقة بني عوير بمديرية سحار بعد أخذ التعهدات منهم بعدم العودة إلى المنطقة وذلك بعد أن أفرجت قبائل بني عوير عن 100 من الحوثة بأسلحتهم الشخصية مقابل تعهدهم بعدم تكرار الاعتداء على مناطقهم. وذكر مصدر قبلي في بني عوير ل"الجمهور" أن حصيلة المواجهات بين عناصر الحوثة وقبائل بني عوير، قد بلغت 7 شهداء و9 مصابين بجروح وصفها المصدر بالطفيفة من أبناء بني عوير، في حين لقي قرابة 87 من عناصر المتمردين مصرعهم منذ اندلاع المواجهات المسلحة الاثنين قبل الماضي بين الطرفين. موضحاً أن عناصر الحوثة استهدفوا في اعتداءاتهم قصف منازل ومدارس قبائل بني عوير.. مؤكدا أن تلك الاعتداءات لم تثن أبناء القبائل عن مواقفهم الثابتة في الدفاع عن منطقتهم دون هوادة أو ضعف. يأتي ذلك وسط تواصل الاشتباكات في منطقة حرف سفيان بين قبائل سفيان والمتمردين الحوثة. حيث أكدت مصادر مطلعة مقتل 19 شخصاً بينهم 4 حوثة في انفجار لغم، من مخلفات التمرد الأربعاء في مديرية حرف سفيان أثناء قيام المتمردين بنقل 15 أسيراً من جماعة الشيخ صغير بن عزيز إلى مناطق آمنة. واعتبر مشائخ سفيان هذه الحادثة بأنها عملية إرهابية مدبرة بقصد إعدام الأسرى.. لافتين إلى أن الحوثة عادة ما ينفذون عملية التصفية الجسدية لبعض من يقع في أسرهم في نفس المنطقة التي وقع فيها الحادث وهي منطقة "المغلوق". وكانت عناصر الحوثة قد أسرت 15 فرداً من قبيلة "ذو دغيش" منذ اندلاع المواجهات بين الطرفين الأسبوع قبل الماضي والتي اتهم فيها عبدالملك الحوثي الشيخ صغير بن عزيز بقطع طريق صنعاء- صعدة. وعلى ذات الصعيد، قالت مصادر محلية في صعدة انه سيتم خلال الأسبوع الجاري تسليم عدد من مديريات المحافظة إلى السلطات المحلية والأمنية وإخلاء المتمردين الحوثة منها.. موضحة بأنه سيتم اليوم السبت تسليم مديريتي باقم ومجز للسلطة المحلية والأمن لتتولى زمام الأمور وتسيير الحياة فيها وإعادة الأمور إلى طبيعتها قبل اندلاع الحرب السادسة في أغسطس من العام الماضي.. مشيرة إلى أنه سيتم تسليم مديريتي ساقين وحيدان للسلطات المحلية والأمنية يوم غد الأحد وكذا مديريتي قطابر ومنبه بعد غد الاثنين، بحسب المصادر.