الصعوبات والتحديات التي واجهتها الوحدة اليمنية من الأيام الأولى لقيام الجمهورية اليمنية في ال 22 من مايو 1990م ، وتواصلت بوتائر تصعيديه خلال ما سمي آنذاك بالفترة الانتقالية، تعددت الرؤى والتصورات التي حاولت تفسير ذلك وعلى تقاطعاتها الكثيرة ، تتلاقى عندها أطراف رأت فيها ملاذاً من المتغيرات العاصفة التي شهدتها تلك الفترة على صعيد الوضع العالمي في انعكاسات تداعياته على الوضع الإقليمي .. وواضح هنا أن قيادة الحزب الاشتراكي هي المعنية بمثل هذه التفسيرات ، لا سيما إذا ربطنا التحولات الدولية بالصراع الدموي على السلطة بعدن في 13 يناير 1986م ، وكان هذا الانقسام مع بوادر انهيار النظام الدولي الضامن لبقاء النظام الشمولي التشطيري للحزب الاشتراكي ، فكان الهروب إلى الوحدة هو الخيار الوحيد للنجاة من التأثيرات الكارثية على قيادته التي ستكون هدفاً للصراع الجديد الذي يمكن أن ينجم عن تلك الأوضاع الجديدة دولياً وإقليمياً .. في هذا السياق من الطبيعي أن تضمر تفكيراً تآمرياً على هذا المنجز العظيم الذي أعاد لشعبنا وحدته ، والذي شجعها على ذلك الأحداث التي هبت رياحها العاصفة على المنطقة وهو ما يتنبه المتابع لتصعيدات الأزمة وتطوراتها باتجاه حلم العودة إلى التشطير بالحروب ، ولم تجد محاولة إنهاء الفترة الانتقالية بإجراء أول انتخابات ديمقراطية تعبر عن نهج التعددية السياسية والحزبية، ولا المحاولات التي تلتها من قبل القوى السياسية الوطنية الوحدوية الساعية إلى كبح النزعات الخطرة للاتجاهات الانفصالية لدى بعض القيادات الاشتراكية .. وقد كان هذا واضح في تحالفاتها مع بقايا الماضي الاستعماري السلاطيني، ليحسم هذا التحالف غير المتجانس خيار الحرب بهدف الانفصال صيف 1994م ، غير مستوعب حقيقة أن منجز الوحدة ملك للشعب اليمني ، ولا يرتبط بأية متغيرات ، وأن قوى الردة والانفصال ستواجه الشعب اليمني كله الذي هب منتصراً لوحدته في السابع من يوليو 1994م. ولأن إرادة الشعب هي التي انتصرت .. فإن هذا اليوم مناسبة وطنية به ترسخت الوحدة وبدأت مسيرة التحولات الوطنية صوب المستقبل، والتي واصلت سيرها رغم أن التحديات والصعوبات ظل البعض يزرع أشواكاً في طريقها .. لكن بحكمة قيادة الوطن السياسية وبزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والتفاف الشعب حولها ، تمكن اليمن من تجاوز هذه الصعوبات ليمضي قدماً صوب إنجاز متطلبات حاضره واستحقاقات تطلعات أبنائه .. ويبقى هؤلاء الذين اكتسبوا بإدمانهم العمالة والارتزاق مناعة ضد فهم واستيعاب دروس التاريخ وعبره، يعتاشون من المؤامرة التي وضعتهم في الماضي بمزبلة التاريخ ومواصلتهم السير على هذا الطريق، سيوصلهم إلى الغرق في مستنقعاته.