كرّمت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، اليوم الأربعاء الرسام الدنماركي كورت فيسترغارد، الذي أثارت رسوماته المسيئة للنبي محمد (ص) احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي، قبل 5 أعوام. وحصل فيسترغارد (75 عاما) الذي يعيش تحت حماية الشرطة على جائزة تقدير "لالتزامه الراسخ بحرية الصحافة والرأي وشجاعته في الدفاع عن القيم الديموقراطية على رغم التهديدات بأعمال العنف والموت" التي يتعرض لها، كما قال المسؤولون عن جائزة ام100 ميديا 2010. وتنوي المستشارة من خلال حضورها الاحتفال، تمرير رسالة بأن "حرية الصحافة كنز ثمين"، كما قال المتحدث ستيفن شيبرت في ندوة صحافية. وفي خضم مناقشات ساخنة في المانيا بشأن التصريحات التي أدلى بها عضو بمجلس إدارة البنك المركزي، قالت بعض وسائل الإعلام إن المستشارة اليمينية تغامر بتكريم رجل "يعتقد المسلمون أنه أساء لدينهم". وقال أيمن مزيك من المجلس المركزي للمسلمين في المانيا في بيان "ميركل تكرم رسام كاريكاتير، في رأينا أهان نبينا وأهان كل المسلمين". وقالت صحيفة "فرانكفورتر الجيماين تسايتونج" قبل مراسم الحفل "بالتقاط صور لها بجوار كورت فيسترغارد، فإن ميركل تقدم على مخاطرة كبيرة". وأضافت "قد تكون أكثر المهام المتفجرة منذ توليها المستشارية حتى الآن". أما صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار، التي عبرت عن إعجابها بعضو البوندسبنك تيلو ساراتسين لتصويره المهاجرين الأتراك والعرب على أنهم طفيليات تعيش على دولة الرفاه فشلوا في التكامل، فقد أشادت بفيسترجارد وقالت إن وجود ميركل يظهر أن "المانيا لا تتراجع في مواجهة التهديدات من متعصبين إسلاميين". وكانت رسومات فيسترغارد أساءت للمسلمين في أنحاء العالم، عندما ظهرت أول مرة في صحيفة ليلاندز بوستين الدنماركية، في أواخر عام 2005. وقتل 50 شخصا على الأقل في أعمال الشغب التي أعقبت نشر رسم الكاريكاتير، في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا. وتمسك فيسترجارد بعمله "إعمالا لحق حرية التعبير" وقال إن لجنة جائزة ام 100 أشادت "بشجاعة (الدنماركي) لتمسكه بالقيم الديمقراطية والدفاع عنها رغم تهديدات العنف والموت". وأصدر المنظمون بيانا عن ميركل يقول إنه في وقت تحتفل فيه المانيا بمرور 20 عاما على توحيد شطريها، بعد سقوط النظام الشيوعي في المانيا، الشرقية فإن بلادها "مازالت تعي مغزى الافتقار للحرية". من جهة ثانية قالت مؤسسة الحريات الدينية للعسكريين، وهي جماعة معنية بترويج التسامح الديني بالجيش الأمريكي، إنها ستشتري نسخة جديدة من القرآن مقابل كل نسخة يتم إحراقها، إذا مضت كنيسة في فلوريدا بمخططها لإحراق نسخ من الكتاب المقدس عند المسلمين. وقالت الجماعة إنها ستتبرع بالنسخ التي سيتم شراؤها لصالح الجيش الوطني الأفغاني، مشيرة إلى أنها تسعى إلى فعل أي شيء للوقوف في وجه القس تيري جونز الذي دعا لحرق نسخ من القرآن في فلوريدا، في ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وأبلغ ميكي وينستين ممثل المؤسسة شبكة CNN بأن جماعته ستشتري مصاحف جديدة وترسل بها إلى الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، كي يوزعها على الجيش الأفغاني. ويوم الأربعاء، توالت ردود الفعل المنددة بخطط إحراق نسخ من القرآن، وأدانت وزيرة الخارجية الأمريكية الخطوة، وقالت أثناء استضافتها لحفل إفطار للمسلمين في واشنطن "إنني أشد على الإدانة الواضحة والصريحة لهذا العمل الشائن والمخزي الذي أصدره زعماء الطوائف الدينية الأمريكيين، والعلمانيين وصانعو الرأي." كما عبر الفاتيكان عن إدانته لخطط حرق القرآن، قائلا إن اتخاذ خطوة خطيرة مثل تلك ضد كتاب مقدس، لا يعد بأي حال ردا على ما حدث في عام 2001 من هجمات على نيويورك. من ناحيتها، أدانت السفارة الأمريكية في باكستان خطط كنيسة في فلوريدا لحرق نسخ من القرآن، واعتبرت المسألة "تتعارض مع مبادئ الاحترام والتسامح، وذلك في بيان لها صدر الأربعاء. ويأتي البيان الصادر عن السفارة الأمريكية بعد أيام قليلة على تحذيرات أصدرها الجنرال ديفيد بيتريوس، من أن المخطط قد يعرض الجنود الأمريكيين في الخارج للخطر، و"يتسبب بمشكلات كبيرة" للقوات الأمريكية في الخارج. من جانبه، قال القس تيري جونز، راعي كنيسة "دوف وورلد أوتريتش" في غاينسفيل بفلوريدا، إنه "يدرس الخيارات" في هذا الموضوع، بعد تصاعد التحذيرات من الخطوة. وتحدث جونز لCNN قائلاً إن كنيسته "تنظر بجدية" إلى تحذيرات قائد القوات الأمريكيةبأفغانستان، الجنرال ديفيد بتريوس، الذي توقع أن تؤدي الخطوة إلى تصاعد العنف ضد وحداته وتهديد حياة الجنود، خاصة بعد المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت العديد من الدول الإسلامية.