أصبح مسار تنظيم "الاخوان" وخاصة في الفترة الأخيرة متعرجاً وملتوياً.. حتى ما عدنا ندري ما الفرق بين منهج حسن البنا التأسيسي للحركة وبين منهج الميكافيلية القائمة على تبرير كل وسيلة لتفعيل كل جرم، وكذلك الافراد في هذه الحركة، فما عدنا ندري أهم شباب يريدون الغاية الكبرى التحكيمية القرآنية أم مجموعة من فقراء الفكر وحليقي اللحى الذين تساقطت شعر لحاهم بسبب اكلهم للثمار الماركسية والأوراق الليبرالية؟. لماذا كان وجود مثل هؤلاء في الرعيل الأول للحركة يمثل كارثة عليها ووجودهم فيها في هذا الظرف الذي امتزجوا فيه مع اصحاب الثقافات وأحزاب الدخن حتى صاروا مزيجاً متجانساً يمثل ديمقراطية الحركة؟!. هل هذا هو التجديد في الحركة أم أن الحركة اصابها المرض وتناوشتها الاوجاع من كل مكان فأراد منظروها أن يكحلوها فاعموها وافقدوها صوابها؟!! الحقيقة كما يظنها البعض ويؤيدهم البعض الآخر أن هناك أسباباً كثيرة أدت إلى انحراف الحركة عن الجادة ومع الزمن كما يقولون "يقطع الحبل الحجر" وفي كل سنة يزداد الانحراف والأدهى من هذا كله ان يصبح لهذا الانحراف منظرون. من المعروف أن هناك من دخل في هذه الحركة وركب على ظهرها وذهب يسوقها كيف يشاء لتحقيق مآربه وأطماعه الشخصية بعيداً عن أهدافها التأسيسية التي قامت من أجلها وخصوصاً أصحاب الأطماع والنزعات السيادية الذين جاء بهم القدر إلى هذه الحركة المظلومة وكذلك أيضاً أصحاب الثأر السياسي ممن كانت لهم صولة وجولة في الزمن الماضي فأرادوا لهذا الزمن أن يرجع لكن عن طريق من.. عن طريق هذه الحركة!!. ومن أسباب انحراف الحركة قضية الدائرة المنفتحة أي أن صدر الاخوان انفتح على كل الوان الطيف بداية بالشيعة ونهاية بالصوفية والاشتراكية ومروراً بخطوط اللف والدوران شرقاً وغرباً وما كان لهذه الدائرة أن تنفتح وتتسع كونها محدثة ودخيلة وجديدة على تاريخ وأصالة الحركة لأن وجودها أمات المنهج النقدي وحينها أصبحت الأخطاء أصولاً لا تنتقد، وصار المنظرون مرشدون عظام لا يخطئون على خطأهم هذا ان لم يكونوا قد بلغوا درجة العصمة، وتحولت أصول الدين إلى قناعات شخصية تباع وتشترى!!!. من أجل هذا وذاك وهؤلاء وأولئك ولكي لا تموت الحركة ولأجل أن تعود المياه إلى مجاريها فلا بد من تصحيح الحركة وتقويم مسارها المعوج على ضوء الخطوط العريضة لمؤسسها حسن البنا الذي أوصى بأن لا يتحالف الاخوان مع الاحزاب كي لا تذهب ريحهم ومن يريد الرجوع إلى هذه الوصية عليه قراءة كتاب العوائق الجزء الثاني لمؤلفه محمد احمد الراشد (ص29، ط18) فإن مال الكثير عن هذا الارشاد وتلك الوصية فقد اسقطوا ركناً من أركان الحركة.