وجد موقع «الاشتراكي نت» منتصف الشهر الجاري في صراع جماعة تنتمي للإصلاح مع أخرى سلفية على مسجد الضياء بإب، الفرصة سانحة للتنفيس عن امتعاض قيادات الحزب اليساري من شركائهم اليمينيين. وقد جاءت مسارعة الموقع لتغطية الخبر وحرصه على الغمز من قناة تجمع الإصلاح -من خلال تأكيده على أن غالبية المشاركين في الفوضى التي طالت الجامع ينتمون إليه - في سياق مخاوف الحزب الاشتراكي من استغلال تجمع الإصلاح لما تتيحه المساجد من حضور جماهيري ليس في الدعاية السياسية ضد الحزب الحاكم، وإنما في مواجهة شركائه من الليبراليين الذين يقف الحزب الاشتراكي على رأسهم. وفيما كانت صحيفة «النداء» قد كشفت عن خلافات ضاربة العمق داخل المشترك، قالت إنها أحدثت اهتزازاً في العلاقات بين طرفيه الرئيسيين-الإصلاح والاشتراكي- فقد جاءت أحداث العنف التي عصفت بمديرية الزاهر في محافظة الجوف، بين جماعة حوثية وأخرى تتبع الإصلاح، بمثابة الخطيئة التي فضحت ما حرص الإصلاح والاشتراكي على إخفائه من توتر وشقاق بينهما. وعلى النقيض من حادثة مسجد الضياء بإب التي لم يجد الاشتراكي فيها فرقاً كبيراً بين شريكه الإصلاح والتيار السلفي (باعتبار اشتراك مشايخ الفريقين من الأخوان المسلمين والسلفية في ذات المرجعية اليمينية المتطرفة فقط) أظهر الحزب الاشتراكي انحيازه الواضح لجماعة الحوثي، من خلال تبرئة ساحتهم جراء الصراع الدموي الذي راح ضحيته عشرة أشخاص أغلبهم من الإصلاح. وتبع الاشتراكي في موقفه كل من حزب الحق واتحاد القوى الشعبية الذين تربطهم بالحوثي ذات الثوابت المذهبية والسلالية وتطلعات نظام الإمامة، الأمر الذي يضع الإصلاح في حالة تنافر أخذت في بعدها السياسي إعادة الصراع القديم بين الإسلامويين والماركسيين، وفي بعدها المذهبي جدلية السنه والشيعة في أسوأ صورها.