النجاح الأمني الكبير والمشهود الذي حققته الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة والشرطة وغيرها من الأجهزة المعنية في بطولة كأس الخليج بعدن والذي بدأ قبلها بأسابيع عبر خطط أمنية دقيقة ومحكمة شرف اليمن وأهلها، وحاز الدرجة والعلامة الكاملة وأثبت لأشقائنا الخليجيين قبل العالم الخارجي قدرة اليمن وأجهزتها المختصة على فرض الأمن والاستقرار، خاصة إذا ما نظرنا إلى أن هذا النجاح المشرف الكبير قد جاء بعد حملة شعواء قامت بحملها بعض الدوائر وأجهزة الإعلام في المنطقة وبعض الدول من خارج محيطنا الإقليمي، والتي شككت في قدرات اليمن الأمنية وصورت الوضع على غير حقيقته وجعلت من البلاد وكأنها في حالة انفلات تام، فيأتي هذا النجاح الأمني ضمن النجاحات الأخرى، ليبدد تلك المخاوف وتلك الصورة السيئة والمغلوطة على اليمن وأهلها، ويثبت قدراتها الأمنية على بسط كامل قدراتها ومقدراتها وفي مقدمتها الدستور والقانون على حد سواء. وإذا كنا قد فرضنا الأمن والهدوء والاستقرار في هذه الفعالية الضخمة ووسط حالات استثنائية، في مقدمتها استقبال واستضافة سبعة منتخبات دفعة واحدة بكامل طواقمها من لاعبين وإداريين وفنيين.. ثم مشجعين قدموا من كل دول الخليج والعراق إضافة إلى الجماهير اليمنية.. وهذا المهم في الموضوع لأنها حضرت وشاركت بمئات الآلاف، وهذه حالة نادرة على مستوى دول الخليج، فلم تحدث في أية دولة خليجية بهذا الكم والزخم.. فماذا بعد خليجي 20إذاً!!. الإجابة على هذا السؤال سهله وبسيطة، لكن ما بعد الإجابة على السؤال، هي المهمة الأصعب عملياً وميدانياً.. نعم علينا أن نفعل ونستطيع أن نبسط الأمن والاستقرار والوئام في تلك المناطق وغيرها.. وأن نثبت لأنفسنا قبل غيرنا أننا دولة نظام ودستور وقانون وثوابت عليا تسري على الجميع دون استثناء أو تفرقه. ونحن على ثقة كبيرة أن الأوضاع ستختلف تماماً في كل اليمن وخاصة تلك المناطق عطفا على القدرات والكفاءات والإمكانيات الأمنية التي تفجرت في حماية " خليجي20" وحماية ضيوف اليمن وأهلها.. ونثق في ذلك أكثر من خلال التطمينات الرئاسية لفخامة الأخ علي عبدالله صالح في كلمته الضافية والتنويرية أمام قيادات وعناصر ومجندي معسكر بدر " اللواء 39" مدرع، حيث أكد من خلالها أن ما تحقق من استتباب أمني في خليجي20 لم يكن محض صدفة، ولكنه تم عبر خطط وإجراءات صارمة ستستمر في تلك المناطق وفي كل نواحي اليمن، وهي تصريحات وتوجيهات غاية في الأهمية كونها تبعث على الاطمئنان وعلى تباشير فرض الأمن وسلطة القانون والنظام على الجميع ودون استثناء، وهذا من شأنه أن يغير الصورة السلبية لبلادنا ويفتح أبواب العمل والنماء والسياحة والاستثمار وكل جوانب الاقتصاد والتنمية، وهو الأهم في مسيرة شعبنا اليمني التي ظل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يراهن عليها على الدوام ودون انقطاع أو كلل أو ملل.