تتنافس الأحزاب في أي مجتمع على تقديم برامج خدمية تنموية تصب مصلحتها في مصلحة الشعب أولاً، وتعد هذه الوظيفة الأساسية للأحزاب ، ودون هذا التوجه والنهج فإنها ليست إلا تابعة وتسعى فقط لخدمة مصالحها وتلبية متطلبات قياداتها... إضافة إلى تبعيتها للخارج، وينطبق هذا على واقع معظم الأحزاب السياسية المعارضة في بلادنا.. فهذه الأحزاب منذ رأت النور بعد إعلان الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو1990م أثبتت ممارستها العملية على أرض الواقع بأنها أحزاب مفرغة من محتواها ولا تخدم إلا نفسها ومصالحها ومصالح قياداتها.. وبهذا النهج صار رأسمالها الوحيد هو المتاجرة بالفوضى ونشر لغة الكراهية وبث الفتن وإثارة الرعب والتخويف في صفوف الناس. وعندما تكون الفوضى رأس المال الوحيد للأحزاب السياسية فماذا نتوقع من دور وطني تقوم به؟!.. إن فاقد الشيء لا يعطيه ، وأحزابنا خُلِقَتْ مفلسة وستظل بهذا الإفلاس. هناك تساؤلات عدة حول هذه الأحزاب وما الذي قدمته للشعب الذي تتوهم أنها تناضل من أجله ، بل ماذا قدمت لكوادرها غير الديكتاتورية والزعامة الفردية.. لقد مر عقدان من الزمن من ممارستها للعمل السياسي.. عشرون عاماً ولم تنجب سوى الفوضى العبثية الفوضى الساعية للعنف والاقتتال والكراهية.. ماذا نتوقع أن تقدم خاصة إذا علمنا أن ماضيها تعيس.. ماضٍ رسخت فيه ثقافة الإقصاء والتصفيات الجسدية والمؤامرات، إنه عشم إبليس في الجنة إذا توقعنا منها خيراً لهذا البلاد وللجماهير المغلوبة على أمرها . ولا يمكن أبداً أن يكون فيها خير لهذه البلاد، ولن ننتظر منها شيئاً فرأسمالها هو الفوضى لا تثمر إلا العدم.