سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعليقاً على مبادرة رئيس الجمهورية التي لبت مطالب المشترك.. القيادي الاصلاحي الشيخ الذارحي: الرئيس قاهر الأزمات ومبادرته طيبة وجيدة وفي وقتها.. د.العودي: المبادرة قرار مرن وشجاع والرئيس أكبر من قاموس "التوريث والتمديد"
كعادته في كل مرة تصل فيها الأمور درجة التأزم قدم فخامة الأخ رئيس الجمهورية مبادرة جديدة استجابت في مضمونها لمطالب أحزاب اللقاء المشترك، التي طالما تذرعت بها لعدم الذهاب إلى الحوار.. غير ان أحزاب اللقاء المشترك قابلت هذه المبادرة بعدم الاستجابة، الأمر الذي أثار استنكار واستغراب المهتمين بالشؤون السياسية لموقف المشترك هذا، متسائلين إن كان لديهم أجندة أخرى؟!.. واستغرب مراقبون سياسيون من عدم استجابة المشترك لمبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة بعد ان لبت كل مطالبهم.. وشدد المراقبون على أحزاب المشترك ان تتحمل مسؤوليتها وتتعامل بايجابية ووطنية تجاه مبادرة رئيس الجمهورية، بدلاً من تسيير المظاهرات وتوتير الشارع والتحريض على العنف. وفي هذا الصدد قال القيادي الاصلاحي الشيخ حمود الذارحي: "إن مبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة طيبة وجيدة وجاءت في وقتها". وأضاف الشيخ الذارحي في تصريح ل "الجمهور" قائلاً: "نريد من فخامة الأخ الرئيس وهو أب للجميع وهو الذكي الذي يسمى (قاهر الأزمات) ألا يبقي أية ثغرة وأن يسحب البساط على الداخل والخارج، ويتمم هذه المبادرة بالتوضيح بأن تعود اللجنة الرباعية التي تمثل المائتين للحوار وتواصل من حيث انتهت، وتنفذ الخطة التي كتبها الدكتور عبدالكريم الارياني، ولا تهدم ما قد تم الاتفاق عليه من لجنة الحوار المائتين". وفي الوقت الذي أشاد فيه الشيخ الذارحي بمبادرة رئيس الجمهورية اشترط لنجاحها ان تلغى جميع الإجراءات التي اتخذها نواب المؤتمر في اشارة منه إلى اللجنة العليا للانتخابات. وقال: "سألتقي غداً بفخامة الرئيس وأنقل له هذا الشيء وأملي ان تكتمل الأمور وألا تبقى هناك ثغرة لأن الغرض ان تمضي الأمور بالتوافق". من جهته وصف الدكتور حمود العودي - استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء- مبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة ب "المهمة" وانها جاءت في محلها.. وقال استاذ علم الاجتماع السياسي في تصريح ل "الجمهور": "مبادرة رئيس الجمهورية جاءت في محلها وهي مهمة والتقاط ذكي لما ينبغي فعله في الوقت المناسب وفي المكان المناسب".. مشيراً إلى ان هذه المبادرة لو جاءت في وقت مبكر لكان مردودها أفضل بكثير مما هي عليه الآن. وأكد الدكتور العودي ان مبادرة رئيس الجمهورية تشير إلى ان القيادة السياسية اليمنية ما تزال قادرة على اتخاذ القرار الشجاع الذي اعتاده الناس منها في مراحل مختلفة.. قائلاً: "هذا قرار مرن.. فيه شجاعة وقدرة على استقراء الواقع كما هو وعدم التمسك بالأنانيات". وبحسب الدكتور حمود العودي فان الخسارة في الوقت والزمن والتأزم النفسي في حياة الناس قد حدثت وأحدثت جروحاً كثيرة في النفوس، وبالتالي إذا كان ما يزال هناك من الوقت ما يكفي لرأب هذا الصدع لا ينبغي ان ننكر بأن الوقت كان متأخراً لفعل هذا العمل. وأضاف استاذ علم الاجتماع السياسي في سياق تصريحه ل "الجمهور": "أنا قلت في جلسة منظمات المجتمع المدني مع النواب في قاعة البرلمان، ان القيادة السياسية أكبر من هذا الكلام – أي التوريث للحكم- والقاموس الرخيص لفكرة التوريث والتمديد وغيره.. لأننا نريد ان نحتفظ بقياداتنا التاريخية رموزاً لا اكفاناً في مقابر مجهولة". مضيفاً: "وبالتالي علينا ان نتعلم لأنه ما يزال أمامنا الكثير هذا ليس آخر ما يمكن ان يبادر في حل المشكلة.. فالصعب ما يزال أمامنا والمبادرة مطلوبة أكثر وأكثر من القيادة ومن المعارضة". وفي الوقت الذي حمل فيه الدكتور حمود العودي السلطة والمعارضة مسؤولية ما قد لحق بالناس وبالرأي، وصف أحزاب المشترك بأنها تعيش حالياً بنوع من استرجاع المعنويات قائلاً: "المعارضة الآن الروح فيها استفزت أو أعيدت إلى الجسد الميت الذي مات زمناً طويلاً ونحن نناشده ان يتحرك.. فلم يتحرك هو الآخر إلا في ساعة متأخرة". وتعليقاً على عدم استجابة أحزاب المشترك لمبادرة رئيس الجمهورية وتصريحات حسن زيد الأمين العام لحزب الحق الخميس بأن الاحتجاجات ستتواصل وربما تتحول إلى "غضب"، قال الدكتور حمود العودي: "هناك عناصر مدمرة تماماً في المشترك وفي المؤتمر وحلفائه.. هناك من لا يعجبه العجب.. وهناك من يحفر القبور.. من لا يريحه ان يتوافق الناس حتى على الحد الأدنى للاستقرار والتوافق.. وبالتالي سوف يظهر من يصعد من المزايدة ومن الغضب إلى ان يشبع دماً مش يشبع كلاماً أو يشبع سياسة". وأضاف الدكتور العودي قائلاً: "لكن على العقلاء ان يتدبروا الخطاب بكل أشكاله وبكل ألوانه وهم الأغلب والأفضل، لكي نفهم أين نضع أقدامنا بشكل صحيح سواء كسلطة أو كمعارضة.. ما يزال الأصعب هو أمامنا لا للتصعيد ولا للتجاهل.. نعم للتقارب". وكان رئيس الجمهورية قد أعلن الاربعاء عن تجميد مشروع التعديلات الدستورية المعروضة على مجلس النواب، نافياً المزاعم التي تتحدث عن وجود نية لتمديد أو توريث الحكم، ودعا اللجنة الرباعية المشكلة من المؤتمر واحزاب المعارضة إلى استئناف أعمالها للتحضير للحوار الوطني الشامل، ووجه بفتح السجل الانتخابي لقيد من بلغوا السن القانونية في سجلات الناخبين ودعا إلى تشكيل حكومة وطنية. ولقيت تلك المبادرة ترحيبات كثيرة في الداخل والخارج عدا أحزاب المشترك.