التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بصالة 22 مايو للمؤتمرات اليوم السبت بالمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وأعضاء المجالس المحلية والقيادات الحزبية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني في مديريات عمران والمدان وسفيان وشهارة وظليمة حبور وذيبين محافظة عمران. حيث جرى مناقشة التطورات التي تهم الوطن والقضايا والموضوعات التي تهم المواطنين في هذه المديريات. وفي اللقاء رحب فخامة الرئيس بأبناء مديريات عمران والمدان وشهارة وظليمة وسفيان ومرهبة. وقال:" نرحب بأبناء هذه المديريات التي قدمت قوافل من الشهداء من اجل الثورة والجمهورية والوحدة، والحرية والديمقراطية ونشكر مشاعركم الأخوية الطيبة التي تعتبر استفتاء أخر على انتخابات 2006م للشرعية الدستورية ". وأشار إلى أن ما يحدث هذه الأيام من أزمات مفتعلة ومبرمجة من قبل عناصر خارجة على النظام والقانون لديهم أجندة خارجية. وأضاف:" لديهم ما نسميه بحمى الظنك من خلال تقليدهم لما يجري في بعض البلدان". وتابع فخامة الرئيس قائلا:" اليمن بلد الحرية والتعددية السياسية والديمقراطية والآمن والاستقرار، ولا يستطيع احد أن يزايد عليها ومن يريد أن يصل إلى السلطة عليه أن يتجه نحو صناديق الاقتراع وان يبتعد عن الفوضى". وقال:" لا للفوضى لا للانقلابات لا للتخريب لا لإقلاق الأمن والسكينة العامة، نعم للأمن والاستقرار. شعبنا مع الأمن والاستقرار فقد عانى من ويلات الحرب في الماضي وهناك من يدعوا الآن إلى حرب أهلية من قبل المغفلين الخارجين على النظام والقانون الذين لديهم أجندة خارجية ويقولون للناس لا تخافوا والحقيقة أن المواطنين هم الذين سيدفعون الثمن أما هؤلاء فسيكونوا مختبئين في البدروم ومستعدون للهروب وحقائبهم في أيديهم وأموالهم وأرصدتهم في الخارج ليست موجودة في اليمن وهؤلاء يقولون والله لنصل إلى السلطة ولو على رؤوسكم". وخاطب رئيس الجمهورية الحاضرين بقوله:" نعلم أن مديرياتكم محرومة.. لكن هذا ليس ذنبنا بل ذنب القائمين عليها من ممثليكم. وسأولي طلباتكم كل الاهتمام والرعاية من خلال التوجيه لرئيس وأعضاء السلطة المحلية بالنزول الميداني لتفقد أحوال الناس وشكاواهم ومتطلباتهم ورفعها إلينا". واستطرد قائلا:" أريد أن أتحدث مع محافظة عمران عما حدث الأيام المنصرمة من أعمال تخريب وشغب في محافظة عدن في مديرية المنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر، وكريتر من قبل عناصر خارجية على القانون ومدفوع لها الثمن من خمسة الف ريال ومن 2500 ريال من عناصر معروفة ومرصودة من أين هي ومن أين هذه الأموال وهم الذين يقومون بالدفع لإثارة الفتنة وتخريب مركز الشرطة ومقر المديرية والمعهد الفني وكلية المجتمع ويقومون بأعمال تخريب". وأردف قائلا:" أنا أقول لهم من هنا وأنا أتحدث مع أبناء محافظة عمران أتحدث أيضا إلى أبناء محافظة عدن وبقية المحافظات نحن دعونا إلى الحوار ونقول تعالوا إلى طاولة الحوار وإذا لديكم حجه اطرحوها على الطاولة فالحوار هو الأساس. الآن بدأت النار التي كانت تحت الرماد بالاشتعال ولكنهم تحت أعين ومراقبة المواطنين الشرفاء والمخلصين من شمال الوطن إلى جنوبه. وتحدث في اللقاء عضو مجلس النواب علي محمد الصعر عن أبناء مديرية عمران وعضو مجلس النواب قاسم الحظا عن أبناء مديرية شهارة وعضو مجلس النواب صغير حمود عزيز عن أبناء مديرية حرف سفيان وعضو مجلس النواب عبدالوهاب صبرة عن مديرية المدان الاهنوم وعبدالعزيز المرتضى عن ظليمة حبور حيث عبروا عن سعادتهم بهذا اللقاء مع فخامة رئيس الجمهورية والذي يأتي في إطار حرصه على التواصل مع مختلف قطاعات الشعب وفي مختلف مناطق الوطن. وأكد أن بينهم وبين فخامة الرئيس عهدا قطعوه عندما قالوا لفخامته نعم من خلال صناديق الاقتراع بحرية وديمقراطية، ولقد ظل فخامته وفيا للشعب، لهذا فإن الشعب بادله الوفاء بالوفاء. وإنهم على ذلك العهد ماضون معلنين رفضهم لأي وصاية من أي جهة على الشعب أو أي جزء من مناطق الوطن. معبرين عن تأييدهم ومباركتهم لمبادرة رئيس الجمهورية التي أعلنها أمام الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى والذي جسد المسؤولية الوطنية والحرص على الوطن ومصالحه، وإحباط الانزلاق بالوطن نحو منزلقات الخطر التي تهدد أمنه واستقراره وسلامة ومستقبل أبناءه. وأشاروا بأنه ومن خلال الوعي بهذه الحقائق يمكن قراءة المبادرة ببعدها التغييري، حيث شاعت المبادرة الاطمئنان في النفوس فيما فتحت من الأبواب أمام الانتقال السياسي السلس للمسؤولية والتداول السلمي للسلطة وذلك من خلال ما اشتملت عليه من إصلاحات سياسية واقتصادية تعزيز البناء الديمقراطي وحيث حددت المبادرة الأولويات وعكست الرغبة الصادقة في الحوار لمعالجة تامة للقضايا التي تهم الوطن والمواطنين. من جهة اخرى اكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، أن هناك أجندة خارجية ومؤامرة ضد اليمن وأمنه وإستقراره. وقال فخامة الرئيس في كلمته امام المؤتمر التأسيسي لمنظمات المجتمع المدني الذي عقد اليوم السبت في قاعة الشوكاني بكلية الشرطة بصنعاء:" لقد بنينا الوطن طوبة طوبة, والآن هناك معاول للهدم يريدون أن يدمروا ما بنيناه, حقدا وحسدا على ما انجز على ايدي هؤلاء الكفاءات والشباب وعلى ايدي العمال والفلاحين و علي ايدي كل الشرفاء في اليمن ". واضاف فخامته :" لانريد أن نكون مقلدين للآخرين, بل علينا أن نحدد ماذا نريد؟ فنحن بلد تعددي وديمقراطي وأستفتينا على الوحدة أولا وأجرينا انتخابات نيابية ثلاث مرات, وهي تعتبر بمثابة استفتاء وأجرينا انتخابات رئاسية ومحلية لدورتين, وهي تعتبر بمثابة استفتاء أيضا, ونهجنا الديمقراطي كفل التعددية السياسية وحماية الحقوق والحريات العامة وتشكيل منظمات المجتمع المدني ولدينا حرية صحافة ونحمي حقوق الانسان والمرأة شريكة للرجل في الحياة السياسية والعامة ". وتابع فخامة الرئيس قائلا :" من حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه سلميا ويعبر عن رأيه عن طريق الصحافة، فهناك وسائل ديمقراطية متعددة للتعبير السلمي عن الرأي, ويقدر يتحدث ويعبر عن رأيه من خلالها دون أن يقطع الطريق ولا يقتل النفس المحرمة". وأشار فخامته إلى ماحدث خلال اليومين الماضيين من أعمال تخريبية وإعتداءات "غاشمة" في مديرية المنصورة بمحافظة عدن, حيث تم إحراق 9 سيارات وهي ملك للمواطنين, بجانب إحراق قسما للشرطة والإعتداء على المعهد الوطني وكلية المجتمع ومكتب البريد بقصد الاستيلاء على الأموال التي في داخله. وتساءل فخامة الرئيس قائلا :" هل هذا عمل ديمقراطي؟!.. بالطبع ..لا.. فهذا عمل تخريبي وهذا العمل التخريبي للاسف الشديد وراءه أجندة خفية ومتأمرون فشلت مشاريعهم, فقد فشل مشروعهم في العام 1994م وبقيت آثاره نارا تحت الرماد, الآن جاءت حمى الفوضى والضنك عبر القنوات الفضائية و بدأوا يتحركون ويتبنوا أعمال التخريب ويدفعون بعناصرهم التخريبية المأجورة لقطع الطريق في عدة مناطق ويحركون مسلحين الى المنصورة وإلى الشيخ عثمان وبدأوا يكسرون داخل مدينة عدن لصالح من يسعون الوصول إلى السلطة عن طريق العنف والتخريب". وأردف فخامته بالقول :" من يريد السلطة, فعليه أن يتجه معنا نحو صناديق الاقتراع, والشعب اليمني سيواجه عناصر التخريب والخارجين عن النظام والقانون". واكد :" نحن لدينا سعة صدر, وديمقراطية, لكن كلام البلاطجة لن يمشي في الشارع, فهناك بلاطجة مستأجرون ومعروف من هم الذين يستأجرونهم". وأعتبر فخامة الرئيس :" قيادات منظمات المجتمع المدني, قيادات فاعلة ومثقفة وقيادات سياسية نخبوية ونحن نعلق الأمل على مؤتمركم وعلى القرارات التي سيخرج بها والتوصيات التي ستتوصلون إليها". وقال فخامته في هذا الصدد "ونأمل أن تتسم بالشجاعة الأدبية وأن لا تخافوا الا الله سبحانه وتعالى, ولا تنافقوا فيها الخارجين على النظام والقانون ودعاة الفوضى ولا تنافقوا السلطة إذا لم تكن في جادة الصواب, فنحن لا نريد النفاق بل نريد كلمة الحق". واضاف فخامة الرئيس :"ونأمل أن لا تشطروا الكلمة نصفين أي تكون بعض التوصيات لصالح للسلطة والأخرى للمعارضة, وأن تقولوا الكلام الصحيح ..هل أنتم مع الديمقراطية ومع الأمن و مع الإستقرار و مع التداول السلمي للسلطة أم مع الفوضى والتخريب"، متمنيا للمؤتمر التأسيسي لمنظمات المجتمع المدني التوفيق والنجاح. وكان فخامة رئيس الجمهورية قد عبر في مستهل كلمته عن سعادته بحضور المؤتمر الذي تشارك فيه قيادات منظمات المجتمع المدني والتي تمثل نخبة من خيرة أبناء اليمن.. معبرا عن تطلعه في أن يخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات فاعلة تخدم الوطن والمواطن في ظل هذا الجو المكهرب في ضوء العدوى المنقولة عبر القنوات الفضائية الى اليمن . وكانت قد القيت في المؤتمر عدد من الكلمات من قبل قيادات منظمات الجمتع المدني اشارت جميعها الى التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن والتي تتطلب من الجميع العمل على تقييمها ووضع الاليات المناسبة لحلها . وأكدت الكلمات ان الأمر مازال بأيدينا وبإمكاننا معالجة الاوضاع وتعزيز مسيرة الإصلاحات الشاملة وتصويب أية جوانب قصور ومحاربة الفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن . وثمنت الكلمات تثميناً عالياً المبادرة الحكيمة التي أعلنها فخامة رئيس الجمهورية أمام الإجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى في الثاني من الشهر الجاري .. مؤكدة ان تلك المبادرة قد تجلت فيها الحكمة اليمانية فضلا عن كونها اقترنت بتجديد الدعوة لكافة الوان الطيف السياسي للحوار الجاد والمسئول، الأمر الذي يشكل قاعدة اساسية لإنجاح الحوار الوطني الشامل . كما اكدت حرص منظمات المجتمع وكافة منتسبيها الذين يمثلون مختلف شرائح المجتمع المدني, على مساندة جهود إنجاح الحوار, والإصطفاف مع كافة أبناء الوطن في سبيل حماية منجزات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. مشيرة الى رفض منظمات المجتمع المدني المطلق لثقافة الكراهية والفوضى وإثارة الشارع والعبث بالأمن والسكينة العامة أوأية محاولات للمساس بالمنجزات الوحدوية والديمقراطية كونها ملك للشعب وليست ملك لفئة او حزب . وأهابت الكلمات بكافة الأحزاب والتنظيمات السياسية بسرعة التجاوب مع مبادرة رئيس الجمهورية بما يوفر الحلول المناسبة لتعزيز مسيرة التنمية الشاملة في الوطن وبلورة الرؤى الصائبة للإصلاحات السياسية والديمقراطية في إطار الوفاق الوطني وتحت سقف الثوابت الوطنية بما يجنب اليمن الإنزلاق إلى مخاطر العنف والصراعات والفتن.. معتبرة الحوار الوسيلة المثلى لتحقيق الوفاق وتعزيز الإصطفاف الوطني لمجابهة التحديات الراهنة