ترحيب المشترك بمبادرة الرئيس أثارت غضب الشيخ حميد لدرجة التلفظ على عبدالوهاب الآنسي بعبارات لا تتناسب مع سنه ومركزه يحاول قادة أحزاب اللقاء المشترك قدر الإمكان الظهور بأنهم جميعاً متفقون على موقف واحد سواء فيما يتعلق بالحوار مع الحزب الحاكم أو بمقاطعة الانتخابات النيابية القادمة أو الاحتجاجات الحاصلة في بعض المدن، والمطالبة بتنحي رئيس الجمهورية.. غير أن تصاعد حدة الخلافات داخل هذا التكتل أصبحت تهدده ب"الفركشة"، خصوصا بعد دخول الشيخ حميد الأحمر في اللعبة عبر ما يسمى باللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي أسسها وتبناها حميد.. ومن خلالها يجعل من نفسه "رب" كل قادة أحزاب المشترك. فبعد ما يقارب الأسبوعين على مبادرة رئيس الجمهورية المتضمنة دعوة لاستئناف الحوار، أبدى اللقاء المشترك استعداده تلبية الدعوة ولكن وفق ما يطرحه من شروط. ونشر موقع "الصحوة نت" التابع لحزب الإصلاح – أكبر أحزاب المشترك- الأحد الماضي خبر قبول أحزاب المشترك مبادرة رئيس الجمهورية تحت عنوان عريض "المشترك يرحب بمبادرة رئيس الجمهورية ويعلن استعداده للتوقيع خلال هذا الأسبوع على محضر يحدد خطوات عملية الحوار الوطني الشامل على أساس اتفاق فبراير"، وفي ساعة متأخرة من مساء اليوم ذاته عاد اللقاء المشترك لينفي ترحيبه بالدعوة في انقلاب مفاجئ.. وما بين إعلان المشترك قبول المبادرة ونفيها، خرج حميد الأحمر بتصريحات أطلقها عبر خدمة "ناس موبايل" التي سيطر عليها مؤخراً ينتقد فيها قبول المشترك بالحوار مع الحاكم. ووفقاً لمصادر مطلعة فقد مارس حميد الأحمر ضغوطه على قادة أحزاب المشترك، وأجبرها على إصدار بيان توضيحي للبيان الذي أعلنوه في المؤتمر الصحفي الأحد الماضي.. تنفي فيه قبولها بمبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة. وعلمت "الجمهور" من مصادر داخل اللقاء المشترك أن خلافاً كبيراً نشب بين حميد الأحمر وبقية قيادات اللقاء المشترك بعد موافقتهم على عودة الحوار مع المؤتمر الشعبي العام.. مشيرة إلى ان إعلان المشترك قبوله بعودة الحوار أثارت غضب الشيخ حميد، الذي خرج عن حدود الأدب خلال اجتماع اللجنة المصغرة للمشترك، ووصلت إلى درجة التلفظ على أمين عام الإصلاح عبدالوهاب الآنسي بعبارات لا تتناسب مع سنه ومركزه. وقالت المصادر إن حميد الأحمر ركز في حديثه الموجه لقادة المشترك في ذلك الاجتماع على عبدالوهاب الآنسي وقال له: " يا فقيه كيف توافق على العودة للحوار مع الحاكم بينما المدافع موجهة إلى صدري؟!". في إشارة منه لإطلاق النار الذي حصل بين مرافقي حميد ومرافقي محافظ صنعاء نعمان دويد الأسبوع قبل الماضي، ونتج عنه مقتل احد المواطنين وإصابة شقيقه برصاص مرافقي حميد الأحمر. وبحسب المصادر فإن عبدالوهاب الآنسي- أمين عام الإصلاح- لم يستحمل كلمات الشيخ حميد، وحاول مغادرة الاجتماع غير أن الآخرين أصروا على بقائه، فيما غادر حميد الأحمر الاجتماع غاضباً وهدد بالاستقالة من المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني، إذا لم يرجع قادة المشترك عن قبولهم بالعودة إلى الحوار مع المؤتمر. وفي ذات السياق كشف مصدر قيادي في اللقاء المشترك عن خلافات بين عدد من قيادات المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني حول عودة الحوار مع الحزب الحاكم.. حيث يشدد رئيس اللجنة التحضيرية محمد سالم باسندوه، أن يتم الحوار مع المؤتمر خارج اليمن لضمان حماية معارضي الخارج وبرعاية أقليمية ودولية.. وهو الأمر الذي يرفضه تجمع الإصلاح، فيما يؤكد ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني- على ضرورة تغيير النظام أولاً إذا أرادوا حلاً للأزمة الحالية. وقبل ذلك ظهرت بوادر الأزمة بوضوح بين أحزاب المشترك حينما اعترض عبدالوهاب الآنسي على حضور الأمريكان وأصدقاء اليمن للحوار وأنه يمكن الاكتفاء بإيصال محاضر جلسات الحوار أولاً بأول إليهم.. وفاجأ الآنسي بقية رفاقه في قيادة أحزاب المشترك الذين رأى بعضهم أن موقفه الجديد يلقي بضلاله على مصداقية التجمع اليمني للإصلاح في إنجاح الحوار مع الحاكم. إلى ذلك أكد قيادي في الحزب الاشتراكي انقسام المشترك حول الاحتجاجات التي تشهدها بعض المدن والمطالبة بتنحي رئيس الجمهورية عن الحكم، حيث يدعم الاشتراكيون والناصريون هذه المطالب ويؤيدونها.. فيما يرفض حزب الإصلاح وقياداته ذلك، وتصر على حصر مطالبها حول الحوار مع الحزب الحاكم في إطار المسائل المختلف عليها والتي تضمنها اتفاق فبراير الموقع بين الجانبين. وكانت أحزاب اللقاء المشترك قد أعلنت قبولها بالعودة للحوار مع الحزب الحاكم من خلال عدم رفضهم ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية أمام مجلس النواب والشورى بشأن عودة اللقاءات مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ثم تراجع المشترك عن ذلك من خلال بيان توضيحي للبيان السابق، جاء فيه (أن المشترك لم يرحب بما أسمى مبادرة وإنما نظر إليها كأفكار عامة، تحاول أن تبحث عن مخرج من المأزق الذي وضع فيه الحزب الحاكم نفسه ومعه العملية السياسية برمتها، كما أن الحديث عن العودة للحوار مناف لواقع الحال، لأن الحوار لم يبدأ في الأساس حتى نعود إليه، فنحن نرفض الحوار الثنائي ودعونا إلى حوار وطني شامل لكل القوى الوطنية ولا زلنا متمسكين بهذا المبدأ). واتهم البيان التوضيحي وسائل الإعلام باجتزاء بيانا المشترك الأول رغم أن المواقع الالكترونية التابعة للمشترك كانت أول من نشر البيان "المجتزأ" غير أن عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد قحطان أكد في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي وجود مؤشرات إلى رغبة الطرفين "الحاكم والمعارضة" في تهدئة الشارع ووقف التصعيد.. ورأى أن "الحوار سيبدأ قريباً، خصوصا وأن ما قاله الحزب الحاكم الثلاثاء الماضي عن استعداده للحوار مطمئن ومشجع". وكشف مصدر مسؤول في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام الثلاثاء الماضي أن المؤتمر على استعداد لمواصلة الحوار عبر اللجنة الرباعية للإعداد والتهيئة للحوار الوطني. وقال المصدر إن المؤتمر على استعداد لمواصلة الحوار في هيئة رئاسة اللجنة المشتركة للإعداد والتهيئة للحوار الوطني اللجنة الرباعية المشكلة من لجنة المائتين، استناداً إلى اتفاق فبراير 2009م ومحضر 17 يوليو 2010م، واستكمالاً لما كانت قد وصلت إليه في اجتماعاتها السابقة، وعرض ما تتوصل إليه على اللجنة المشتركة للإعداد والتهيئة للحوار الوطني الشامل والمكون من المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه.