إيران في حاجة ماسة إلى ثورة تصحيحية تعيد للثورة الإسلامية نقاها وصفاها وطهارتها إن كل الحيثيات تقدم أدلة دامغة لا يرقى إليها الشك بان النظام الإيراني القائم صنيعة غربية ظلت تنفخ فيه آلة الإعلام الغربية حتى ضخمته وصنعت منه وحشاً كاسراً. إن الضجة الإعلامية الغربية حول القدرات العسكرية المتطورة لإيران وكذلك امتلاكها لمفاعلات نووية وتخصيبها لليورانيوم جميعها ضجة مفبركة لتضخيم إيران وإفزاع وإرهاب جيرانها العربيات المصدرة للنفط، من أجل جعلها تتمسك بالوجود الأجنبي على أراضيها. لقد دمرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي لأنها رأت فيه خطراً عليها، وعملت الشيء نفسه مع المفاعل السوري وكان لا يزال في طور البناء.. فلماذا لا تدمر إسرائيل المفاعلات النووية الإيرانية إذا كانت تشكل خطراً عليها؟!! إن مسألة بناء وتطوير القدرات العسكرية لأية دولة يخضع لشروط وضمانات وسقف حدود متعارف ومتفق عليها بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وبالتالي فإنها مسألة مسيطر عليها من قبل الكبار ولا يمكن الخروج عنها على الإطلاق من قبل أي طرف من الأطراف.. إن الرصاصة الواحدة تعرف هذه الدول أين ذهبت.. وبالتالي فإن الحديث عن القدرات العسكرية المتطورة لإيران مسألة مبالغ فيها.. لأن الغرب هو من مكن وسهل لإيران امتلاك هذه القدرات في الحدود التي لا تهدد مصالحه وإنما تخدم أهدافه. فهل يمكن أن تهدد القدرة العسكرية الإيرانية أخطر بقع من بقاع العالم تحتضن حقول النفط، المصدر الأول للنفط في العالم، وشريان الحياة للغرب، دون أن يحرك الغرب ساكنا إن كان التهديد فعليا؟!!. إذن "البعبع" الإيراني لا يهدد سلامة الملاحة في المنطقة، ولا خوف منه على استمرار تدفق النفط إلى دول العالم، وإنما مهمته تقتصر في استفزاز ومشاغبة دول المنطقة ليس إلا، وهو في الحالة هذه أشبه بالفزاعة لكنها لا تضر، وهو دور يصب في مصلحة الغرب في الأول والأخير، لأن الأجواء الطبيعية الآمنة المستقرة تحض الدول العربية المنتجة للنفط على رفض أي تواجد أجنبي، مباشر أو غير مباشر، على أراضيها لأنه ينتقص من استقلالها وسيادتها. وفي الأخير.. فإن قوة المسلمين الحقيقية تكمن في وحدتهم وتماسكهم وتعاضدهم لا في التآمر على بعضهم البعض واستنزاف قواهم وقدراتهم في معارك جانبية.. وان القدرات العسكرية المتطورة وكذا النجاحات الاقتصادية لأية دولة إسلامية يجب أن تكون مكسباً لجميع المسلمين وتصب في مصلحتهم لا أن تكون وبالاً ولعنة عليهم إلى يوم الدين. هكذا يجب أن تستقيم الأمور وتتحدد المواقف والسلوكيات.. وهذا هو الإسلام الحق.. لكن ما يجري اليوم على الساحة الإسلامية من دفع وتحريض وإغواء نحو التصارع بين المسلمين تحت يافطات وشعارات عنصرية ومذهبية وحقدية ومناطقية تستهدف تآكل المسلمين وتفكيكهم وتمزيق عرى أواصرهم وزرع الفتنة في صفوفهم وإضعاف قدراتهم ليس من الإسلام في شيء ولا يمت إليه بصلة، وليس في مصلحة المسلمين على الإطلاق. على ضوء هذه الحقيقة فإن على إيران ومن يتولون زمامها مراجعة المواقف المتشنجة والعدائية والتآمرية ضد دول المنطقة في الخليج والجزيرة العربية على وجه التحديد والعودة إلى جادة الصواب وفتح صفحة بيضاء معها تراعي الانتماء العقيدي، وحقوق الجوار والمصلحة المشتركة، وما لم يحدث ذلك فإن إيران تكون في حاجة ماسة إلى ثورة تصحيحية تعيد للثورة الإسلامية نقاءها وصفاءها وطهارتها وتجعل منها قوة حقيقية للإسلام والمسلمين وتزيل عنها كل ما لحق بها من تشويه وأدران وشبهات جعلت منها ورماً خبيثاً في الجسد الإسلامي.