أقسم بالله اننا نشعر بالاشفاق إلى جانب السخرية من بعض الشباب الأعمى عقلياً ممن يتوهمون انهم بارتدائهم فوق رؤوسهم العمائم ويحملون في إحدى أيديهم العصى ويلبسون القمصان التي ينزل طولها قليلاً على الركبة.. أنهم علماء دين يحق لهم الافتاء في أمور الدنيا وحياة الناس والعباد.. وهو اعتقاد رُسِّخ في أذهانهم نتيجة المدارس والمعاهد الدينية التي بدأت تنتشر في البلاد دون رقيب ولا حسيب من قبل وزارتي التربية والتعليم والأوقاف والإرشاد.. والمصيبة ان هذه المدارس أو المعاهد يديرها جماعات من حزب الاصلاح الاسلامي المتشدد، مثل جامعة الإيمان المعروفة بانتماء طلابها إلى جماعة "الاخوان المسلمين" الجناح العسكري لحزب الإصلاح. والمصيبة ان فتاوى بعض هؤلاء الشباب المساكين لا يصدقها أحد حتى هم لا يصدقونها لأنهم يدركون انها منقولة عن أساتذتهم "علماء الإصلاح" وهم – أي الشباب – يرددونها دون علم ومعرفة بمضامينها ومصدرها إن كان لها مصدر ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة وهو ما سنتناول البعض منها في الحلقتين القادمتين.