ولماذا – غيل باوزير بالذات ؟ مواطنها الدى يعشق النظام والقانون والامن والامان – يصاب في عقر داره بفاجعة كبرى . هذا المواطن صاحب النكتة ذات النكهة الحضرمية المحضة وتلك الروح الجميلة وهذه المدينة الوادعة مدينة العلم والعلماء بلاد الأربطة الدينية والمدرسة الوسطى والمعاهد العلمية التي تخرج منها ا لكوادر الإدارية والعلمية والإعلامية والثقافية وتلك البحوث في كل مجالات العلوم الإنسانية والطبية والفنون المختلفة حيث رسمت للوطن اجمل اللوحات الأدبية في تاريخه المعاصر والناصع . وهي مسرح النكتة الناقده والبناءة والمفيدة ومربية الاجيال على الصدق والأمانة والاخلاق والاعتدال في الخطاب الديني المتزن . والغيل هو معمل تفريخ لكوادر البلاد وجيرانها واتسمت بالعلم والفكر والادب واخلاق المعاملة ووسطية الافكار السياسية والدينية والعلمية والفكرية وهي سلة غداء يومي للوطن وتتميز برقي مواطنيها في كل المجالات وتجانسهم مع كل الظروف والاحوال وصبرهم المحمود وتحملهم للكثير من المعاناة . والكثير من الاسئله تتبادر لأى متابع لمؤتمر الحوار الوطني الدى نتمنى نجاحه لأنه احد الفرص للنجاة من من ما ينتظره الوطن من كوارث تتربص به وخاصة حضرموت هذا البلد الذى ابتلي بشر اخوانه في 67 م وال 90 م وكانت الضحية الكبرى لجشع واطماع الثورية الكاذبة والدعاية المضللة والشعارات ذات اللمعان الزائف – وكانت ثوره تحلق لك من وراء الخورة . بعد ان خلصنا من الرفاق جاءونا جماعة الوفاق , ومكوناتهم من جماعة القاعده وغيرهم وتحت مسميات عديده بطابع ديني محض . والاعتقاد السائد الوقت الحاضر تكمن الحلول في بناء الدولة ان اتيحت لها الظروف الملائمة واخضاع المتنفذين من القوى القبلية الدينية صاحبة النفوذ والمدعومة من دول الجوار وابعاد الهمجية القبلية عن اتخاذ القرار وتحييد القوات المسلحة والامن من نفوذها وافساح المجال لدوله مدنيه ذات تنوع واطياف مجتمع متعدد الا لوان وطني صادق يبحث عن خروج واضح للمشكلة التي نحن فيها وابعاد المواطنين الامنين العزل من السلاح وغيره عن ساحة الصراع السياسي الذى اداق الناس الويلات وادمى حياتهم ونغص معيشتهم . وخير دليل ما يجرى في الغيل من اهوال فضيعه لأيستسيغها الانسان اذ مرغت كرامة المواطن وانسانيته وجعلته يعيش في دوامه تضاف لأهوال ما يلاقيه في سبيل العيش الكريم . هل يسير الحوار الوطني في الاتجاه الصحيح – بما يضفي على الوطن رونقا جميلا وخلاق وحياة كريمة وعدالة اجتماعيه وحرية كامله بالقول والفعل والممارسة ويفسح مجالا واسعا للاستثمار المحلي والاقليمي والدولي لإتاحة فرص عمل للشباب العاطل والبطالة المتفشية والاسراع بالعمل لا قامة بنيه وطنيه قويه وايجاد دور للهويه الوطنية التي كادت تتلاشى في ظل الأحداث المريبة التي تبنتها بعض من دول الإقليم نيابة عن الدول الكبرى ونفدتها قوى يمنيه وللأسف – لزعزعة الاستقرار وإفشاء روح الفوضى الخلاقة في مفاصل المجتمع لاستفادة القوى المنتفعة بتلك الاحداث وهي القوى المهيمنة على بلادنا بقوة السلاح وعتاد القبيلة وفاشية الجهل المدعوم بالمال الخارجي – والتي استولت على ارادة وفكر ثوار الربيع الدى ارجع البلاد للخلف سنين عديده . ويتوهم الكثير منا ان الحوار المزمع اقامته في القريب سيحل الكثير من معاناة الشعب المسكين وقضاياه وان المستقبل سيكون ورديا وربما تكون هده التوهمات و التصورات لكثير من المشاكل والمعضلات المتأصلة و التي يئن ويتألم منها المجتمع ستذهب بلمسات الحوار السحرية الي مهب الريح حيث ينسى الكثير ان مجمل فئات الشعب اليمني من القبائل المسلحة والكثير من شيوخها مسيرون من الخارج.. والفئات الاخرى هم من العسكر المتحدين مع هؤلاء الشيوخ وهذه الفئات لن ترتاح ولن يهدآ لها بال بوجود وطن مدني ديمقراطي وحكم رشيد يسحب من تحت ارجل تلك القوى كثيرا من النفوذ الموروث ولن يعجبها وجود عدالةاجتماعيه تتساوى فيها كل الفئات وتسود المجتمع العدالة والحرية بوجود دوله مدنيه وحكم رشيد وان كانت برلمانيه او رئاسيه تتأثر بها حياة الناس وتنظم العدالة الانتقالية وان كانت طاولة الحوار الوطني تتسع لكثير من الآراء . ولديها نية صادقه ستبقى عناوين فضفاضه ومشاريع على الورق لا تراوح مكانها في ظل وجود هده الفئات المسيطرة على مفاصل الحياه في انحاء البلاد وتسلطها على الحكم بقوة نفوذها والاموال الطائلة التي تتحصل عليها وتنفقها في ايجاد فوضى خلاقة في البلاد لتستفيد من عدم وجود الدولة وسلطتها القوية على النظام والقانون والالتزام بواجبها نحو مواطنيها والالتفات لتطوير البلاد وتنميتها والقضاء التام على تفشي المحسوبية والفساد الإداري والمالي والعائلي القبلي الحزبي في الوطن – و تلك الرشاوى وعدم وجود سلطه اداريه وقضائية .. وان لم تحسم قضية الجيش والامن وتراكم هده القضية يؤثر على كل المحاولات لا صلاح الحكم في الوطن العزيز – وتتناسى القضاياالمهمة التي اخرت البلاد والعباد وجلبت لنا الانتكاسات والمشاكل والعبث وسلب اموال الوطن والهيمنة على السلطات العسكرية والمدنية ورغم الطرح الدى تحاول لجنة الحوار ان تبدا به الا ان الحلول مستبعده ان لم تحل القضية الحقيقية التي انبعثت منها قضية الجنوب وصعده والوطن بأكمله – وخاصة المنطقة الشرقية من الوطن والتي تحتوى على اكبر الاراض والثروات والمواقع الاستراتيجية والمنافذ الإقليمية واتصال انسان هده المنطقة بالعالم تاريخيا وثقافة ودينا وان لم تحل المواضيع المهمة والحساسة بداخل حكومة الوفاق وحزبها الاصلاح الذى يمثل اهم هذه القضايا من العبث القبلي والديني والتطرف والارهاب وسلب ثروات البلاد والعباد في هده المنظومة التي تحكم البلاد وتستغل موارده .. ويأتي رمضان بطعم الحوار – باسغا ماسخا لا طعم له ولا نكهة للفطائر والسمبوسه والباقية وشوربة اللحم الضأني . والحلم بوجود دوله مدنيه في ظل فئات العنف لن تكون موفقه وفي ظل استبعاد قضية حضرموت والمنطقة الشرقية بأكملها – وبعدالة . انتقاليه ودستور وحكم رشيد في دوله مدنيه لديها شعب مسلح يفتخر بالة الموت والدمار والارهاب ويعتز بسلب اموال الشعب وموارده والسيطرة على اراضي الناس ويدمر موارد الثروة ومنصات الكهرباء التي كلفت ملايين الدولارات من قوت الشعب المسكين – ويقيد حرياتهم ويكمم الافواه ويتاجر بحريات الناس حيث فقدوا كثيرا من اخلاقهم ومبادئهم – ولن تكون اجراس الحرية تدق في هدا الوطن دون التحرر من هدا المرض الخطير والدى قد يكون مستعصيا ولكن الحلول لن تكون صعبه ان صدقت النيات … وعلينا اختيار اهل المواهب والتجارب – وليس اهل الثقة وتهمل الخبرات العلمية ونتجاوز فترة الصمت الرهيب الدى عشناه في فترة الخمسون سنه الماضية والسلبية المقيتة والتي لم تتبلور الوان الطيف السياسي فيها ولم تتضح معالم مستقبله حيث تداخلت الالوان والاتجاهات بماتقتضيه مصلحة الحاكم وان تجاوزت لجنة الحوار كل هده الاوراق ولم تحاول الأخذ بها فلن يكتب لها النجاح – وننصح مسئولينا ان يقرئوا وتتسع صدورهم للنقد البناء ويلتفتوالمايطلبه الناس وما يعانوه فالوزير ليس كالفقير – وايضا القوى السياسية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والكتاب والصحفيون مناطه بهم مسئوليه كبيره فعليهم ان يدلوا بدلوهم لصالح هدا الوطن الكبير واعطاء مساحه لحضرموت في مؤتمر الحوار وايضاح القضية الحضرمية ذات الهوية المغتالة .. وتبقى حضرموت رقما صعبا في كل المعادلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. مع ان كافة المكونات ت والشرائح المتواجدة بالمؤتمر لم تستوعب قضية بناء الدولة بمفاهيمها المختلفة ودائبة على الآتيان بها كنصوص إملائية دستوريه تزخرف حسب الحاجه الماسة لها وتلون بالوان الطيف المنتظر حصوله على اكثر المقاعد في الانتخابات القادمة .