أحدهم نفذ أول عملية نشل في “مسجد” وآخر تعلم «المِهرَة» من صديقه وثالث ورثها من والده نشال أراد سرقة شحات “معاق” فكان الشحات أمهر منه وسلبه كلما في جيبه نشال كريم جداً سرق أحد الأشخاص وعزمه على “الغداء” واشترى له “بدلة” جديدة نشال سرق ساعة يد أعتقد أنها “أصلي” وحين اكتشف انها “مزيفة” أعادها إلى صاحبها أحد النشالين سرق نظارة طبيب أثناء علاجه له، وآخر تنكر بزي امرأة وسرق مديره في العمل الدخول إلى عالم “النشالين” ليس بالأمر السهل، فمن امتهن هذا العمل لا يمكن مهما كان الأمر أن يقول لك بصريح العبارة “أنا نشال”.. غير ان بعض التائبين عن مهنة “النشل” قد يفصح لك عن شيئ من تجربته في هذا المجال.. “الحوادث” في هذا العدد استطاعت عبر أحد الوسطاء الالتقاء ببعض “المتقاعدين” من مهنة “النشل”، الذين تحدثوا عن أطرف حوادث نشل حصلت في حياتهم.. وفي هذا الصدد يقول النشال “سابقاً” والحاج “حالياً” (م.أ): “تعلمت عملية (النشل) بالصدفة وعمري (15 عاماً) عندما كنت خارجاً من المسجد بعد صلاة الجمعة وسط زحمة المصلين ووقعت عيني على (طُبعة) زلط في جيب شخص كان بجانبي في زحمة المصلين عند باب المسجد، وبسهولة تمكنت من سرقتها منه دون أن يعلم وبعد ذلك استحسنت هذا العمل السهل وكنت اصطاد الضحايا في الأماكن المزدحمة”. وبحسب الحاج (م.أ) فقد ظل يمارس هذا العمل نحو 20 سنة ولكنه تاب بعد ذلك وذهب للحج إلى بيت الله في مكةالمكرمة والتطهر من ذنوب “النشل”. ساعة “تايوان” وحول أطرف حادثة نشل في حياته.. يقول (م.أ): “كنت أنا وأحد زملائي في هذا العمل (الخبيث) نصطاد أكثر الضحايا في أسواق القات.. وفي أحد الأيام كان هناك شخص (لابس آخر شياكة) يشتري (قات) من أحد بائعيه، وكانت في يده اليسرى ساعة جميلة جداً ولافتة للأنظار، وبالصدفة سأله المقوت عن هذه الساعة وكم تبلغ قيمتها فقال انها “رادو أصلي” قيمتها أكثر من مائة الف، فدخلت الساعة في نفسي وقررت سرقتها، ثم أخبرت صديقي بذلك وطلبت منه المساعدة في سرقتها مقابل اعطائه نسبة 25% من قيمتها.. وفي اليوم التالي انتظرنا أنا وصديقي هذا الرجل أمام مدخل سوق القات وبمجرد أن رأيناه افتعلنا (مشاجرة) بيننا البين وعندما اقترب منا قمنا بالتمثيل عليه بأننا (نتضارب) بالأيدي فما كان من الرجل إلا ان تدخل لتفريقنا عن بعض، وبسهولة قمت أنا بسرقة ساعته دون أن يشعر.. ثم انطلقنا نود بيعها فذهبنا إلى الوكالة الخاصة بساعات (رادو) نريد بيعها وحين فحصها الشخص المسؤول فوجئنا به يردها لنا ويقول انها مزيف (تقليد) وليست (أصلي) وانها لا تساوي 5 آلاف ريال.. فقررنا اعادتها لصاحبها وانتظرناه في اليوم الثالث في نفس المكان الذي سرقنا منه الساعة، وحين اقترب منا لم يعرفنا فبادرت وسلمته الساعة وقلت له: كان تقول لنا من البداية انها تقليد بدل التعب هذا كله”. شحات نشال نشال متقاعد يدعى (ع.ن) قال إنه تعلم النشل من أحد أصدقائه وكسب من هذا العمل كثيراً ولكنه “مكسب في الهواء” و لا يأتي بالخير أبداً – حد قوله- وتحدث (ع.ن) عن أطرف حادثة نشل قام بها، عندما أراد سرقة أحد الشحاتين ولكن الأخير كان أمهر منه وسلب منه كلما في جيبه. وفي هذا يقول (ع.ن): “كنت اعتقد نفسي أمهر واحد في النشل ولكنني اكتشفت ان هناك من هو أمهر مني.. ففي أحد الأيام قررت سرقة شحات معاق كان يجلس يومياً على كرسي الاعاقة بجوار باب اليمن ويحصل على الكثير من الفلوس.. وفي ذلك اليوم كنت قد جمعت نحو أربعة آلاف ريال من (النشل) ولكن الطمع أغراني بسرقة محصول هذا الشحات.. فانتظرت حتى المساء لحظة عودة الشحات إلى منزله، وحين شاهدته يوقف سيارة تاكسي كما يفعل يومياً تدخلت أنا كفاعل خير لمساعدته على ركوب التاكسي وقمت بحمله إلى داخل سيارة التاكسي، وبحركة سريعة أدخلت يدي في جيبه فوقعت على مجموعة من الأوراق المرتصة مع بعض فأخذتها وأخبأتها في جيبي دون أن يعلم ثم ودعته ودعوت له بالسلامة.. وعندما ابتعد قليلاً أخرجت ما سرقته من الشحات لمعرفة كم المبلغ ولكنني فوجئت بأن الأوراق ليست نقوداً وانما أوراق من (حق التقويم) مكتوب خلفها أبيات شعر وحكم وأمثال فقلت والله هذا شحات مثقف.. ثم أردت العودة إلى البيت وأوقفت دراجة نارية أوصلني إلى المنزل، وحين أردت دفع الحساب له فتشت في جيوبي فلم أجد شيئاً من النقود التي نشلتها طوال اليوم.. وعرفت ان الشحات سرقها مني عندما ساعدته على ركوب السيارة”. سرقة طبيب أطرف حادثة نشل تلك التي ارتكبها (م.ح) عندما أصيب في أحد الأيام بمرض “الملاريا” ونقله أبناؤه إلى عيادة طبية في الشارع المجاور لمنزلهم.. وأثناء قيام الدكتور بفحصه لمحت عيناه نظارة طبية ارتداها الطبيب أثناء قيامه بكتابة روشتة العلاج.. فقرر المريض أن يسرقها وانتظر لعل الطبيب يخلع النظارة من عينيه ولكنه لم يفعل فابتكر (م.ح) حيلة وادعى ان دقات قلبه ليست منتظمة وطلب من الطبيب سماعها.. فطاوعه الطبيب ووضع سماعة القلب فلاحظ (م.ح) أنه لم يخلع النظارة.. فصاح في الطبيب قائلاً: “ابعد هذا الجهاز واطرح أذنك في صدري واسمع سوى” وبحسن نية ابتسم الطبيب ووضع اذنه في صدر الرجل لسماع دقات قلبه وأيضاً لم يخلع النظارة.. فما كان من الرجل إلا ان خلعها هو من وجه الطبيب وقال له “ابعد القلاصات هولا من وجهك” ثم وضعها في جيبه دون ان ينتبه الطبيب لذلك وخرج من العيادة.. ولكنه لم يستفد من النظارة لأنه لم يقبل أحد أن يشتريها منه. نشال بزي امرأة أما “ابو الطيار” كما يلقبه أصدقاؤه فقد ورث هذه المهنة عن والده وأطرف حادثة نشل قام بها عندما سرق صاحب المحل الذي كان يعمل فيه، وفي هذا يقول “ابو الطيار”: “كنت أعمل في محل لبيع المفروشات وكنت استغل مواسم البيع لسرقة الزبائن عندما يكون المحل مزدحماً بهم.. وفي أحد الأيام اكتشف صاحب المحل هذا الأمر فقام بطردي من العمل.. وأنا قررت سرقته أثناء عودته إلى البيت والفلوس في جيبه، فقمت بارتداء ملابس امرأة وانتظرته في الشارع أثناء عودته إلى البيت بسيارته وكنت أعلم بميوله إلى النساء.. وبمجرد ان شاهدني أوقف السيارة أمامي وفتح الباب وأنا صعدت إلى جواره وأتقنت دور الأنثى العاهرة، خصوصاً وأنني أجيد تقليد الأصوات.. وفي الطريق وضعت رأسي في حضنه ثم أمسكت بأطراف الكوت الذي يرتديه وبدأت بالصراخ فيه (ما تشتي مني.. يا غارتاه غيرو عليَّ.. يشتي يغتصبني) حتى تجمع الناس وكل واحد يصيح فيه عيب عليك يا خي ما تشتي من المرة، وأنا “فلته من يدي ولكن بعد ان أخفيت النقود تحت البالطو”. سارق كريم بدوره يقول النشال التائب (ج.م): “صادفت في إحدى المرات رجلاً يتحدث مع آخر وأنه استلم مبلغاً كبيراً من المال وعرفت من كلام الشخص الآخر معه اسمه وعمله.. وبعد ان افترق عن صاحبه قابلته أنا بالاحضان كأنني أعرفه من زمان وناديته باسمه، وبسرعة سرقت المبلغ الذي في جيبه والبالغ تسعين الف ريال وكان الوقت وقت الظهر.. ثم أصريت على إكمال واجبي معه وعزمته على الغداء – طبعاً على حسابي- وبعد الغداء ذهبنا إلى أحد محلات الملابس واشتريت بدلتين واحدة لي وواحدة له، وبعد ذلك ودعته على أمل الالتقاء مرة أخرى وتبادلنا أرقام التلفونات وكل ذلك كان من فلوسه”.