عقد من الزمن أمضاه الاستاذ نصر طه مصطفى وهو يرأس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ وكان يعد في نظر الكثيرين من الشخصيات الوطنية، ولا يستطيع أي شخص أن يقول عكس ذلك وقد حظي بدعم ومساندة كبيرة من القيادة العليا في الدولة، وذلك على أساس الدعم الخاص الذي حظي به أساساً من الجنرال علي محسن الأحمر؛ الذي كان يعتبر الأستاذ نصر الرجل الأول في هرم الدولة.. وبعد تلك المساندة استطاع الجنرال أن يجعله قريباً جداً من رأس الهرم في الدولة، بل من شخصية الرئيس ذاته، وبالفعل أصبح نصر طه مصطفى الولد المدلل لدى رئيس الجمهورية والعين الساهرة للجنرال علي محسن الأحمر. . وبما أن الجنرال تمكن من توظيف تلك الشخصية في مكانة عالية في الدولة، وجعله تحت إمرته متى ما شاء وفي أي زمان ومكان، وبذلك استطاع أن يبني عموداً لحزب تجمع الإصلاح {الإخوان المتشددين}، وقد أجاد نصر طه دوره وكان عند حسن ظن الجنرال محسن في كل شيء على مدى السنوات العشر الماضية، وما زال حتى الآن. لقد لعب نصر طه على المؤتمر الشعبي العام لعبة الثقة، ولبس ثوبهم ليس حبا في ذلك الثوب وإنما للوصول إلى الغاية المنشودة من قبل حزب "الإخوان المسلمين". ففي بداية الحرب على الحوثيين في صعدة كانت تأتيه التوجيهات من الجنرال علي محسن بأن يكتب ويحرض كل الناس على محاربة الحوثيين والقضاء عليهم، وحينها كان ينفذ التوجيهات ويسهر الليالي ويكرس كل طاقته، ويبدأ بسن قلمه ليكتب ضد تلك الفئة بكلام ووفق هواجس من حزبه الاخواني الذي يريد الزج بالجيش إلى المحرقة وضرب عصفورين بحجر، حينها لم يكن يستطيع أن يجهر بتلك الهواجس لأنه كان يلبس ثوب المؤتمر لكي يكون قريباً من مصدر القرار، فكانت كل مقالاته أو معظمها تصب في التحريض على الحوثي، وأخرى في مدح الدولة وقيادتها ليكسب ثقتها ولكيلا يكشف أمره فيقع الفأس في الرأس. يوماً بعد يوم وثقة القيادة تزداد به وكذلك محبتهم له حتى أصبح البعض يعتقد بأن نصر طه قلم الرئيس، وأنه المستشار الذي يؤخذ برأيه دائماً. دارت عجلة الوقت ومضت الأيام والأستاذ في صراع وحيرة بين إرضاء رغبات الجنرال وتنفيذ توجيهاته أو العمل لمصلحة الشعب والوطن، وقد فضل الأولى على مصلحة الشعب والوطن وسخر كل إمكانيات الدولة بما فيها وكالة الأنباء اليمنية سبأ بحكم منصبه فيها، لكي يحقق آمال وتطلعات الجنرال وحزبه الإخواني، حتى أصبحت وكالة سبأ لا تفي بما عليها من استحقاقات للعاملين وللتجار وغيرهم، وتراكمت الديون على الوكالة إلى أن وصلت مبلغ أربعمائة مليون ريال، وعندما بدأت شرارة الأزمة سارع الأستاذ نصر إلى استغلالها من باب الهروب إلى الأمام والخروج من الورطة، وعند وصول الأزمة ذروة تفجير الأوضاع لتحقيق الهدف المخطط له مسبقاً من تلك الأحزاب وبدعم خارجي وعلى حساب الشباب الأبرياء ودمائهم عبر كل الوسائل الملتوية في خراب البلاد ودمارها للوصول إلى السلطة ليس إلا، كانت أول أهدافهم ضرب وكالة الأنباء اليمنية وهي مكتظة بالموظفين يومها، وقد شاهدوا الموت وذاقوا المر حينها لأكثر من ثماني ساعات وهم محاصرون داخل المبنى، والقصف عليهم بصورة مستمرة بكل الأسلحة الثقيلة. وبعد ذلك نهبت كل محتويات الوكالة وأتلف كل ما فيها، وسوف يسأل الاستاذ نصر طه في يوم من الأيام عن الدين الذي على الوكالة للغير، وماذا حققت للوكالة و.. و.. و الخ؟؟!!.. ترى ماذا سيكون رده؟!!.. هل سيرد بأنها كانت في تجهيز وتطوير الوكالة وتأثيثها بأحدث الأجهزة؟!!.. إذا رد بذلك فسيعاودونه بالسؤال مرة أخرى: أين تلك التي تتحدث عنها؟!.. فماذا عساه أن يجيب؟!!.. هل سيقول إنها سرقت ونهبت ودمرت من قبل الناس الشرفاء والأوفياء المنتمين الى حزبنا حزب التجمع اليمني للإصلاح؟!!.. فهل هذا هو المبرر الذي سوف يكون من الأستاذ القدير ذات الصفة العالية نصر طه مصطفى؛ الذي أصبح اليوم وكأنه الناطق الرسمي لأولاد الاحمر في كل منبر من منابر الاعلام المرئي والمقروء؛ وهو يتحدث بسخرية عن النظام الذي كان جزءاً منه ويصفه ب"النظام العائلي"؟!!.. فهل تناسى الأستاذ نصر أننا في عصر الجمهورية، وأننا نسلك الديمقراطية ولنا تجارب فيها، وله أيضا مقالات قبل الأزمة كانت تشيد بالنظام الجمهوري وبالديمقراطية؟!!.. هل أصبح كل مقال يكتبه مدفوع الأجر له مسبقاً من تلك الفئة الباغية على الوطن، أم أصبح كل ما يكتبه ويقوله مجبراً عليه من قبل الجنرال علي محسن وأولاد الأحمر؛ لأنهم أصبحوا كروتاً محروقة لدى الغالبية العظمى من الشعب؟!!!. ففي كل مقال أو تصريح أو مقابلة مع التلميذ الطائع للجنرال تتساقط أوراق حب الناس له، وكذلك في كل ما يقوله من زيف وحقد على رمز الوطن وعنوان عزته وشموخه فخامة الأخ الرئيس القائد علي عبدالله صالح الذي أحب وطنه شعبه. أخيراً أتمنى من الأستاذ القدير نصر طه مصطفى بألا يكسب كره الناس له على حساب كسب محبة من لا يحبون الخير لهذا الوطن ولهذا الشعب.