ليس غريباً تحالف دعاة التشطير في جنوب الوطن مع الحالمين بعودة الإمامة في شماله، فالحنين إلى ظلامية الماضي الاستعماري والكهنوتي والاستبدادي أكبر من مجرد شعور راود حيناً من الزمن علي سالم البيض أو حسين الحوثي ومن هم على شاكلتهما، فهذا الحنين وبقدر ما يعبر عن طبع ثابت لم يستطع هؤلاء تجاوزه بالتطبع، فإنه بالنسبة لهم عقيدة دائمة هي في ماضويتها البائدة أشبه بالحنين إلى نتانة الجاهلية والصدور عنها في الفكر والسلوك. الآن تنكشف الحجب عن الحقد الدفين الذي يكنه كهنوتيو الشمال وانفصاليو الجنوب لهذا الوطن الواحد الموحد، فهذا الإرهابي عبدالملك الحوثي يشيد بمسلك طارق الفضلي الإجرامي التدميري، ورغم أن الأخير لم يزل ومنذ أمد يجاهر بالشطرنة ويتمنى شرذمة اليمن الأمر الذي جعله – وبرغبة ملحه- ينشد استعادة كهنوت إمامة آل حميد الدين التي يسعى إليها المتمرد الحوثي، ومن هنا التقى المجرمون عن تخطيط وليس مصادفة في الدرب الموصل إلى تمزيق الوطن والانقضاض على مكاسب الجمهورية والوحدة والديمقراطية. وطالما وقد تشارك قادة عصابة التمرد والتخريب والإرهاب في صعدة مع زعماء الردة والانفصال والحالمين بالشطرية في الضالع وأبين وسواها.. أو في الخارج ذوي الأهداف التي تصب في خانة استهداف كل ما هو إيجابي في هذا البلد، فإن اتفاقهم في الصدور أو الاتكاء وطلب الدعم من جهات خارجية بعينها لم يعد بالبعيد أو المستغرب، وكما جاءت إشادة المتهالك الانفصالي علي سالم البيض بإيران وطلبه العون منها في ذات السياق الذي يجاهر فيه بارتكاسه إلى جانب الحوثي في مستنقع الإجرام، فإن الإرهابي الحوثي وبالقدر ذاته لم يزل يكشف عن عمالته للخارج وارتهانه للمشروع الفارسي الذي لم يكفه ما جلبه لليمن الموحد من كارثة عناصر التخريب والإرهاب الحوثيين، وإنما استطال به الغي حد وقوفه إلى جانب دعاة الردة والانفصال في نية يبدو أنه معها يريد لشروره أن تحيط باليمن – ومن ثم شبه الجزيرة- إحاطة السوار بالمعصم. هكذا تداعت قوى الشر الإجرامية من الحوثي إلى الفضلي وما بينهما قطعان من أشباه البشر يحملون معاول الهدم في وحشية يصرون معها على الفتك بالوطن وأناسه، ضاربين بكل القيم عرض الحائط، وهو ما يستوجب وقفة وطنية – رسمية وشعبية- في مواجهة هذا العنف والإرهاب وتجفيف منابعه الحوثية الكهنوتية والانفصالية التشطيرية وباستمرارية نضالية لا يردعها عن الشر إلا القضاء عليه، وليس هذا بمستغرب ممن بذلوا أنفسهم وأموالهم رخيصة في سبيل هذا الوطن وأمنه واستقراره، ونصرهم من الله ليس ببعيد، ف" ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"..