* وزير الدولة في حكومة باسندوة الشاب حسن شرف الدين فضح بعض فساد حكومة الوفاق وعدم شفافيتها وكذبها بشأن (التقشف)، فقد أكد أن كل وزير حصل على أربعة ملايين ريال "بدل" إشراف على الانتخابات، عندنا في الحكومة (34) وزيراً، ومعنى هذا أن رئيس الوزراء صرف لهم (136) مليون ريال مقابل نزول ميداني للمحافظات.. ويعلم الله كم صرف باسندوة لنفسه، وللمرافقين له وللوزراء.. وبذلك سجلت حكومة الوفاق الوطني رقماً قياسياً في "بدل" السفر، لم يسبق مثله في تاريخ الحكومات اليمنية وربما العربية في دول النفط.. ذلك أن بعض الوزراء نزلوا إلى المحافظات لقضاء يوم واحد فقط.. أي أربعة ملايين ريال بدل نزول ميداني ليوم واحد هو يوم الاقتراع.. ولو افترضنا حتى أن كل وزير أمضى أربعة أيام فمعنى ذلك مليون ريال في اليوم الواحد.. هل سجل رقم كهذا من قبل؟ بالقطع لا.. ولكننا في زمن حكومة وفاق وطني، ورئيس حكومة يمنح بدل سفر قدره أربعة ملايين ليوم واحد ووزير واحد. * لقد استغلت حكومة والوفاق ورئيسها الانتخابات مدخلاً لممارسة الفساد، واستغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية من ذوات الأربعة ملايين ريال في اليوم.. إذ لا شأن للحكومة ولا لأي وزير فيها بالإشراف على الانتخابات باستثناء وزيري الداخلية والدفاع، ودورهما ليس إشرافيا بل أمني، فاللجنة العليا للانتخابات هي وحدها المعنية - دستوراً وقانوناً - بالإشراف على الانتخابات ولا دخل للحكومة في ذلك .. فلماذا أقحم باسندوة ووزراؤه أنفسهم في شأن لا يعنيهم، إلا إذا كان الأمر يتعلق بتبرير صرف أربعة ملايين لكل وزير.. حيث حدثوا أنفسهم أن الانتخابات فرصة..ثم ما الذي قام به الوزراء؟ على سبيل المثال نزل وزراء إلى عدن ومنهم حورية مشهور وواعد باذيب وما قاموا به مقابل ما صرفه لهم باسندوة هو إثارة المتاعب، حيث تابعنا كيف قاموا هم وبعض أعضاء اللجنة الإشرافية بالتحريض المكشوف لسفك دماء أبناء عدن، حيث طالبوا الجيش والأمن بإنزال القوات والآليات العسكرية إلى الشوارع ومراكز الاقتراع بدعوى حمايتها من "الحراك الجنوبي" وقاموا - ومعهم إعلام حزب الإصلاح- بالطعن في مصداقية مقولة وغازي تجاه العملية الانتخابية، وشهروا بهما لأنهما لم يضبطا معارضي الانتخابات بالقوة.. وكان المطلوب بنظر المحرضين فئة أربعة ملايين إطلاق النار على المتظاهرين، الذين زحفوا إلى مقار اللجان الانتخابية لتحدث مجازر حقيقية. * إن قيادات الجيش والأمن كانت أكثر عقلانية من السياسيين فئة أربعة ملايين، لأن تلك القيادات لم تستجب للتحريض على سفك الدماء، وإذا كانت الانتخابات في عدن لم تفشل نهائياً فذلك مرده إلى حكمة العسكر، أما الفشل فمرده للسياسيين الذين نفروا وهيجوا واستفزوا أبناء عدن عن طريق التحريض والدعاية الإعلامية التي تشوه الواقع، وعن طريق الخطب في التجمعات لاستعداء قلة من أبناء عدن ضد إخوانهم.. أعود إلى البداية.. إلى ما أكده الوزير حسن شرف الدين حول صرف بدل مقداره أربعة ملايين ريال لكل وزير.. ونطالب اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أن تعتبر تصريح الوزير شرف الدين بلاغاً بشأن واقعة فساد أقدم عليها رئيس حكومة الوفاق وبتواطؤ من وزرائه.. لقد صرفت (136) مليون ريال للوزراء فقط، باسم (إشراف على الانتخابات) وهذا تدليس واضح، لأن الحكومة ليست معنية بالإشراف على الانتخابات، فهناك لجنة مختصة بإدارة الانتخابات، وبالتالي فصرف (136) مليون ريال لا مبرر له وغير قانوني.. إنها واقعة فساد مكشوف.