في سعيك للانتقام أحفر قبرين.. أحدهما لنفسك".. هكذا قال دوج هورتون رجل الدين البروتستانتي الأمريكي، محذرا من الانتقام. هذا ما حدث في منطقة المعصرة بحي حلوان، جنوبي القاهرة، عندما قرر رجلان الانتقام من جارهما الذي شهد ضدهما في المحكمة، فأحضرا وعاء بنزين وسكباه علي غرفة الجار ذات السقف الخشبي، ليحرقا الغرفة ويقتلا الزوجة وأطفالها الثلاثة، قبل أن يتم القبض عليهما. وبحسب محضر الشرطة بمركز شرطة حلوان، شب حريق بإحدى العشش العشوائية، فجر الجمعة الماضية، أسفر عن وفاة سيدة وأنجالها الثلاثة الصغار (4 سنوات- سنتان- سنة)، نتيجة اختناقهم واحتراق أجسادهم وإصابة زوجها طارق فهمي أبو شامة ونجلهما أحمد البالغ من العمر 6 سنوات بحروق. وتبين من المعاينة الأولية أن الحريق تم بفعل فاعل، وأن شبهة جنائية وراءه، بعدما قال تقرير المعمل الجنائي إن الحريق شب نتيجة سكب مواد بترولية، وبالبحث ألقي القبض علي (ع.س.ع- 38 عام- عاطل)، و(ع.ف.ع- 37 عام- سائق). وبمجرد مواجهتهما، اعترف المتهمان بارتكابهما للجريمة، وقال المتهم الأول: "تشاجرت في 2012 مع آخرين وقاموا بفقأ عيني اليمني، وحكم علي خصومي بالسجن المؤبد، الا أنهم قاموا بالطعن علي الحكم بعد أن قام جاري طارق فهمي أبو شامه بالإدلاء بشهادته زورا لصالح خصومي، وهو ما أشعل النار في قلبي، فاتفقت مع صديقي المتهم الثاني أن يساعدني علي الانتقام بحرق قلبه علي أسرته". وتابع: "أحضرنا عبوتين كبيرتين من البنزين، وفي الثانية بعد منتصف الليل تسللنا الي غرفته وسكبنا البنزين حول الغرفة وأشعلنا النيران بها، وفررنا هاربين ونحن نسمع صرخات الأطفال وزوجته". وقررت النيابة حبس المتهمين الاثنين 4 أيام علي ذمة التحقيقات، وأمرت باستدعاء طارق وشهود آخرين للاستماع لأقوالهم فيما قاله المتهمان. وفي مسرح الجريمة، قال كريم، شقيق المجني عليها زوجة طارق والدموع تسبق كلامه، لوكالة الأناضول: "تلقيت اتصالاً من جار شقيقتي وأبلغني بنشوب الحريق فى غرفتها التي تعيش فيها مع أبنائها، فخرجت كالمجنون مسرعاً الى هناك حتى وجدت النيران قد أتت علي معظم الغرفة، ولكني لم أستطع – مع آخرين من أهالي المنطقة – إلا بإنقاذ طارق ونجله الأكبر أحمد بعد أن أصيبا ببعض الحروق". وبجوار كريم، كان يجلس الطفل "أحمد"، نجل المجني عليها والناجي من الموت، وقال: "نمت الليلة مع إخوتي وأمي، وأنقذني أبي ولم يستطع انقاذ أمي، وقبل أن أخرج شاهدت أمي وهي تحتضن أخوتي قبل أن يحترقوا". وارتمي الصغير في أحضان خاله وهي يبكي ويسأله "هل فعلا لن أري أمي وأخوتي مرة أخري"، واكتفي الخال بأن يضم كريم إلي صدره ويشاركه في البكاء.