أعلنت إيران اعتزامها تعيين سفير جديد لها لدى مليشيا الحوثيين في اليمن، بعد أيام من وفاة مندوبها السابق "حسين إيرلو". جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية "سعيد خطيب زاده"، اليوم الاثنين، وفقاً لوكالة رويترز. وفي 21 ديسمبر الجاري، أعلنت طهران وفاة إيرلو "متأثرا بإصابته بفيروس كورونا"، فيما دار جدل واسع حول الأسباب الحقيقية لوفاة الرجل الذي قال تحالف دعم الشرعية في اليمن إنه كان يدير العمليات العسكرية في مارب. وقال خطيب زاده في المؤتمر الصحفي "نحن بصدد الإعلان عن سفير جديد" في صنعاء، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وكانت الخارجية الإيرانية، أعلنت في 19 ديسمبر نقل "إيرلو" من صنعاء لغرض العلاج، بعد إصابته بفيروس كورونا، وقالت إن ذلك تم عقب إجراء اتصالات ومشاورات مع بعض دول المنطقة. ولاحقا اتهمت إيرانُ السعوديةَ بتأخير نقل مندوبها من اليمن، وهو ما نفاه التحالف العربي مؤكدا استجابة التحالف للوساطة العراقية خلال 48 ساعة. وأثار الإعلان الإيراني، تساؤلات كثيرة حول الأسباب الحقيقية لنقل رجلها الأول من صنعاء وإعلان وفاته بعد أيام بكورونا، مع ترجيح مصرعه أو إصابته في الأعمال العسكرية. ووصل "ايرلو" الذي كان ضابطا في الدفاع الجوي للحرس الثوري الإيراني، في أكتوبر 2020 إلى صنعاء بطريقة غامضة تحت مسمى "سفير"، لكن الحكومة اليمنية قالت إنه جاء "لإدارة العمليات العسكرية بصورة مباشرة ضد الجيش والشعب اليمني"، فيما رآه عسكريون "العقل المدبر للهجمات الجوية الحوثية على السعودية". ومنذُ وصوله صنعاء صعّد الحوثيون من هجماتهم العسكرية في المحافظات المحررة، وبالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على أهداف حساسة في السعودية، من بينها منشآت نفطية ومطارات وتجمعات مدنية، فيما اعتبرت الرياض التصعيد الحوثي تهديدا لأمنها ولأمن إمدادات النفط للعالم. وذكر وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، خلال مراسم تشييع السفير الإيراني الأسبوع الماضي أن "بعض الدول عرقلت الإجراءات لنقل السفير الإيراني الفقيد خلال فترة الإصابة (بكورونا) إلى إيران من أجل تلقي العلاج، موكداً أنها ظلمت حق هذا الشهيد الذي كان من أنصار الحل السياسي للأزمة في اليمن". كما ورد في رواية الخارجية الإيرانية أن إيرلو، الذي ولد في شهرري، جنوبي طهران، أصيب بفيروس كورونا في صنعاء، وعاد إلى بلاده في حالة صحية ميؤوس منها فشلت معها جميع مراحل العلاج، والسبب في ذلك يعود إلى "التعاون المتأخر" من بعض الدول، في إشارة إلى الموافقة السعودية على عملية الإجلاء التي توسطت لها بغداد. وكان إيرلو رجل إيران الأبرز في الملف اليمني قبل وصوله الغامض إلى صنعاء في منتصف أكتوبر من العام الماضي، قد عمل مسؤولاً لطاولة اليمن في وزارة الخارجية الإيرانية عقب اندلاع الحرب، وعمل منسقاً للمساعدات الإنسانية الإيرانية إلى اليمن بعد تدخل التحالف الذي تقوده السعودية.