رفض الدكتور محمد مرسي – الرئيس المصري السابق، والذي يحاكم اليوم وعدد من قيادات دعم الشرعية بقضية وادي النطرون – الإجابة على هيئة المحكمة أثناء إثبات حضوره. وتحدث مرسي 10 مرات، الأولى، عندما اعتلى المستشار، شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة، منصة المحكمة، لبدء الجلسة، بعدما فتح جهاز التحكم في الصوت، ليسمع كل الموجودين في القاعة مرسي يردد: «الخائن.. سيخان.. لا محالة»، وراح يرددها أكثر من مرة، فأغلق رئيس المحكمة الصوت. وتحدث مرسي للمرة الثانية، عندما نادى المستشار الشامي عليه، لإثبات حضوره بمحضر الجلسة، ورفض الرد، وتدخل الدكتور سليم العوا، قائلاً: «يا دكتور مرسي.. انت مش سامع»، فرد مرسي: «أنا سامع كويس.. بس أنا ليا عتاب على المستشار رئيس المحكمة»، وأضاف: «يتصور رئيس المحكمة، أنه خصم لي، وهذا ليس صحيحًا». وتابع: «يا سيادة المستشار.. يا سيادة المستشار.. أربأ بالمحكمة بكل مكوناتها، ولا أريد أن يؤخذ الموقف أنني آخذ موقفًا منك»، وقاطعه رئيس المحكمة بقوله :«اسمعني لو سمحت»، وتابع مرسي: «لا تخف أن أقول كلامًا غير مسؤول». وأضاف:« قلت في السابق، إنني أربأ بالمحكمة أن تكون جزءًا من هذه المهزلة.. أنا الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية». وقال مرسى، إنه تحدث، يوم 28 يناير الماضي، وقال :«إنه موجود هنا بالقوة الجبرية، وأُخذت بالقوة من مكتبي، في رئاسة الجمهورية، نتيجة الانقلاب، الذي قاده وزير الدفاع، وقائد الحرس الجمهوري» ، بحسب «المصري اليوم». واضاف موجهًا حديثه لرئيس المحكمة: «قبل أن تبدأ في الإجراءات.. اسمعني، لأنها إجراءات باطلة بالنسبة لي، ولن أسمعها، وقد وكلت الدكتور محمد سليم العوا عني لتوضيح ذلك». وتابع: «أنا سامع كويس، ومش ممكن أكون سامع، وأقول مش سامع». وأضاف: «يا سيادة المستشار.. هذه مهزلة، لقد سُجِل لي أثناء حديثي مع المحامي الخاص بي في وجودك». وتدخل «العوا»، في محاولة لإعادة الهدوء للقاعة، خاصة وأن باقي المتهمين كانوا يصفقون كلما توقف مرسي عن الحديث، ليلتقط أنفاسه. وطلب «العوا» من مرسي التوقف عن الحديث، وأن يترك المحكمة تستكمل الإجراءات، وأنه عندما يأتي الدور عليه للحديث، سيعطيه القاضي الوقت الكافي. وعقب إثبات القاضي حضور المتهمين، طلب العوا السماح لمرسي بالحديث، فتحدث قائلا: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لي طلبات أريد قولها.. أولا أقول كلمة حق للمستشار شعبان الشامي، وهو عندما يجلس في هذا المجلس، ويستمع وينصت فهذا واجبه، ومن حقه عندما يسأل أن نجيب». وأعاد مرسي نفس الحديث، الذي ردده في الجلسة السابقة، «أنه قبض عليه بالقوة الجبرية، وقصرا، واصطحب إلى مكان غير معلوم، بعدما اتفق وزير الدفاع مع قائد الحرس الجمهوري، الذي يأخذ أوامره مني، وفقًا للقانون، واستمر وجودي في هذا المكان المجهول 4 شهور، الأمر الذي انتهى بالانقلاب، وأدفع بعدم دستورية أو قانونية الإجراءات، لأن هذه ليست محكمتي، وأنتم لستم قضاتي، وأنا موجود هنا بالقوة الجبرية». وأضاف مرسى: «ما بني على باطل، فهو باطل، ولا أريد أن تذكر المحكمة في التاريخ، أنها كانت غطاءً لانقلاب تتضح معالمه يومًا بعد يوم، و يظهر الآن ماذا يريد الانقلابيون من الانقلاب، وأنّ الجرم الذي ارتكبه وزير الدفاع، وقائد الحرس الجمهوري، ضد رئيس الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، كنت ومازلت كذلك». وأشار إلى «أنه لو جاز الحديث في القضية، فالطعن على المرشح محمد مرسي أمام اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، التي كان يترأسها رئيس المحكمة الدستورية العليا الذي لايزال حي يرزق، وهذه الدعوى إن جاز نظرها وهي باطلة إجرائيًا، فقد تم البت في هذا الطعن ورفضه قبل ذلك». وأضاف: «من الذي سيحاسب هذا الانقلاب، الذي سيكون حسابه عسيرًا امام الله أولا، وسوف يحاسب ويحاكم محاكمة لا رأفة فيها، لأنه ضرب مؤسسة الدولة المصرية، وأن الشعب لن تتوقف ثورته، استمروا في ثورتكم السلمية، ولا تتوقفوا، وأنا أمامكم صامد». وفي المرات الباقية التي تحدث فيها مرسي، كان يقاطع المحكمة، بكلمات مثل: «باطل.. وانقلاب.. وسيحاسب، وأطالب باتهام الذين قتلوا 3 آلاف مصري في رابعة والنهضة وطريق النصر». وفي السياق قال مراسل قناة الجزيرة مباشر مصر إن الرئيس المعزول محمد مرسي هدد المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي , بالمحاكمة دون رأفة , واصفاً إياه بقائد الانقلاب العسكري . وأضاف مرسي داخل قفص محاكمته إن «الثورات العربية ستنتصر, مطالباً الشعب بالاستمرار في الثورة السلمية». وشهدت القضية دخول هيئة الدفاع عن المتهمين في سجال مطول مع هيئة المحكمة اعتراضا منهم على مثول المتهمين داخل قفص الاتهام الزجاجي. كما دخل محامو المتهمين في اشتباك لفظي مع ممثل النيابة العامة المستشار تامر رجاني" المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا, وذلك بعد أن قال "إن حديث هيئة الدفاع الذي استمر قرابة ساعة ونصف الساعة كان حديثا سياسيا بمعزل تام عن حديث القانون أو التطرق لموضوع الدعوى", وهو الأمر الذي أثار حفيظة هيئة الدفاع والذين قاموا بالاعتراض على كلام ممثل النيابة العامة". وقررت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار شعبان الشامي، تأجيل قضية محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي وقيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى جلسة 24 فبراير؛ لاتخاذ إجراءات رد المحكمة المقدم من هيئة الدفاع. وتضم هذه قضية سجن وادي النطرون 130 متهمًا آخرين من قيادات الإخوان على رأسهم رشاد بيومي، ومحمود عزت، ومحمد سعد الكتاتني، وسعد الحسيني، ومحمد بديع عبد المجيد، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي، وعصام العريان، ويوسف القرضاوي، وآخرين من قيادات الجماعة. وطالب الدكتور محمد سليم العوا رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس المعزول محمد مرسي من هيئة المحكمة بتكليف النيابة العامة بالتحقيق في واقعة التنصت والتسجيل لحديث المتهمين بعضهم البعض، وإيقاف الجلسات لحين انتهاء النيابة من تحقيقاتها والوصول إلى حقيقة الموضوع. ويمثل مرسي أمام المحكمة غدًا في قضية اتهامه بالتخابر، وبعد غد استئناف في قضية "الهروب من سجن وادي النطرون". وكشفت مصادر أمنية، أن الرئيس المعزول غادر أكاديمية الشرطة إلى سجن "طره" حيث سيبيت ليلته، بعد أن قررت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة اليوم تأجيل محاكمته ومتهمين آخرين في قضية اتهامهم باقتحام السجون المصرية. وقال المصدر، إنه من غير المنطقي أن يغادر مرسي أكاديمية الشرطة لسجن برج العرب، ثم إعادته مرة أخرى صباح الغد، مشيرًا إلى أنه سيعاود مرة أخرى إلى سجن برج العرب، عندما تؤجل القضية لبضعة أسابيع أو أيام على الأقل، وفق ما نقلت وكالة "أونا". وجاء قرار تأجيل محاكمة مرسي لتمكين هيئة الدفاع عن كل من صفوت حجازي ومحمد البلتاجي من رد هيئة المحكمة اعتراضًا على مثولهما في القفص الزجاجي.