قال المستشرق الإسرائيلي والمحاضر في جامعة "بار إيلان" بمركز الأراضي المحتلة عام 48 مردخاي كيدار إن قرار المحكمة المصرية الأخير بحظر حركة حماس في مصر هو نتاج طبيعي لبحث السيسي عن عدو خارجي لتعليق فشله عليه في إدارة البلاد خلال الثمانية أشهر التي أعقبت الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. وأشار كيدار في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إلى أن الاقتصاد المصري يهوي و"الإرهاب" في سيناء في انتعاش والسياحة مشلولة. ويرى أن السيسي يبحث عن عدو خارجي ليتهمه بكل مصائب مصر، فالأمريكان غاضبون منه والأثيوبيين يهددون بالسيطرة على مياه النيل، وليس بالإمكان اتهام "إسرائيل"، لذلك فقد رأى السيسي أن أهون الأمرين هو توجيه أصابع الاتهام صوب حماس والإخوان المسلمين وتعليق المصائب المصرية عليهم. وقال كيدار إنه لا يصدق القصص التي اختلقتها القيادة المصرية الجديدة حول قيام عناصر حماس وحزب الله باقتحام السجون خلال ثورة يناير 2011 والإفراج عن الأسرى ومن بينهم محمد مرسي، كما أنه لا يعتقد أن حماس قامت بتنظيم تفجيرات في شوارع القاهرة مؤخراً. وأشار إلى أنه يستبعد إقحام حماس نفسها في الشؤون المصرية، وذلك نظراً للثمن الباهظ الذي ستدفعه لقاء ذلك، مشيرا إلى أن المنطق يقول أن لا مصلحة لحماس في استعداء مصر. وعرج كيدار على القرار الأخير بمصادرة ممتلكات حماس في مصر قائلاً: إن "السيسي لعب على وتر أن المصري الفقير يعرف أن وضع الفلسطينيين في غزة أفضل اقتصادياً منهم فهم يتلقون المعونة من أونروا ودخل الفرد هناك أعلى بكثير من دخل المصري الفقير، لذلك فيعتقد السيسي أن خطوة كهذه ستكسبه شعبية لدى الجمهور المصري الفقير مع اقتراب الانتخابات الرئاسية"، ولذلك فحماس تدفع ثمن شعبية السيسي. على حد تعبيره. وختم كيدار مقاله بالقول إنه في حال استمرت الضغوط المصرية على حماس وترافقت بضغوط إسرائيلية فستستغل إيران الفرصة، وتعود لتزود حماس بأفضل الأسلحة، الأمر الذي ستدفع ثمنه "إسرائيل" ومصر على حد سواء.