أكد المختص والباحث في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي أن القادة السياسيين والعسكريين في (إسرائيل) ينظرون للانقلاب العسكري في مصر وحكم العسكر على أنه كفيل بالتصدي لكافة المخاطر التي قد تنجم عن الربيع العربي في الدول العربية التي غيرت أنظمة حكمها وثارت على رؤسائها. وقال النعامي إن :"المفكرين والمؤرخين الإسرائيليين ينظرون لوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السياسي بأنه بطل، ويثنون على شجاعته في تعامله مع جماعة الإخوان المسلمين وفض اعتصاماتهم وإنهاء حكمهم بالقوة، وكذلك يوجد تأييد واحتفاء من قبل التيارات الدينية اليهودية التي لم يعهد لهم تأييد أي جهة". مكاتب لدعم الانقلاب وأوضح النعامي أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول وزارة خارجية حكومته وسفارات دولة الاحتلال في العالم إلى مكاتب علاقات عامة لدعم انقلاب السيسي وتقليص اهتمام العالم بالمجازر المرتكبة بمصر من قبل الجيش المصري ووزارة الداخلية، وكذلك وجه رسالة إلى كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي طالبًا منهم عدم التركيز على سجل حقوق الإنسان عند النظر لما يقوم به السيسي ضد المصريين، ولكن ضرورة معرفة أن ما يقوم به هو ضمان الاستقرار بالمنطقة. وبين أن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الذي يعتبر أهم مراكز التقدير الاستراتيجي في دولة الاحتلال وضع تصورات لدعم انقلاب السيسي ورفعها لدوائر صنع القرار في (تل أبيب) أهمها أن الهدف الرئيس (لإسرائيل) ليس فقط الحفاظ على علاقات السلام مع مصر في المرحلة المقبلة، بل تعميق هذه العلاقات، ومما لا شك فيه أن المصلحة الإسرائيلية تتطلب تشكيل نظام علماني ليبرالي ذي فاعلية ومسؤول. ومضى النعامي بالقول :"يضع المركز عدة أهداف لتحقيق هذا الهدف أولها تعزيز التعاون مع الجيش المصري ومواصلة السماح لهذا الجيش بدفع المزيد من القوات في سيناء، وذلك لكي يتمكن الجيش المصري من العمل ضد البؤر الجهادية ولكي يتصدى لعمليات تهريب السلاح عبر سيناء إلى قطاع غزة". تعزيز العلاقات!! وأضاف من ضمن التوصيات التي رفعها المركز "يجب على قيادة الاحتلال تواصل تعزيز علاقتها وتنسيقها مع قيادة الجيش المصري، وفي الوقت ذاته تحرص الدولة العبرية على بناء مركبات القوة العسكرية بحيث لا تكون عرضة لمفاجآت في المستقبل، وببذل جهود كبيرة من أجل ضمان تواصل الدعم الدولي لقادة العسكر في مصر، وعليها تشجيع المستثمرين الأجانب على تدشين مشاريع البنى التحتية في مصر من أجل توفير فرص العمل على اعتبار أن تدهور الأوضاع لاقتصادية سيهدد حكم العسكر". ولفت أن المركز أيضا أوصى لقيادة دولة الاحتلال بضرورة تشجيع القوى العربية الإقليمية في المنطقة التي عملت على المس بحكم الإخوان المسلمين، لأنها خشيت أن يؤدي نجاح هذا الحكم إلى القضاء على أنظمة الحكم فيها، ومواصلة تقديم المساعدات لحكم العسكر من أجل ضمان نجاح حكمهم. وذكر أن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يحث المسئولين الإسرائيليين على البحث عن قنوات اتصال مع الجهات المسؤولة عن تفجير الثورة المصرية، عبر إثارة قضايا اقتصادية وإدارة حكم سليم. وبين الباحث في الشؤون الإسرائيلية أن مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة " بار إيلان ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، أصدر دراسة حديثة قال فيها إن :" جماعة الإخوان المسلمين تشكل التهديد الأكبر على (إسرائيل) من بين كل الجماعات السياسية والايدلوجية في العالمين العربي والإسلامي. وتابع :"حسب نتائج الدراسة التي جاءت تحت عنوان " الإخوان المسلمون والتحديات التي تواجه السلام بين مصر وإسرائيل "، والتي أعدها المستشرق ليعاد بورات، فإن الإخوان المسلمين مسؤولون عن مقاومة السياسات الأمريكية والإسرائيلية والوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، مع التركيز على دور الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي خلال حرب الأيام الثمانية ، الذي مثل في نظر الباحث – نقطة تحول استراتيجية في العلاقة مع مصر". وأشار إلى أن المركز يعتبر جماعة الإخوان المسلمين توفر الغطاء السياسي لحركات المقاومة، وتحديدا حركة حماس، وتجند تراث وإرث الماضي في تبرير وتسويغ التحريض على شن حروب على (إسرائيل)، والدفاع عن خطف الجنود، إضافة إلى دورهم في دفع قضية القدس والمسجد الأقصى والتشديد على مركزيتهما، مما يعقد فرص التوصل لتسوية سياسية للصراع، ومقاومة التطبيع مع الاحتلال. تنسيق يتواصل وبين النعامي أن نظام الانقلاب في مصر يطلع قادة الاحتلال الصهاينة على مخططاتهم لقمع المصريين الرافضين للانقلاب العسكري، وهو ما جاء به المعلق العسكري بالقناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن ديفيد نقلا عن قادة جيش الاحتلال :"إن قادة الانقلاب في مصر أبلغوهم بأنه سيتم قريبا الإعلان عن جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية". وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها أنه في الوقت الذي تبحث دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة اتخاذ خطوات ضد النظام المؤقت الذي جاء به وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، تقوم "إسرائيل" بمساع دبلوماسية للضغط على هذه الدول لدعم النظام كون الجيش المصري الفرصة الأخيرة لخروج مصر من أزمتها. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي وصفته بالمطلع، قوله "إن سفراء (إسرائيل) في العديد من دول الاتحاد الأوروبي خاصة الدول المركزية وصاحبة القرار "بريطانيا ، المانيا ، فرنسا ، بلجيكيا ، ودول أخرى" بالإضافة لواشنطن، سيلتقون كبار المسؤولين في هذه الدول لشرح الموقف الإسرائيلي وضرورة دعم الجيش المصري في مساعيه الراهنة للخروج من الأزمة". وأضاف المسؤول أن "الجيش المصري يعتبر الفرصة الأخيرة والمتاحة للخروج من هذه الأزمة، وهو القادر على منع تدهور الوضع المصري الداخلي، وهذا ما يتطلب من الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عدم اتخاذ خطوات ضد النظام المؤقت في مصر بالرغم من قمع تظاهرات الإخوان المسلمين".