♦قال الخبير العسكري والمتخصص في شؤون الجماعات المسلحة علي الذهب إن الهجوم الذي وقع اليوم على نقطة عسكرية بحضرموت يحمل بصمات تنظيم القاعدة «جماعة أنصار الشريعة». وأضاف الذهب في حديث خاص مع «الخبر» : «ومما رواه أحد الناجين- حسب ما تناقلت ذلك وسائل إعلامية- : إن الهجوم كان بعد الفجر وإنه تم على خطوتين متتاليتين: الهجوم: وقد قامت به مجموعة مسلحة أجهزت على الحراسة، ثم الانغماس: وقد نفذ بواسطة مجموعة الانغماس، التي تقضي على البقية، سواء بالأسر أو القتل، ثم القيام بعملية اغتنام العتاد والمؤن». وأكد أنَّ «هذه الطريقة هي نهج جماعة أنصار الشريعة وهي تذكرنا، كيفا وكمّاً، بواقعة الاعتداء الذي نفذته الجماعة ضد موقع تابع لقوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي سابقاً» في جول الريدة- ميفعة بمحافظة شبوة في 20 سبتمبر من العام الماضي، والذي أسفر عن قتل ثمانية جنود وأسر عشرين آخرين بينهم قائد الموقع، الذي يحمل رتبة نقيب، واغتنام سيارات الموقع وكميات كثيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة». وأوضح أنَّ ما يفرق بين الواقعتين هو أنَّ الأولى كانت متزامنة مع الهجوم على موقع عسكري، قريب نوعا ما، في نقطة «بافخسوس» لمنع أي تحرك مساند منه ؛ ما يعني أن الموقع الذي جرى الاعتداء عليه اليوم في نقطة «المضي» الريدة الشرقية يبعد كثيرا عن مواقع أمنية أخرى قد تسانده. وأشار الذهب إلى أنَّ هذه العملية تأتي في إطار سياسة التنظيم المتبعة بعد فقدانها للمناطق التي سيطرت عليها في أبين في منتصف عام 2012م، لافتاً إلى أنَّ هذه السياسة هي الإغارة المستمرة والمستنزفة لقوات الجيش والأمن في إطار مرحلة «النكاية والإنهاك» التي تتبعها القاعدة للوصول إلى مرحلة «إدارة التوحش» أو «إدارة الفوضى المتوحشة». وبيَّن أنَّ القاعدة قد خسرت هذه المرحلة بعدما كسبتها في أبين، مستدركاً : «ثم المرحلة الأخيرة: شوكة التمكين" أو الدولة ، كما أنها تعتبر ردا على ضربات الطائرات دون طيار الأمريكية». وفي الوقت الذي استبعد فيه الخبير العسكري أن يكون وراءها قبائل حضرموت على خلفية نزاعها مع السلطة ومطالبها منها، لم يستبعد – في الوقت ذاته- أن يكون هنالك غض طرف من قبل زعامات محلية مختلفة عن تحركات الجماعة وعمليات الاستهداف هذه لأسباب لا يسع المجال لذكرها. وحلو ما قام به وزير الداخلية تجاه المسئولين الأمنيين هناك والقرارات التي قضت بإيقافهم ، أكد الذهب ل «الخبر» أنه أمر جيد، مضيفا : «لكن يجب عليه أن يجري عملية إصحاح دقيقة داخل وزارته وأن يفعل من الدور الرقابي الغائب ويعمل على تحقيق مبدأ الثواب والعقاب، وأن يسارع لخلق شراكة بين أجهزة وزارته مع الأجهزة الاستخبارية والعسكرية في كل منطقة تواجد فيها قواته الأمنية، ويجب ان يكون هنالك تعاون وثيق بين هذه القوات وبين المواطنين بأي طريقة وله كانت مكلفة ماديا». وقتل صباح اليوم 20 جنديا من قوات الأمن الخاصة في هجوم نفذه مسلحون على نقطة أمنية في منطقة «المضي» بمحافظة حضرموت. وقالت وزارة الداخلية إنَّ العناصر الارهابية المتورطة في هذه الجريمة لن تفلت من العقاب وإنَّ الأجهزة الأمنية ستلاحق الإرهابيين حتى يتم ضبطهم وتقد يمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.