قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إنَّ «هناك دعماً تتلقاه الجماعات الإرهابية التي تنفذ عملياتها ضد النقاط الأمنية والعسكرية والمنشأة الحيوية الهامة في البلد وذلك من أطراف عديدة، خصوصاً في ظل تناغم نشاطها مع نشاط الحراك المسلح، والقوى المتربصة بالتغيير والمتطلعة إلى كسر إرادة لتغيير وإفشال الثورة وهو ما أدى إلى تنفيذ عملياتها الإرهابية السريعة المتعاقبة». وأكد التميمي في حديث خاص مع «الخبر» أنَّ جيوباً معينة من المحافظات الجنوبية والشرقية، قد مثلت منذ تسعينيات القرن المنصرم، معاقل رئيسية للعناصر المتطرفة، وخصوصاً في محافظة أبين وحضرموت وشبوة ، مشيراً إلى أنَّ نشاط تلك الجماعات هو انعكاساً لتأزم العلاقة بين طرفي الحكم المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، وكانت أحد الملفات الساخنة في سلسلة الخلافات التي سيطرت على العلاقة بين الحزبين الحاكمين والتي استغرقت مرحلة امتدت حتى اندلاع حرب صيف 94. وأوضح أنَّ تلك الحرب هي أحد الأسباب التي أدت إلى تعاظم نفوذ الجماعات المتطرفة وخصوصاً في تلك المحافظات ، وأن نفوذ الجماعات قد امتد حتى محافظتي مأرب والبيضاء الشماليتين ، لافتاً إلى انه لم يحد من تأثيرها سوى الضربات الجوية للطائرات بدون طيار. وبيَّن أنَّ كل ذلك لم يمنع من توظيف تلك الجماعات سياسياً، إبان الثورة الشبابية في فبراير 2011، حيث ساهم هذا التوظيف في ازدياد نفوذ الجماعات المتطرفة، حتى تم إنهاء إمارتها التي أعلنتها في محافظة أبين على يد القوات المسلحة والأمن. وتابع التميمي في ختام حديثه ل «الخبر» : «بالنسبة لسبل مواجهة هذه الجماعات، فيتطلب انسجاماً على مستوى هرم الدولة، مما يفسح المجال لإحداث إصلاحات حقيقية في الأجهزة العسكرية والأمنية، وإنشاء وحدة تنسيق أمنية قوية وفعالة، وعصية على الاختراق، بين هذه الأجهزة، وتوفير الوسائل والإمكانيات المطلوبة لنشاطها، وتعزيز كفاءة وفعاليات قوات مكافحة الإرهاب العسكرية والأمنية». وهاجمت القاعدة ،الأربعاء، المنصرم قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعدن بقذائف «آر بي جي» ، واقتحم مسلحو التنظيم المبنى وتمركزوا فيه لعدة ساعات. وقبل أن ينقشع غبار المواجهات التي خلفها الهجوم على مقر قيادة المنطقة سارع تنظيم القاعدة لتبني العملية التي أودت بحياة عشرة من المهاجمين وستة من الجنود وثلاثة من المواطنين القاطنين بالقرب من قيادة المنطقة العسكرية. ولم تمضِ سوى ساعات على تحذيرات وزارة الداخلية اليمنية من هجمات انتقامية لتنظيم القاعدة ردا على ما وصفته الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم في عدن والضالع والحديدة، حتى رد التنظيم بهجوم مباغت شنه ظهر أمس الجمعة على نقطة عسكرية للجيش على مدخل مدينة القطن بحضرموت وراح ضحيته 8 قتلى من الجنود. وكانت وزارة الداخلية اليمنية حذرت من هجمات انتقامية قد يشنها تنظيم القاعدة خلال الفترة القادمة، رداً على الضربات الموجعة التي تلقاها في عدن والحديدة والضالع.