بعد ثلاثة أسابيع على محاكمة صهر أسامة بن لادن، تفتتح بعد غد الاثنين في نيويورك، محاكمة الداعية الإسلامي البريطاني أبو حمزة المصري الذي سلمته لندن قبل 18 شهرا إلى الولاياتالمتحدة. والإسلامي المصري ،الذي وصف أسامة بن لادن بأنه رجل صالح، متهم في نيويورك باحتجاز رهائن، لخطفه 16 سائحا بينهم أمريكيان في اليمن في 1998 في عملية انتهت بمقتل أربعة سياح. وهو متهم أيضا بدعم الإرهاب، بعد إنشائه معسكرا للتدريب على القتال في بلاي في ولاية أوريجون (شمال غرب الولاياتالمتحدة) نهاية 1999 ، ووجهت إليه 11 تهمة، ويمكن أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وأبو حمزة الذي سيبلغ السادسة والخمسين يوم الثلاثاء، الذي فقد إحدى عينيه وبترت ذراعاه، كان من أشهر شخصيات "لندنستان" الاسم الذي أطلق على الشبكات الإسلامية التي تمركزت في العاصمة البريطانية نهاية التسعينات. ووصل أبو حمزة إلى لندن ،المولود في الاسكندرية لأب بحار وأم معلمة، في سن الحادية والعشرين، وعمل حارسا على باب ناد ليلي أولا ثم أصبح إمام مسجد، وكان يلقي خطبا حماسية معادية بشدة للأمريكيين في مسجد فينسبوري بارك شمال لندن. وقال في مقابلة له حينذاك : «لم أكن مسلماً جيداً قبل ان اصل الى بريطانيا وكنت غير منضبط». وفي السنة التالية تزوج من بريطانيا كاثوليكية، لكنها تطلقا بعد اربع سنوات، وتزوج بعد ذلك من مسلمة مطلقة وقرر استئناف دراسة الهندسة في 1986 السنة التي ولد فيها ابنه الثاني وحصل خلالها على الجنسية البريطانية. وخلال أحد عشر عاماً رزق بخمسة أولاد ، وفي 1987 التقى بعبد الله عزام الذي يوصف بانه مؤسس حركة الجهاد الدولية وشخصية أساسية في الكفاح ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان. وفي 1989 توجه ابو حمزة الى افغانستان، اذ عمل في مشاريع إعادة الاعمار بعد انسحاب السوفيات ، وهناك فقد يديه واحدى عينيه في حادث في حقل للألغام ،على حد قوله. وعاد الى بريطانيا حيث ساهم في تأسيس جماعة متطرفة من "المؤيدين للشريعة" وقرر أن يصبح اماماً قبل ان يتوجه الى البوسنة حيث بقي حتى توقيع اتفاق دايتون للسلام في 1995. واعتبارا من 1997 بدأ المصري يلقي خطبا في مسجد فينسبوري بارك شمال لندن. وقال في مقابلة في 1999 إن «الارهاب مبرر اذا ارتكب باسم الدين» ، وهو لا يخفي تعاطفه مع بن لادن ووصفه بعد اعتداءات ايلول (سبتمبر) 2011 بانه رجل صالح. ويقول الخبراء إن مسجد فينسبوري لعب حينذاك دورا كبيرا في دفع شبان مسلمين الى التطرف واعدادهم وارسالهم الى معسكرات القاعدة. وقد ارتاد الفرنسي زكريا موسوي والبريطاني ريتشارد ريد المسجونين مدى الحياة في الولاياتالمتحدة هذا المسجد. وتزايدت الشكوك المحيطة بأبو حمزة بعد خطف 16 سائحاً في اليمن في كانون الاول (ديسمبر) 1998 قتل أربعة منهم في محاولة لتحريرهم من قبل القوات اليمنية. وقد أوقف ابنه البالغ من العمر 17 عاما وصهره ، وأكدت صنعاء تورط ابو حمزة وطلبت تسليمه بلا جدوى. وفي 2003 عثرت الشرطة خلال عملية مداهمة لمسجد فينسبوري على نحو مائة جواز سفر مسروق أو مزور وأسلحة وسترات للوقاية من المواد الكيماوية. وقامت السلطات بإغلاق المسجد، فواصل ابو حمزة خطبه في الشارع ، وأوقف في العام التالي بطلب من الاميركيين واتهم في إطار قضية خطف السياح ، كما اتهم خصوصا بتسليم الخاطفين جهازي هاتف للاتصال بالأقمار الاصطناعية وبتقديم النصح لهم. وبعد توقيفه حاكمته بريطانيا بتهمة التحريض على القتل وعلى الكراهية العرقية وحكم عليه مطلع 2006 بالسجن سبع سنوات ، وحاول بدون جدوى تجنب تسليمه إلى الولاياتالمتحدة الذي تم في نهاية المطاف في الخامس من تشرين الاول (اكتوبر) 2012.