أسواء ما ابتلي به بعض من يحسبوا انفسهم مثقفين في اليمن، هو النرجسية، وحب الذات، والنظر الى انفسهم كأبطال، بينما هم في الحقيقة مجرد متباكون على حائط العدم. من هؤلاء منير الماوري الذي لا يستطيع ان يعيش الا في ظل القدح والغمز بحق الآخرين ولا يستطيع التنفس والحياة الا عندما ينصب اشخاصا امام عينيه كاعداء ليقتات على سمعتهم ويعيش على النيل منهم ويقدم نفسه للآخرين كبطل عالمي ويتوهم ان من يتابعوا تفاهاته الماجنة معجبين بشخصه وافكاره التي تعاني من السقم والاضطراب كبنانه المرتعشة. هذه الايام اصبح مصاب بالهذيان، ولم يجد امامه سوى نصر طه مصطفى، هدفا لمزاعمه وبطولته، وكل يوم يظهر علينا بخبابير لا تعكس سوى حالة الحقد التي يكنها تجاه الرجل، ومستوى التفكير الهابط الذي يخرج من داخله الاجوف. واريد اذكرك فقط بمن استضافك واعطاك سيارة ومرافقين حين جئت من امريكا لمؤتمر الحوار، واذا كنت تبحث عن منصب لم يعطى لك فمهاجمة الاخرين واللمز بحقهم ليس وسيلة اخلاقية لانتزاع ما تريد، واتمنى تطلعنا بحقيقة واحدة نصدقك بها بدلا من القيل والقال. و الوطنية يا اخ منير تقتضي التصرف بعقلانية وحكمة.بالله عليك تقارن نصر طه بعلي عبدالله صالح، الاول حكم ثلاثة عقود وكان رئيس دولة بيده كل شيء، والأخير لم يمضي على عمله اكثر من عامين، وهو مسؤول في وظيفة لا تخوله العبث والاقصاء فهو ليس الرجل الاول. أما عن كتبك التي تقول انك قضيت سنوات في تأليفها حباً لليمن ونضالا لأجلها، فللاسف انا واحد ممن كنت مهووسا بها، و ظللت اداري صاحب مكتبة بحدة يبيع لي احداها في عام الثورة 2011م وكانت وقتها ممنوعة من الدخول لليمن، لكنك الآن تنسفها بارائك وكتاباتك الحالية، وافقدتها مصداقيتها عندما بدأت تنزل الى مستويات لا تليق بك، وتبحث عن اعداء في شخصيات لم تقدم لنا دليلا واحدا عن فسادها كما تزعم، وتصورت نفسك بطلا في الوقت الذي يعاني الوطن من تجار السلاح ودعاة الحروب وعشاق الفوضى وانت شحذت سلاحك ووجهته الى جهات اخرى. اما كتب نصر التي تقول انها كانت تمدح وتمجد شخص الرئيس السابق "صالح" فلو قرأتها لم تكن مليئة بالنفاق والتزلف المنحط، بل واقعية تتحدث عن زمان معين، كان الشعب فيه من اقصاه الى اقصاه يهتف باسم وحياة الزعيم ومثلها عشرات الكتب التي كانت مرتبطة بمراحل تاريخية معينة. يا استاذ منير ساشهد الله اني لم ألتقي نصر طه يوما بحياتي حتى لا تقول اني مستفيد من الدفاع عنه، ولكن اريد ان اقول لك شيئا، ان تفكيرك اصبح في حالة شيخوخة، ولم تكن موفقا في تسعير وخلق معركة مع نصر طه، لأن هناك جبهات اخرى تستحق منك النضال والثورة، اما هو فليس ضد النقد ولكن لن نزايد على وطنيته المعروفه عبر تاريخه الشخصي. وليس هناك داعي ان تقدح بحق صغار الاصلاحيين، لان من ينظر للآخرين كصغار، اما بعيد عنهم فيراهم صغارا، او في مستواهم فيراهم كنظير له. اتمنى ان ترتقي بخطابك، وان تجد لك قضايا وطنية تحمل قيما سامية لتناضل من اجلها، وتستحق منك الشهادة في سبيلها، اما مثل هذه القضايا فترفع عنها لتظل منير الذي عرفه الناس قبل ثلاث سنوات. واعتقد انت الآخر لا تعرفني من قبل، ولكني عرفتك من تلك المواقف التي كنا نرى انك تدافع عنها بوطنية، وأنت تكتب وتملئ الدنيا ضجيجا، فلا تتكئ على ذلك الرصيد البسيط لتخدعنا مرة اخرى بمواقفك التي تزعم انها وطنية وفي سبيل الوطن.