احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين الجنوبيين من عدة مدن ومحافظات جنوبية ظهر اليوم الأحد وسط ساحة الحرية بالمكلا معلنين التدشين الرسمي لفعالية مليونية «الهوية» التي دعا لها الحراك الجنوبي في ذكرى إعلان الحرب على الجنوب، مطالبين ب «الاستقلال» عن الشمال ورفض الدولة الاتحادية التي تقرر إقامتها في اليمن، وذلك بمناسبة الذكرى العشرين لبدء الحرب الأهلية في البلاد. وتوافد الآلاف من مختلف المحافظات الجنوبية إلى ساحة في المدينة الساحلية رافعين أعلام دولة الجنوب السابقة ولافتات تدعو إلى «التحرير والاستقلال». ولبى المتظاهرون دعوة المجلس الاعلى للحراك الجنوبي برئاسة حسن باعوم، وذلك لإحياء الذكرى العشرين لاندلاع الحرب الاهلية. وردد المتظاهرون في المكلا شعارات رافضة لنتائج الحوار الوطني الذي قرر تحويل اليمن الى دولة فدرالية من ستة اقاليم، اربعة في الشمال واثنان في الجنوب ، وهتفوا : «لا وحدة ولا فدرالية». وكان الرئيس السابق علي عبدالله صالح أعلن في 27 نيسان/ابريل 1994 الحرب لسحق محاولة جنوبية للانفصال عن الشمال بعد اربع سنوات فقط من الوحدة الطوعية التي دخل فيها الشمال والجنوب في ايار/مايو 1990. وتمكن نظام صالح من الابقاء على الوحدة، فيما ظل الجنوبيون يشكون من التهميش. وقاطعت غالبية مكونات الحراك الجنوبي الحوار الوطني الذي عقد بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي وضع حدا لحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واختتم في نهاية كانون الثاني/يناير. ووضع الحوار خارطة طريق لتحويل البلاد الغارقة في العنف والفقر الى دولة اتحادية مستقرة. وأرسى الحوار مبدأ المناصفة بين الشمال والجنوب في جميع هيئات المرحلة الانتقالية، بالرغم من التفوق العددي الكبير للشماليين. وتقوم لجنة شكلها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي المتحدر من الجنوب بصياغة دستور جديد يتضمن المبادئ العامة التي حددها مؤتمر الحوار الوطني وابرزها تحويل اليمن الى دولة اتحادية من ستة اقاليم. ويفترض يتم الاستفتاء على الدستور الجديد في غضون سنة، وان تنظم انتخابات عامة ورئاسية بعد ذلك. وسيبقى عبد ربه منصور هادي رئيسا الى حين انتخاب رئيس جديد.