انهيار سريع وجديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف الآن)    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    "أنتم لعنة التاريخ على اليمن"..قيادي حوثي ينتقد ويهاجم جماعته    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    خبراء بحريون يحذرون: هذا ما سيحدث بعد وصول هجمات الحوثيين إلى المحيط الهندي    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنف الديني .. إلى أين؟
نشر في الخبر يوم 28 - 04 - 2014

انصر أخاك تعبير نردده ولا نعرف معناه او مقصده وكم من جرائم ترتكب تحت هذا العنوان ، والعنف الديني يخرج من تحت هذا العنوان ليرتع في المجتمع ، وكلما اقتربت السياسة من الدين نجد الجرائم والدسائس والمكائد والمؤامرات تحاك في الظلام ، فلم يكن مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وخليفة المسلمين عثمان ابن عفان ، والإمام على بن أبى طالب ابن عم النبي و زوج الزهراء إلا نتيجة للعنف الديني فهم اكبر مثال ونتاج فج لهذا العنف
كما صلب المسيح سواء صلب أو مُثّلَ له فالأمر سيان من حيث مبدأ محاولة العنف بتنفيذها أو برفع الظلم من الله .
العنف الديني هو أخطر أنواع العنف على الإطلاق لأن نتائجه تدمير المجتمع بخلق صراع دائم بين أبناءه على أساس ديني وإغراق الجميع فى حمام من الدم وهذا لايقتصر على الصراع بين مسلمين فيما بينهم أو مسلمين ومسحيين أو مسيحين و يهود أو يهود ومسلمين او ملحدين و وثنيين او لا دينيين بل يشمل أديان أخرى عديدة ولايقتصر على مجتمعنا العربى فقط أو الدول الإسلامية بل يوجد فى العالم من مشرقه إلى مغربه ومن شماله إلى جنوبه والعنف الديني اخطر مافيه أنه ساحة خصبة للإرهاب يحقق من خلالها مآربه وأهدافه .
فهو السبيل والمتنفس للتعبير عن احتقان مجتمعي بين أفراد المجتمع الواحد على اساس دياناته بكافة السبل من تحريض وزرع بذور الفتنة واستغلال الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية لفناء المجتمع.
سؤال يتبادر دايما على أذهان الكثيرين وهو هل الدين اصله قائم على العنف ؟ او بمعنى آخر هل الدين يدعوا للعنف ؟ أو هل العنف هو بداية وقاعدة للدين ؟ هل العنف من موجباته ؟ أو الدين طبيعته هى العنف ؟
أعتقد أن كل هذه الأسئلة إجابتها جميعا بالنفي لأن كافة الأديان السماوية تدعو للتسامح والحب فالدين كما في الإنجيل محبة ، والإسلام يدعو لحرية العقيدة والاعتراف بكافة الأديان السماوية والتعايش معها في سلام بعيدا عن التطرف والعنف فالإسلام لم يتنشر بحد السيف كما ردد بعض الغربيون ، والتوراة تدعوا ايضا للتسامح والمودة بين الجميع . حتى الديانات الوضعية والأرضية كذلك كونفوشيوس وغيره كلهم دعاة سلام ومحبه وخير ولكن كل هذه الإجابات اختلفت كثيرا لدى البعض بعد الأحداث التي حدثت في سبتمبر 2001 عندما فجر برج التجارة العالمي واتهم بها بعض الإسلاميين المتطرفين وظهرت في العالم كلمة جديدة بدأت تتردد وهى التطرف الديني الذى يدعو للعنف واستخدام السلاح والقتل ودعوات الدم من اجل نشر الأفكار المتطرفة والهدامة من قلة لاتعرف معنى الدين ، بل جاءت تصرفاتها عكس ما أراد الدين ومادعت إليه الديانات السماوية جميعا وكان المتهم الأول في كل الأحداث العنف الدموية في العالم هو الدين ، بسبب بعض التصرفات الحمقاء من بعض التيارات الأصولية سواء الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية وبدت موجة جديدة من إرهاب جديد مرتديا عباءة الدين ليخفى خلفه وحش كاسر مدمر هدفه تكميم الأفواه وإزهاق الأرواح ، وجريان أنهار وبحور الدم . ضحاياه وصلت على مستوى العالم بالملايين ، لم يقتصر على الأديان السماوية فقط بل امتد لكافة الأديان جميعا بأفكار متطرفة لاتناسب الجنس البشرى ولكن مع ألأسف أفكار الحيوانات فى الغابات وصراعها الدائم مع بعضها بل الحيوانات ارحم و أرأف بدليل تداول الكثير من الصور والفيديوهات للحيوانات وخاصة المفترسة تتراحم فيما بينها ولن انسى منظر النمر الذي عطف على القرد و رباه عندما قتل امه . فأصبح البشر أقسى من كل شيء كما أنه انتشرت الجماعات الدينية والأصولية كما تنتشر النار في الهشيم . لتحرق وتقتل الحياة في كل شيء . مستخدمة الدين كغطاء لأهداف خبيثة وتشويه للدين وفى النهاية ستكون سببا فى فناء الجنس البشرى بأسره . والعنف يمثل لهذه الجماعات المتطرفة الهواء الذى تتنفسه لتعيش فهو مصدر السلطة والمال والأهمية.
بانتهائه ستنتهى حياة هذه الجماعات والتطرف بكافة صوره . وهذه الجماعات توظف الدين بأحكامه ومفاهيمه لتبرير العنف الذى تمارسه ، وما الإرهاب إلا صورة مقربة لأفكارهؤلاء المتطرفون . ودائما نسمع من هذه الجماعات فكرة القربان وأن الدماء التى تسال والضحايا التى تموت ماهى إلا قرابين نقدمها تقربا لله زلفا . وهو مايمثل ويشكل نظرية المؤامرة ، لتشغيل طاحونة الدم ليطحن فيها الجميع بافكار شاذة مرفوضة . والحجة دائما لدى هذه الجماعات الأصولية المتطرفة أن هدفهم الدين ونشره ، والدين منهم براء . ودون إحترام لحرية الآخر وأفكاره ورغباته ومعتقداته .
وفى رأيي الدين ليس عنيفا ولكن العنف ممكن يكون دينيا بمعنى أن العنف هو العنصر الدخيل على الدين باستخدامه للتفرقة بين الإنسان وآخر على اساس ديانته ومعتقده الديني ومايؤمن به بالتدخل فيما يعتقد ومايجب أن يكون عليه رغم أن كافة الأديان وخاصة الإسلام (لكم دينكم ولي دين) يدعوا لحرية العقيدة لكل انسان أيا كان جنسه أو جنسيته لكن دعاة العنف والفرقة دائما يرتدون عباءة الدين ليؤججوا المشاعر بين اصحاب الأديان المختلفة بأفكارهم المتطرفة المتعصبة ، والتبشير بالجنة لهؤلاء و النار لهؤلاء رغم أن الدين براء من أفعالهم وأفكارهم ومايريده من تدمير لكل ماهو جميل وتمزيق المجتمع واوصاله وإغراقه فى حمامات الدم .
من ولاكم على من قال ارسلكم عليهم من سمح لكم التحدث نيابة عن الله كما قد يقال والعياذ بالله من سمح لكم أن تقرروا نيابة عنه جل جلاله و تنزه عن هذا التشبيه.
من الذي يقرر الصح من الغلط الظلال من النور الحق من الباطل هل انتم؟!
هل مفاتيح الجنة بأيديكم هذا يدخل وهذا يرحل وتقصوا هذا و تقرروا لهذا الدخول !؟
عجيب أمركم وكأنكم بواب للجنة والنار والعياذ بالله من ان يكون أحد غير الله هذا.
تعاظمت وكثرت في الآونة الأخيرة هذه الجماعات المتطرفة التي تستخدم الدين ستارا لأفكارها وأهدافها وانتشرت في كافة أرجاء المعمورة وكلها في رأيي مرتبطة ببعضها البعض سواء في الفكر أو الأسلوب او الهدف أو أنها يمكن أن تشكل كيان واحد وروح واحدة وبعضهم يستغل الابرياء والجهلاء و يغسلون ادمغتهم فيتبعونهم على العماء .
ولا ننسى أنه يوجد حروب حدثت على مدار التاريخ وسببها وستارها هو الدين مثل الحروب الصليبية التي حدثت ضد الإسلام والعالم الإسلامي ، وكذلك حرب التتر، وأعتقد أن إسرائيل ماهي إلا امتداد لهذه الحروب وهدفها أيضا ديني كما انها دوله قائمه على الدين و من قبل جمعات ذات أفكار متطرفة أسست لهذه العداوات والعنف الديني . وما حدث من حروب دينية في لبنان وتشاد والنيجر وغيرها من الدول . ولا ننسى وسط ذلك تنظيم القاعدة والدور الذى لعبته في نشر العنف الديني بكافة صوره .
التطرف الديني هو مرادف العنف الديني في الحقيقة وقد أصبحت ظاهرة عالمية تستحق الوقوف أمامها وتحليلها ووضع الحلول لوقفها والقضاء عليها . وبداية يجب أن نعترف أن وراء العنف الديني جماعات دينية متطرفة أو دول أصحاب مصالح تختفى وراء هذه الجماعات تعيش في حالة من العداوة مع المجتمعات الدينية مستخدمة الدين عباءة تختفى ورائه . ويجب أن نعرف امرا طريفا أن المناطق الوحيدة في العالم التي لاتعانى من العنف الديني هي الأمريكيتين وأكثر مناطق العنف الديني والتطرف في العالم في منطقة الشرق الأوسط ودول شرق آسيا وبصفة خاصة الدول العربية وشمال افريقيا وخاصة مصر ولبنان وليبيا والعراق وكذلك الهند والصين وإندونيسيا وبورما وباكستان والبوسنة والهرسك ولم يستثنى أي ديانة سماوية من هذا العنف الديني فشمل المسلمين والمسيحيون واليهود وخاصة خلال السنوات الأخيرة . أما صربيا ورومانيا وقبرص قد شهدت انخفاض كبير في اعمال العنف الديني . ومن خلال استعراض العنف الديني في عدد من الدول مؤكد سوف نعرف الأسباب الحقيقية للعنف الديني لوضع الحلول وطرق المعالجة لظاهرة تجتاح العالم :-
- مصر من الدول التي تعانى من العنف الديني على مدار التاريخ بصفة خاصة خلال الفترة الأخيرة بعد ثورة 25 يناير ووصول الإخوان للحكم وماتلاه من عزل محمد مرسى والتي تخللها عنف ديني كرد متبادل بين الثلاث جهات تجاه الأحداث السياسية وما يحدث داخل المجتمع المصري مما جعل المسيحيون بها يدفعن جزء كبير من هذا الثمن وأسباب ذلك عديدة منها :- موقف الأقباط السياسي الرافض للحكم على أساس دينى في دولة بها تعدد ديانات وتأييدهم للحكم المدني ، وماحدث من أحداث بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن شاهد على ذلك العنف الديني من حوادث مستمرة وبصفة خاصة ماحدث من أحداث ماسبيروا وما تلاها من حوادث خلال الفترة من 29 يوليو وحتى 3 أغسطس 2012 والتى رصد خلالها أكثر من 50 حادث ضد الأقباط في مناطق عديدة من صعيد مصر مثل قرية ديرمواس ودلجا وملوى بالمنيا ونجح حماد وأسيوط وسوهاج وبورسعيد وشمال سيناء وتعددت صور العنف الديني بين اعتداء على المسيحيين واعتداء على ممتلكاتهم من حرق البيوت والسيارات والإستيلاء على الممتلكات وحرق دور العبادة من كنائس وأديرة والتي أشارت معظم وسائل الإعلام أن القصد منها عنف ديني بشكل او بآخر .
- وإندونيسيا من الدول التي يوجد بها عنف ديني ضد المسلمين والمسيحيين على حد سواء فقد رصد أكثر من 225 حالة عنف ديني بمعظم محافظات إندونيسيا عام 2013 بزيادة كبيرة عن عام 2012 رغم الجهود المبذولة من جانب جهات عديدة هناك للتعريف والتوعية بالديمقراطية وحرية العقيدة الدينية ، والدعوة لإزالة العنف الديني بالقضاء على اسبابه وخاصة في ظل التنوع الثقافي والديني بين الشعب الإندونيسي ، حيث أكد الجميع على أهمية دور مؤسسات الدولة في اتخاذ إجراءات حازمة وقوية لمواجهة المجموعات المتطرفة وحماية الأقليات الضعيفة سواء من المسحيين أو الشيعة هناك فالعنف الديني يعتبر مشكلة صعبة في أند ونسيا ، وقد خرجت مظاهرات من كافة المجموعات الدينية المختلفة هناك لتعلن رفضها للعنف الديني في دعوة عامة للتسامح الديني بين أبناء المجتمع الواحد واحترام حريات الأخرين وحقوقهم . وفى محاولة للتعامل مع العنف الدينى كظاهرةٌ عامة باندونسيا نظمت الحكومة يوم أطلق عليه يوم الوئام الديني يتم الإحتفال به سنويا من خلال مسيرات شعبية ولقاءات ثقافية في أنحاء إندونيسيا علما أن إندونيسيا تعتبر ذات أغلبية إسلامية يصل المسلمين بها لأكثر من 80%من السكان .
- وتونس بدأ يجتاحها العنف الدينى المرتبط بالسياسة منذ اندلاع الثورة التونسية عام2011 وبدأت تتكون جماعات ذات مرجعيات دينية بالتواجد على الأرض وفى المشهد التونسي وظهرت عبر وسائل الإعلام بعد الإنتخابات الأخيرة من خلال عمليات عنف ممنهجة ضد خصومهم دينيا ، فهذه المجموعات تفرض ماتسميه الشرعية من وجهة نظرها بالعنف والقوة لتأديب من ينتقدها أو يقف أمامها أو يعارضها وأكبر دليل على فكرهم المتطرف ما أعلنته حركة النهضة التونسية أن مايحدث في مصر وتونس وتشبيهه بغزوة بدر التي انتصر فيها رسول الله "صلى الله عليه وسلم" على كفار قريش . ولكن الحقيقة تبرز أن استخدام العنف ماهو إلا برهان على العجز والضعف السياسي وعدم وعى ومعرفة وتخبط .
- وبورما عانت العنف الديني في أبشع صوره على الإطلاق وهو حوادث العنف بين البوذيين والمسلمين فى بورما والذى وصفه البعض بأكبر مأساة إنسانية يتعرض لها المسلمين في بورما، حيث تعرضت الأقلية الروهينجا الإسلامية لأعمال عنف وإبادة جماعية ، يعيش 800 ألف منهم في ولاية راخين تعتبرهم الأمم المتحدة من أكثر الأقليات بالعالم تعرضا للعنف والإضطهاد الديني بصورة مطلقة في العصر الحديث.
- ودولة أفريقيا الوسطى شهدت أعمال عنف ديني متصاعدة خلال عام 2012 ارتكبها المسيحيون والمسلمون ضد بعضهم وخاصة في ظل انعدام القانون والأمن وعدم توقيع العقوبات على المحرضين والمشاركين في أعمال العنف والقتل مما أوجد كارثة إنسانية لايمكن تصورها وزاد الأمر سوء مع تدخل قوات المتمردين في افريقيا الوسطى والمرتزقة من الدول المجاورة وكذلك هروب بعض السجناء ومشاركتهم في الصراع الدائر بين الجانبين ومناصرة طرف ضد آخر لأهداف خاصة بكل منهما ولم يقتصر على ذلك مما يدل على مدى بذور الكراهية التي تم زرعها هناك بالإضافة لتفكك الحادث بالقوات الرسمية بالبلاد سواء شرطة أو جيش مما جعل سكان البلاد ومعظمهم من المسيحيين لتكوين قوات للدفاع عن نفسهم وممارسة العنف ضد المسلمين بالبلاد وخاصة فى القرى الواقعة بالشمال ، وقد بلغ عدد اللاجئين بسبب الصراع الدائر بالبلاد حوالى أربعمائة ألف شخص تم تشريدهم بالغابات والأحراش في ظل ظروف معيشية صعبة من مياه غير نظيفة وقلة الطعام وندرته وعدم وجود قوافل الإغاثة الدولية لصعوبة عملها بالمنطقة . وقد حاوت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المساعدة في تخفيف الصراع ووقف العنف و القتل بمعاونة منظمات المجتمع المدني في الدول المجاورة ولكن بائت كافة المحاولات بالفشل ولم تنجح في تحقيق النتيجة المبتغاة من عملها . مما أوصل البلاد إلى درجة من السوء لايمكن تصورها وبدون مبالغة خوف من عمليات الإبادة الجماعية بسبب الإنقسام والعنف بين الجانبين المسيحيون والمسلمون رغم أنهم أبناء وطن واحد . والذى جعل الجميع من كلا الطرفين لترك منازلهم والأطفال مدراسهم والرجال والنساء لترك عملهم وممتلكاتهم للنجاة بأرواحهم ، مما جعل الأمين العام للأمم المتحدة يخشى من جراء العنف الديني في أفريقيا الوسطى أن يؤدى لتقسيم البلاد
- الهند من الدول التي تعانى من العنف الديني حيث تعرضت أحياء إسلامية في مدينة أحمد آباد لهجمات من بعض المتشددين من الهندوس بأن حرقوا أكثر من 200 مسلم أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن وإصابة أعداد كبيرة من المسلمين وهذه الهجمات هي رد فعل لقيام مجموعة من المسلمين بقتل أكثر من 50 شخص من الهندوس أثناء قيامهم ببناء معبد لآلهتهم مكان أحد المساجد بالبلدة ، وتعتبر هذه الأحداث ضمن أحداث عديدة تتعرض لها الهند من أسوء أحداث العنف الديني . وهنا تظهر مسئولية الحكومة الهندية وتقصيرها تجاه الأحداث الجارية من عنف ديني بين المسلمين والمتشددين الهندوس وسبب استمرار الأحداث هي الخلط بين الدين والسياسة مما يؤدى لموجات من العنف والحل الوحيد في رأيي هو تطبيق القوانين واحترام حق الهنود بكافة أديانهم فى وطن واحد لهم جميعا . ولابد تمكين كلا الطرفين من العيش فى سلام ووئد أسباب العنف من البداية والسيطرة عليها . وكانت بداية أحداث العنف الديني بين الهندوس والمسلمين فى الهند عام 2002 عندما قتل مسلحون 166 شخصا فى هجوم بمدينة بومباى وتشريد الآلاف . وقد وجد إزاء قصر تصرفات الحكومة الهندية أن قامت الأمم المتحدة بتحذير الحكومة من التحيز ضد المسلمين الأقلية لصالح الأغلبية من الهندوس المتشددين . والهند عبر تاريخها الطويل الممتد تعانى من توترات بين الأغلبية من الهندوس والأقلية المسلمة والتي تتطور كل فترة لأعمال عنف ديني وبحور من الدم . وتشهد أيضا الهند عدد سكانها يصل مليار نسمة منهم حوالى 2% مسيحيون يتعرضون لأعمال عنف منذ فترة طويلة مما أدى لمقتل العشرات منهم وحرق كنائسهم ايضا . كما يوجد مواجهات وصراعات وبحور من الدم بين الهندوس والمسلمين في ولاية جوجارات الهندية .
أما نيجيريا من الدول الأفريقية التي تتعرض للعنف الديني في ظل وجود جماعات متطرفة وأشهرها جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة والتي لها مجلس شورى يتكون من 18 عضو تسعى لإسقاط النظام العلماني في نيجيريا التي تنتشر في كثير من المدن والقرى النيجيرية وأمتد نشاطها لبعض الدول المجاورة وقد قامت هذه الجماعة بعمليات عنف ضد الحكومة في نيجيريا وخاصة في شمال البلاد وخاصة عملياتها المسلحة ضد رجال الشرطة والجنود وحراس السجون والدفاع المدني والمسيحيون فى البلاد . والبداية المعروفة لهذه الجماعة كان عام 2002 كانت جماعه غير عنيفة وبعد ذلك لجأت للعنف كأسلوب لفرض إرادتها وظهرت الجماعة تحت أسماء أخرى متعددة منها المهاجرون والبوسفية وطالبان نيجيريا وبوكو حرام وحماة أهل السنة للدعوة والجهاد . وهذه الجماعة تعتبر الغير اعضاء فيها كفار ومفسدين ويحرمون بعض المنتجات الغربية . رغم استخدامهم للتكنولوجية الغربية مثل المحمول والسيارات والأسلحة الغربية . وجماعة بوكو حرام تجذب إلى عضويتها اعداد كبيرة من كافة المناطق النيجيرية ولها أعضاء فى النيجر وتشاد والسودان منتمين لها ، وقد نتج عن عنف هذه الجماعات هروب الإستثمارات ألأجنبية والمحلية لخارج البلاد والهجرة القسرية لبعض السكان من منطقة لأخرى داخل البلاد وتدمير متعمد للممتلكات وترميل النساء وقتل الشيوخ والأطفال ونساء بصورة جماعية . وشكل نشاط هذه الجماعة نوع من التمرد داخل البلاد وبدأت تتعامل معه النظام الحاكم على أنه تمرد مسلح . وسعت الحكومة في إيجاد حل سياسي لتمرد هذه الجماعة . مع استخدام عصاة الأمن في القمع بشكل حازم متشدد للقضاء على نشاط جماعة بوكو حرام بدلا من إيجاد حلول للمظالم وحل مشكلة البطالة ورفع مستوى المعيشي للطبقات الدنيا من أبناء الوطن . وقد تعرض أسلوب الحكومة النيجيرية لنقد سواء من سياسيين داخل البلاد أو معارضين للنظام بالخارج أو منظمات ودول أجنبية أخرى لها مصالح بنيجيريا.
- وليبيا من الدول التي تعانى أيضا من العنف الديني والذى ظهر فيها خلال الفترة الأخيرة وعرف عبر وسائل الإعلام من قيام مجموعات مسلحة باستهداف المسيحيون وقتلهم والتمثيل بهم لمجرد أنهم مسيحيون وهو الحادث الذى تعرض له عدد من المسيحيون الأقباط وقد أعلن البعض أنها جماعات أصولية إسلامية وأنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين . والخشية من زيادة هذه الحوادث وخاصة مع عدم وجود حكومة قوية ونظام سيأسى بعد مقتل القذافي داخل البلاد مما يؤدى إلى زيادة أعداد هذه الجماعات وانتشارها في ربوع البلاد .
وقد عقدت مؤتمرات دولية للتحذير من العنف الديني ومخاطرة وما يترتب عليه من إهدار الحريات وحقوق الإنسان التي أقرتها كافة المواثيق الدولية . وخاصة حرية الرأي والعقيدة الدينية لكل إنسان ، وقد عبر جميع المشاركين بهذه المؤتمرات عن قلقهم البالغ مما يحدث بمنطقة الشرق الأوسط ودول الربيع العربي سواء مصر وليبيا وتونس ، وكذلك سوريا وما يتعرضه له شعوبه من عنف ديني مطالبين المجتمع الدولي بوقفه ومواجهة عمليات القتل الممنهج القائم على أساس ديانة الضحايا وترويع الآلاف وتهجيرهم قسرا والتصدي للإرهاب الاعمى الذى لا وطن له.
اسباب العنف الديني يمكن إجمالها في :
1- التملك والتي منها تتفرع غرائز اخرى كثيرة غير صحية ، حينما يكون اي تملك تملكا غير مشروع ، يقوم بتحريف الدين ، او المذهب ، والدخول إلى عمليات جدلية غير حقيقية منافية للواقع وصولا للحصول على ما لايستحقه ، أو استخدامه بشكل تعسفي لتحقيق مصالح ذاتية بصورة أنانية مع إبعاد ألآخر وعدم إعطائه الحق في ممارسة حقوقه او تحقيق رغباته بنوع من التميز عليه والتقليل من قدراته والحط منها وابتزازه واتهامه بأشياء ليست فيه لسلب مايمكلك من حقوق سواء مادية أو معنوية .
2- البطالة من الأسباب الرئيسية للعنف الديني حينما لايجد الشباب العمل المناسب فيوجد لديهم فراغ كبير مما يكون فرصة لبعض الجماعات الدينية أن تبث سمومها في عقول هؤلاء الشباب بأفكار ومعلومات دينية مغلوطة لتجنيدهم ليكونوا أدوات تستخدم في الفتنة ونشر العنف الديني .
2- الفهم الخاطئ للدين من بعض الجماعات الدينية بمعلومات مغلوطة ، والمصاحبة للتطرف الفكري في التعامل مع الآخر والرؤية القاصرة لتعاليم الدين وأحكامه .
3- التعصب ألأعمى من جانب بعض الجماعات وأفكارهم الهدامة بزرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
4- إصدار الأحكام المطلقة والمسبقة على الآخرين بدون مناقشة وحوار بين كافة الأطراف . قال تعالى : " فذكر غنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر " ، " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " .
5- عدم الإنفتاح على الأفكار والثقافات الأخرى لمعرفتها والتعامل معها ورفض أفكار وثقافة الغير بدون وعى وفهم لها يدفع للعنف بصورة أو بأخرى.
6- ارتباط العنف الديني بالإرهاب حيث يستخدم الإرهاب العنف الديني وسيلة لتحقيق أهدافه .
7- استخدام مخابرات بعض الدول المختلفة للعنف الديني كسلاح للضغط على الدولة لتنفيذ مخططاتها بالتواصل مع الجماعات الدينية مما يولد العنف الديني .
8- استغلال القوى الخارجية الأجنبية للعنف الديني في المجتمعات الأخرى للسيطرة على مقدرات الدولة وقراراتها السياسية والإقتصادية وتحالفاتها.
9- تجار السلاح المشجعين للعنف الديني من أجل رواج تجارتهم غير المشروعة سواء كانت دول أو مجموعة إجرامية .
9- تقاعس الدولة عن القيام بدورها فى حماية الأقليات قد يكون بشكل عمدى أو غير عمدى بسبب الظروف الأمنية داخل البلاد والذى قد يكون بسبب الثورات أو الصراع على السلطة كما في ليبيا أو مصر .
10- عدم تطبيق القوانين بشكل حازم وصارم على الجميع بدون استثناء ، وعدم تحقيق العدالة للوصول للمحرضين أيا كانوا انتماءاتهم وميولهم السياسية ومعاقبتهم.
11- غياب دور المؤسسات الحكومية والمدنية الخاصة في معالجة أسباب الظاهرة وعدم التدخل السريع لتقليل حالة الإحتقان الموجودة بالمجتمع . مع غياب دور رجال الدين سواء من الأقباط أو المسلمين لوأد الفتنة في مهدها.
علاج العنف فيكمن في إصلاح البيئة الاجتماعية السياسية المسؤولة عن العنف بشكل رئيسي . وبصفة خاصة البيئة الاجتماعية التى لها القدرة على اصلاح نفسها بنفسها ، بناء على تركيبة الانسان الذاتية ، وذلك اذا توفرت عناصر اساسية مهمة وهي :
1- الجهاد والنضال الانساني بالطرق المناسبة للتحرر من استعباد الدول العظمة القوية عسكريا واقتصاديا ، حتى تيا س هذه الدول مما تقوم به من قتل الناس ونشر الفوضى الخلاقة في الدول الضعيفة لتحقيق مصالحها .
2–العامل الانثروبولوجي الذي يقول: ان الانسان، مهما كان شريرا لا يتحمل ضميره الا قدرا معينا من القتل والتدمير الذي يحصل على يده.
3–اسهامات المفكرين ورجال دين الصادقين مع ايمانهم ومع ربهم ومصلحين في فضح تعسف ولا انسانية الوضع الذي تسببه الوحشية الرأسمالية المدافعة عن وجودها وهيمنتها.
4- احترام البشر بغض النظر عن معتقداتهم الدينية.
5- إيجاد بيئة للحوار السلمي والشامل للجميع واعترافا بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان والطوائف وأقّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 65/5 (2010) الذي أشار إلى أن التفاهم المشترك والحوار بين الأديان يشكلان بعدين مهمين لثقافة السلام وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان كطريقة لتعزيز الإنسجام بين كل الناس بغض النظر عن انتماؤهم الديني. وكانت أنشطة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هي مؤشر واضح على أن المصالحة تتطلب تعزيز السلام والتسامح والانفتاح. وبصرف النظر عن المخاوف السياسية ، فأنه ليس من المستغرب ان يكون الإرهاب في المرتبة الأولى من بين أبرز التحديات الأخرى . ويمكن للمؤسسات الدينية ، وبشكل أخص التضامن بين الأديان ان تلعب دورا رئيسيا في مكافحة الإرهاب وبناء السلام . أبرزت الخطابات المختلفة من الزعماء الدينيين أيضا ضرورة كسر الهوه بين المكونات الاجتماعية المختلفة ، والاعتقاد في التعددية الفكرية والسياسية والدينية ورفض كل أشكال العنف والأيديولوجيات المتطرفة.
6- تعزيز الحوار بين الأديان على المستويات الوطنية والإقليمية ، والقيام بمزيد من التعاون مع الزعماء الدينيين بغية وضع خطة عمل من شأنها أن تشمل البرامج والمشاريع التي تشجع التعاون بين الأديان وتعزيز الجهود على التعايش السلمي.
وفى النهاية أرى أنه لابد من الحوار والبعد عن العنصرية والسلوكيات التي تؤدى للعنف الديني والتحريض على الكراهية ضد بعض الأقليات الدينية في داخل مجتمع الدولة الواحدة.
وان كان بعضها أكثريه ويعاني من اضطهاد الأقلية وانا هنا ليس لدي مشكله بالأقلية او الأغلبية لأن الظلم ظلمات ليس بناء على العدد او التمثيل السياسي او الأغلبية البرلمانية او من حيث عدد المواطنين بشكل عام فمن قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا.
العنف الديني يأتي بصور كثيرة ابتداء من النظرة السلبية او نظرة شخص لشخص آخر نظرة دونيه بسبب دينه او عزلته في مجتمعه بناء على معتقده الديني.
يكون العنف الديني أحيانا من الأفراد و أحيانا من السلطات وأحيانا من الحاكم على المحكوم أو العكس من المواطن على الحاكم فيحكمون على الناس من خلال دياناتهم وليس كفاءاتهم وهذه البداية الحقيقة للعنف الجسدي.
حيث يبدأ العنف بالفكر والعقل و المعتقدات ومن ثم يبدأ بالتنفيذ على ارض الواقع اولا بالتجنب للشخص المخالف و عزله وعدم مشاركته حياته الاجتماعية وأفراحه وأتراحه الى اخره من هذه الامور الى أن يبدأ المجتمع بمؤسساته رفض ذاك الشخص او تلك الفئه بالوظائف الحكومية والخاصة ايضا ولن يجد عمل الا لو كان صاحب اموال بحيث يفتح هو مصلحه خاصة.
وينتقل الأمر للسب و التجريح و العنف اللفظي والعدواني من حيث الفكر و الاعتقاد الذي ينعكس على الكلام و ينتقل الى مرحلة الخطر في العنف الجسدي الذي يتشكل بأشكال عديده من ضرب و قتل وتعذيب و سجن وتوقيف وتشويه.
كما يكون العنف الديني ايضا بمنع ممارسة الطقوس الدينية لكل شخص (فكل انسان له حرية الممارسة لشعائره الدينية مهما كانت) ان لم يكن بها شغب او تأثيرات أمنيه على البلد و الاهم ان لا يكون خلفها احزاب سياسيه متسترة بالدين فإن خلا الامر من هذا فلكل حريته في ممارسة طقوسه.
كما يظهر العنف الديني اعلاميا على المحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية و الجرائد و المجلات التي تحرض فئة على فئة اخرى.
تشوه سمعة فئه و تختلق الاكاذيب و الاقاويل لتشويه دين معين فمن يقرأ وهو جاهل سيصدق ما يقال من خزعبلات ضد دين ما و سيتسبب بحقد وكراهية الناس لهذا الدين ظلما و بهتانا ومن ثم سيبدأ معتنقي هذا الدين بالمعاناة معاناة تفسير نفسهم وتبرير ما اتهموا به ومن ثم مواجهة حقد وكره الناس لهم ومن ثم العزلة في وطنهم وهذا خطر كبير يؤدي لإحساس فئة ما بالظلم وهذا الظلم سيولد رد فعل يبدأ بتكتل اساسه الدين ومن ثم يتحول لتكتل له تحركات سياسيه ابتداء بالمطالبة بحقوقهم المسلوبة ومن الممكن ان يتحول لخطر يهدد كيان الدولة.
ومن هنا نستنتج ان العدالة و الاحتواء للجميع بالمواطنة بناء على الوطنية وليس الدين سيضمن الامن والسلام للدولة وكيانها والعكس صحيح.
كما يكمن العنف الديني في الدولة باختيار المناصب بناء على الدين كأن يحرم مواطن كفوء من وظيفة حساسة كون القانون لا يسمح بتنصيبه مثلا بالجيش او وزير او اي موقع هام ومن هنا تكون العنصرية الدينية بأسخف مظاهرها.
ويكمن العنف الديني بصور عديده منها الزواج بحيث يرفض الأهل او العشيره التزاوج بين طائفتين من نفس الدين احيانا لكن بطوائف مختلفة مثل كاثوليك اورثوذكس بوتوستانت ،شيعي سني وغيرها من الأمثلة.
ويظهر العنف الديني ايضا بازدراء الاشخاص بناء على لباسهم الذي يمثل دينهم مثل العنف الديني الذي تواجهه المسلمات في بعض البلدان بلبس الحجاب وهو حرية شخصيه فلا يجدر بأحد ان ينتقد من تلبس الحجاب ان كنا في بلادنا لا ننتقد سيخي يلبس لباسه الديني مثلا او يطيل شعره ليصل لامتار فكل شخص حر بمظهره طالما لم يخدش الحياء العام .
او التطاول على الرهبان والراهبات الفاضلات والنظرات المستعجبة واحيانا تأخير المعاملات او رفضها فقط بناء على ما ظهر من ملابس تدل على الديانة ..يا لسوء اخلاق من يفعل هذا مع أي كان.
ويتمثل العنف الديني ايضا بالتشكيك بالوطنية بناء على الدين متناسين ان الدين لله والوطن للجميع.
وهناك صورا كثيره للعنف الديني تتمثل في اشكال عديده يشمئز منها كل صاحب خلق وكل مثقف وكل من يحمل معاني الإنسانية.
كلمه اخيره اقولها في هذا الموضوع انه يجب على الدول اعادة النظر في الخطاب الديني الذي يصدر من منابر بيوت الدين ومن خلف كل متحدث وما مضمون حديثه فليس كل من وقف على منبر كفوء بأن يسمع منه
يجب ان يكون هناك رقابه لكن رقابه غير عنصريه بل هدفها محاربة العنصريه الدينيه التي ستؤدي لخراب الديار
سارة طالب السهيل
كاتبة وناشطه في مجال الدفاع عن الحقوق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.