ارتفع عدد قتلى الاشتباكات التي كانت قد اندلعت في مدينة بني غازي يوم الجمعة الماضية إلى أكثر من سبعين شخصًا، حسب تصريحات مسؤولين ليبيين. وقد وصفت السلطات الليبية التحرك العسكري الذي قاده اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة بنغازي الشرقية بأنه "محاولة انقلابية". وجاء في بيان مشترك أصدره الجيش والحكومة والبرلمان: إن تحرك حفتر ضد من يصفهم بالإرهابيين "يعتبر عملًا خارجًا عن الشرعية وبمثابة محاولة انقلابية". واعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري أبو سهمين أن العملية العسكرية التي تشنها القوات الموالية لحفتر "تشكل انقلابًا على الثورة" التي أطاحت بنظام معمر القذافي. وقال أبو سهمين – وهو كذلك القائد الأعلى للجيش الليبي -: إن المشاركين في هذه العملية خارجون عن القانون، وعلى شرعية الدولة. من جهته، قال حفتر: إنه سيواصل حملته لإخراج من وصفهم بالإرهابيين خارج بني غازي. ويدَّعي أنه يحظى بدعم شعبي من سكان المدينة. إلا أن العديد من الأسر تركوا منازلهم غرب المدينة وفروا من فظاعة مشاهد الاشتباكات بين القوات المؤيدة لحفتر ومجموعات مسلحة بعضها تابع للحكومة. ولكن محمد حجازي الناطق باسم القوات الموالية لحفتر قال: إن الحملة التي تشنها هذه القوات تستهدف مواجهة من وصفهم بالظلاميين الذين يحاولون بسط السيطرة على ليبيا. وقال حفتر الذي كان يقيم في الولاياتالمتحدة قبل عودته إلى ليبيا: إنه يرغب في تطهير بنغازي من "المجموعات الإرهابية". جاء ذلك فيما أعلن الجيش الليبي حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها إلى أجل غير مسمى، غداة المعارك التي اندلعت بين القوات المؤيدة لحفتر ومجموعات مسلحة بعضها تابع للحكومة. وحذر الجيش الليبي من أنه سيستهدف أي طائرات عسكرية فوق هذه المنطقة، وذلك بعدما شهدت المواجهات التي وقعت أمس غارات جوية واشتباكات برية.