قال الكاتب والسياسي علي البخيتي ان جماعة الحوثي التي ينتمي لها لم تتمكن من التعبير عن نفسها بسبب الحصار الإعلامي المطبق الذي صنعه النظام حولهم, ولذا فان اغلب من كتبوا عن الحركة سواء في الداخل او الخارج تأثروا وأستندوا في معلوماتهم الى ما كتبه اعلام السلطة واعلام الأطراف السياسية المتصارعة مع انصار الله حد قوله. وفي ندوة بعنوان "أنصار الله: التأسيس- المسارات- المشروع " أقامها مركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني صباح اليوم بقاعة فندق كمفورت بالعاصمة صنعاء.. عرج البخيتي في كلمته الافتتاحية الى الظروف التي تأسست فيها الحركة والى المواقف الشجاعة التي اتخذها مؤسس الحركة الشهيد حسين الحوثي منذ عام 94م عندما كان عضواً في مجلس النواب حيث عارض حرب 94م وبقوة وتعرض بسبب ذلك هو ووالده الى حملة شرسة من النظام أدت الى اعتقال اكثر من 300 شخص في مران وقصف بعض المنازل فيها. وأضاف البخيتي أن حركة أنصار الله قدمت رؤية سياسية في فريق بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني لتأسيس دولة مدنية لا تستند الى أي خطاب مذهبي, دولة يتشارك فيها الجميع ويحق لهم الوصول الى رأس السلطة بغض النظر عن انتماءهم المذهبي أو المناطقي. من جهته قدم الباحث عبدالملك العجري ورقة بعنوان : "جماعة أنصار الله ظروف التكوين والمعالم الأساسية للمشروع"، طرح فيها تفصيلا حيثيات نشأة حركة انصار الله والظروف التي تكونت فيها , حيث تطرق الى تاريخ تشكل المشروع و اقترانه بأحداث عربية و عالمية و تأثيرها على الواقع في اليمن . كما طرح الباحث العجري في ورقته ابرز معالم حركة انصار الله الاساسية ، مفصلا اهم ملامح مشروع حركة انصار الله و اهدافه و رؤيته للتغيير ، لافتا الى القضايا الوطنية و الاممية التي يتبناها مشروع الحركة و رؤيته الثورية و التنموية و الدينية و الاجتماعية ، و مدى مواكبته للمتغيرات و متطلبات الواقع . من جهته قدم الكاتب و السياسي محمد يحيى المنصور ورقة بعنوان " أنصارالله أصالة الرؤية وحداثة المشروع" ، تطرق فيها الى مدى استطاعة الحركة ان تجتمع في مشروعها بين المحافظة على الثوابت الاصيلة و القضايا الجوهرية و مواكبة العصر و التعاطي مع متغيرات الواقع . كما لفت المنصور الى ان انفتاح الحركة على الواقع و متغيراته و متطلبات العصر لم يتطلب منها ان تفرط في اسس و مبادئ و ثوابت جوهرية ، بل تمكنت من المواءمة بين الانفتاح على الحداثة و الانطلاق من الثابت الى المتغير بثبات . و من زاوية اخرى قدم الكاتب عبدالله علي صبري عضو اتحاد القوى الشعبية ورقة بعنوان " أنصارالله في قلب المشهد الثوري- الدلالات" ، تناول فيها جزئية جديدة في تاريخ حركة انصار الله و هي مشاركتها في الثورة عام 2011م . و ركز صبري في ورقته على تلخيص دلالات مشاركة حركة انصار الله في الثورة و اثباتها للجميع انها تحمل مشروعا مدنيا ، لافتا الى ان الحركة استطاعت ان تقدم صورة حضارية و مدنية نجحت في طمس تلك الصورة السوداء التي كان النظام يصورها عنها طوال سنوات . وقدم الباحث عبدالله الدهمشي ورقة بعنوان " أنصارالله والإعلام مقاربة أولية" تناول فيها علاقة انصار الله بالواقع الاعلامي و دور الحركة الفعال في صناعة الحدث سواء كانت الحركة و اداءها مادة اعلامية لدى اعلام الاخرين او من خلال تعاطيها الاعلامي مع الحدث, وزخرت ورقته بالعديد من الأمثلة المثبتة والمؤرخة لتناولات العديد من وسائل الاعلام للحركة أثناء الحروب الست. كما قدمت العديد من المداخلات حول الأوراق المقدمة و اثيرت العديد من النقاشات التي اثرت مواضيع الندوة .