يتواصل التصويت ليوم الثلاثاء (الثالث من يونيو/حزيران) في انتخابات الرئاسة السوري التي من المتوقع على نطاق واسع أن تسفر عن فوز الرئيس بشار الأسد الذي يخوضها إلى جانب مرشحين اثنين هما عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري. وتجري عملية التصويت في المناطق التي يسيطر عليها النظام وبث التلفزيون الحكومي لقطات لأشخاص يصطفون للأداء بأصواتهم في عدة مدن. ويؤكد المتحدثون في التلفزيون الرسمي على أن هناك كثافة في الإقبال على التصويت "وفاق كل التوقعات"، إلا أن الشوارع تظهر عكس ذلك مع قلة في التواجد فيها، خوفا من التشدد الأمني ومن هجمات بقذائف هاون للمعارضة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). وتجري الانتخابات في وقت تشهد فيه سوريا حربا أهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات. وتزامنت عملية التصويت مع سقوط عشرات القذائف على أحياء في دمشق، فيما تتواصل المعارك في مختلف أنحاء البلاد. في هذا السياق #links# وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون إن قذائف عدة مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، تساقطت على أحياء في دمشق. وبعد الظهر، أفاد المرصد أن القذائف التي قارب عددها العشرين تسببت بإصابة أربعة أشخاص بجروح. وذكر سكان في العاصمة أن دوي القذائف كان يتردد في أنحاء المدينة طيلة النهار. وأشار صحافيون في وكالة فرانس برس في دمشق إلى أن الطيران الحربي كان يحلق على علو منخفض بشكل مكثف في أرجاء العاصمة. وأفاد المرصد أن الطيران الحربي شن غارة جوية على حي جوبر في شرق دمشق الذي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليه. وفي محيط دمشق، واصلت القوات النظامية قصفها بالطيران لمعاقل مقاتلي المعارضة، بحسب المرصد الحقوقي المقرب من المعارضة. كما شن الطيران المروحي والحربي غارات على مناطق في ريف دير الزور (شرق)، ودرعا (جنوب)، وحماة (وسط) وحلب (شمال). ويرفض خصوم الأسد والقوى الغربية ودول الخليج الانتخابات ويرون أنها مسرحية هزلية ويقولون إنه لا يمكن إجراء انتخابات في بلد بها مساحات شاسعة من الأراضي خارج سيطرة الدولة فضلا عن ملايين المشردين. لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن مسار الحل السياسي للازمة في البلاد "يبدأ اليوم"، وذلك عقب إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية في أول ظهور علني له عقب خضوعه لجراحة في القلب في آذار/مارس. إلى ذلك أدلى المرشحون الثلاثة لانتخابات الرئاسة السورية بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، اليوم الثلاثاء، بأصواتهم في 3 مراكز اقتراع مختلفة في العاصمة دمشق، بحسب وكالة أنباء النظام (سانا). وذكرت (سانا) أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وعقيلته (أسماء الأخرس) أدليا، صباح اليوم، بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية في مركز مدرسة نعيم معصراني في حي المالكي بدمشق الذي يقع فيه منزل الأسد ومكتبه الشخصي، ودون أن يدلي بأي تصريح. واستلم بشار الأسد (49 عاما) مقاليد الحكم في سوريا في عام 2000 بعد وفاة والده الراحل حافظ الأسد، وأعيد التجديد له لولاية ثانية مدتها سبع سنوات في استفتاء جرى عام 2007، في ظل توقعات كبيرة بفوزه بولاية ثالثة بأغلبية ساحقة على منافسيه غير المعروفين على نطاق واسع. من جهته أدلى حسان النوري(54 عاماً) الوزير السابق والمرشح لمنصب رئاسة الجمهورية بصوته في المركز الانتخابي بفندق الشيراتون في دمشق مؤكداً أن العملية الانتخابية التي تشهدها سورية "ديمقراطية وشفافة وتسير بنجاح"، في تصريحات أطلقها بمؤتمر صحفي عقده بعد الإدلاء بصوته. وقال النوري في تصريحاته، التي تابعها مراسل "الأناضول"، إن "الرئيس بشار الأسد لديه شعبية كبيرة ولديه منافسون أقوياء"، مشيراً إلى أنه يعد السوريين إن أصبح رئيساً للبلاد بأن يسير في "مشروع المصالحة الوطنية ومشروع الحوار السليم السوري السوري ومحاربة الإرهاب"، وهو نفس الخط الذي يسير عليه النظام السوري في تعامله مع ما يصفه ب"المؤامرة الكونية" التي يواجهها. في حين أن ماهر حجار(46 عاماً) البرلماني والمرشح الثالث لمنصب رئاسة الجمهورية، أدلى بصوته في المركز الانتخابي بمبنى مجلس الشعب بدمشق، على الرغم من أنه من مواليد محافظة حلب شمالي البلاد، ولم تذكر (سانا) أي تصريحاً له. ويقدم النوري وحجار نفسيهما على أنهما من المعارضة الوطنية المعتدلة، في حين أنهما لا يظهران أي مواقف معارضة صريحة لرئيس النظام بشار الأسد، بحسب متابعة مراسل "الأناضول" لتصريحاتهما خلال الفترة الماضية. وفتح النظام السوري، صباح اليوم الثلاثاء، 9601 مركز اقتراع لاستقبال المنتخبين في المناطق الخاضعة لسيطرته في أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، في ظل رفض عربي وغربي واسع، ومقاطعة المعارضة التي تصف الانتخابات ب"المهزلة" و"انتخابات الدم". وقدرت وزارة الداخلية التابعة للنظام، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ويستطيع الموجودون بالداخل الإدلاء بأصواتهم في 9601 مركزاً انتخابياَ تضم 11 ألف و776 صندوق اقتراع، بحسب ما تذكره وسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام. كما أعلنت الوزارة أن الانتخابات الرئاسية ستقام في جميع المحافظات السورية عدا محافظة الرقة (شمال) التي تعد المعقل الأساسي لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش". وتعد جميع الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة النظام دائرة انتخابية واحدة يحق لأي مواطن سوري الإدلاء بصوته عبر بطاقته الشخصية في أي مكان يتواجد فيه، وذلك وفق قانون الانتخابات العامة. وترفض دول عربية وغربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية، وتصفها ب"المهزلة" و"انتخابات الدم"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة. في الوقت الذي يقول النظام إنه ينظم أول انتخابات "تعددية" في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، كل من حجار والنوري. ومنذ مارس/آذار 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الاسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس. وتقول إحصائيات للأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 162 ألفاً في إحصائية أصدرها مؤخراً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا. -