افتتح، في تمام السابعة من صباح اليوم بتوقيت دمشق، 9601 مركز انتخابي أبوابه لاستقبال السوريين الراغبين بالتصويت في الانتخابات الرئاسية السورية. وأظهر التلفزيون السوري الرسمي في مشاهد بثها على شاشته، صباح اليوم، إقبالاً من قبل المقترعين على صناديق الانتخابات في عدد من المحافظات السورية مع فتح باب الاقتراع في المراكز الانتخابية. وبحسب المادة 64 من قانون الانتخابات العامة الصادر في آذار/مارس الماضي، فإن فترة التصويت تبدأ في تمام السابعة من صباح اليوم وتستمر حتى السابعة مساءً، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخاب لمدة 5 ساعات في مراكز الانتخاب كلها أو في بعضها. وقد أدلى الرئيس بشار الأسد، الذي يترشح لولاية ثالثة، بصوته في انتخابات رئاسة الجمهورية في مركز مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي بدمشق. أيضاً، أدلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، اليوم، بصوته في الانتخابات الرئاسية السورية في أول ظهور علني له بعد شائعات عن وفاته إثر وعكة صحية في مقر الرئاسة. وصرّح المعلم أن «لا أحد يمنح الشرعية إلا الشعب السوري واليوم سيبدأ مسار الحل السياسي للأزمة السورية». وقال: «في هذا اليوم التاريخي، ونجدد ما قلناه في جنيف من أن لا أحد يتحدى إرادة الشعب السوري ويملي عليه ما يريده». ورداً على سؤال، أوضح المعلم أن «حلف العدوان سيرى أنه باء بالفشل وسيرى أن الطريق أمامه مسدودة واليوم تبدأ سوريا بمسار الحل السياسي للأزمة السورية. من ينتمي إلى الشعب السوري ينتخب وهو يبرهن على صموده ورؤيته وعلى صلابته أكثر فأكثر». كذلك، اعتبر رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام أن «هذا اليوم الانتخابي سيكون عرساً ديمقراطياً وبداية تعددية سياسية جديدة»، قائلاً إن «المواطن السوري قال كلمته بالأمس في الخارج وأدهش العالم اجمع واليوم سيقول كلمته في الداخل ولكنه سيدهشهم أكثر». وأوضح اللحام بعد إدلائه بصوته في انتخابات رئاسة الجمهورية بالمركز الانتخابي في مجلس الشعب أن المواطن السوري تحمّل كثيراً لكنه بصوته اليوم الذي سيضعه في صناديق الاقتراع «سيكون بمثابة إغلاق لفوهات البندقية وغرسة زيتون تصنع قلماً ودفتراً». وأشار اللحام إلى أن «المواطن السوري سيعبر عن رأيه ويختار رئيسه الذي يجده ممثلاً جديراً بأن يكون رئيساً للجمهورية في هذه المرحلة الحرجة». من جهتها، قدرت وزارة الداخلية السورية، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ويستطيع الموجودون في الداخل الإدلاء بأصواتهم في 9601 مركز انتخابي تضم 11 ألفاً و776 صندوق اقتراع، بحسب ما تذكره وسائل الإعلام السورية الرسمية. وأعلنت الوزارة أن الانتخابات الرئاسية ستقام في جميع المحافظات السورية ما عدا محافظة الرقة التي تعد المعقل الأساسي لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو «داعش». يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات خصصت تسهيلات للسوريين الراغبين بالإدلاء بأصواتهم من خلال وضع صناديق اقتراع في المطارات السورية والمراكز الحدودية البرية، من أجل إتاحة الفرصة لمن يرغب من المغتربين السوريين واللاجئين في دول الجوار في الإدلاء بأصواتهم. في سياق آخر، أعلن عدد من الفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، اليوم، عدم نيته استهداف مراكز الاقتراع على الانتخابات الرئاسية بأي عملية عسكرية وذلك تحييداً للمدنيين، وأكدت الفصائل عدم اعترافها ب«انتخابات الدم». وفي بيان مشترك أصدرته، اليوم، قالت الفصائل الإسلامية التي وقعت أخيراً على ما يعرف ب«ميثاق الشرف الثوري»، إن مراكز الانتخابات لن تكون هدفاً لأية عملية عسكرية لها، وذلك انطلاقاً من تحييد المدنيين عن دوائر الصراع. وأشارت الفصائل إلى أنها تؤكد عدم شرعية الانتخابات الرئاسية وبطلانها، خصوصاً «في ظل انقسام الشعب ما بين شهيد وجريح ومفقود على يد قوات النظام».