قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 65 شخصا قتلوا في سوريا معظمهم في العاصمة دمشق وريف دمشق وحلب، وسقط معظم القتلى جراء القصف الجوي والمدفعي على ريف دمشق والذي طال أيضا كلا من حلب ودرعا وحماة وإدلب ودير الزور. في غضون ذلك أفادت كتيبة المعتصم بالله إحدى كتائب الجيش الحر العاملة في محافظة درعا أنها هاجمت الأحد نقطة هجانة تابعة للجيش النظامي السوري ودمرتها تماما وقتلت قائدها وأسرت 15 بينما فرّ ثلاثة من الجنود إلى الجانب الأردني. من جانبه، أكد عقيد في الجيش السوري الحر الأحد إن النظام السوري يفقد السيطرة على المزيد من الاراضي، وذلك عشية تقديم الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي أمام مجلس الأمن تقريره عن اول مهمة له في سوريا. وقال العقيد في الجيش السوري الحر أحمد عبد الوهاب في قرية أطمة القريبة من الحدود التركية، وآمر كتيبة من 850 رجلا: "نسيطر على القسم الاكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم". وأضاف: "مع أو بدون مساعدة خارجية يمكن ان تقدم الينا، ان سقوط النظام مسالة اشهر وليس سنوات". وتابع: "لو كانت لدينا مضادات للطيران وللدبابات فعالة، لتمكنا سريعا من التقدم، لكن الدول الاجنبية لا تقدم لنا هذه المعدات، وحتى بدونها سننتصر. سيكون ذلك اطول، هذا كل ما في الامر". ويتعذر التحقق من هذه التصريحات بشكل مستقل بسبب القيود الشديدة التي يفرضها النظام السوري على تنقلات الصحافة الاجنبية منذ بدء النزاع قبل 18 شهرا. ويحاول مقاتلوا الجيش الحر رغم عدم توازن القوى بينهم وبين قوات الجيش السوري والقصف المستمر على معاقلهم، توسيع المنطقة التي يسيطرون عليها خصوصا في شمال غرب البلاد. وخلف الصراع في سوريا منذ آذار 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان اكثر من 29 الف قتيل. ويبدو أن طرفي الصراع قررا القتال حتى النهاية على خلفية استمرار الانقسام الدولي بشأن الملف السوري. ميدانيا شن الطيران العسكري السوري غارات على مواقع للمعارضة المسلحة في حمص ودير الزور، ما أدى إلى مقتل 31 شخصا على الاقل بينهم 11 مدنيا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إن الطائرات العسكرية قصفت مواقع في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور تزامنت مع نشوب معارك في عدد من أحياء المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن المقاتلين المعارضين يحاولون السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، وكذلك على مطار حمدان العسكري القريب"، معتبرا أن "سيطرتهم على هذه المدينة سيوجه ضربة قاسية للنظام". وحاول مقاتلو المعارضة مرارا السيطرة على هذه القاعدة الجوية من دون جدوى، وكانت كثافة القصف تجبرهم على التراجع. وفي حمص ثالث مدن البلاد قصف الجيش السوري بالطائرات والمدفعية الثقيلة المناطق المحيطة باحياء جوبر والسلطانية وبابا عمرو. كما قصفت الطائرات العسكرية جبل الاكراد في محافظة اللاذقية، حسب المرصد. وأضاف المرصد أن القصف أدى إلى انهيار عدد من المباني خصوصا في محافظات ادلب وحماه ودرعا. وفي حلب اندلعت معارك في العديد من احياء هذه المدينة الا انها كانت اقل عنفا من الايام السابقة. واطلق المعارضون قذائف هاون من حي بستان القصر في حلب على حي الجميلية الواقع تحت سيطرة القوات النظامية. واعلن العقيد احمد عبد الوهاب من الجيش السوري الحر لوكالة فرانس برس ان المعارضين المسلحين دمروا مقاتلتين لسلاح الجو السوري كانتا على ارض المطار في بلدة اورم غرب محافظة حلب. وفي ريف دمشق اصيب عدد من الاشخاص بينهم نساء نتيجة تعرض بلدات عدة لقصف من القوات النظامية السورية. في الاثناء وبعد اول مهمة له في سوريا منذ توليه مهامه في الاول من ايلول، يقدم اخضر الابراهيمي المبعوث الدولي لسوريا الاثنين الى مجلس الامن الدولي تقريرا عن مهمته. وكان الابراهيمي قال مرارا ان مهمته "صعبة جدا" وانه لا يملك خطة دقيقة لتسوية النزاع. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن الامل في ان تكون للابراهيمي قريبا "استراتيجية" يقترحها لحل الازمة السورية. لكن دبلوماسيا غربيا قال ان الابراهيمي يقف "في وضع تأهب" انتظارا لاحتمال، غير مرجح حاليا، بان يقرر طرفا النزاع التفاوض. واضاف "حاليا مصير سوريا لا يتقرر في نيويورك لكن في سوريا وبالاسلحة". ومن المقرر عقد سلسلة من الاجتماعات حول سوريا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ الثلاثاء، من دون آمال كبيرة في حدوث انفراج. ويعلق الدبلوماسي: "الغريب ان الجميع يفكر في سوريا وسيتحدث عن سوريا، لكن ليس من المقرر اتخاذ قرار او حدوث اي تقدم هام". وستخصص جلسة وزارية لمجلس الامن الدولي الاربعاء للربيع العربي، ويجري اعضاء مجموعة اصدقاء سوريا الجمعة مشاورات بشأن سبل توحيد المعارضة والتحضير لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد. ورغم الدعوات لرحيل الأسد، فإن الدول الغربية مترددة جدا إزاء تسليح المعارضة بسبب خوفها من سقوط الأسلحة بأيدي مجموعات تصفها بالمتطرفة.