♦تفاقم التوتر وبشكل غير مسبوق أمس السبت بين الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح . وطوقت قوات من الحماية الرئاسية، أمس، مسجد «الصالح» القريب من القصر الرئاسي جنوب العاصمة صنعاء ويخضع لإجراءات أمنية مشددة من قبل قوات حكومية تابعة لصالح باعتباره واحدا من أبرز المعالم الدينية في اليمن. وذكر مصدر في حراسة الرئيس السابق ل(الاتحاد) أن قوات من حماية الرئيس عبدربه منصور هادي، معززة بدبابة وعربات مصفحة ومركبات مثبت عليها رشاشات ثقيلة، حاصرت مسجد «الصالح» من جميع الجهات وأغلقت جميع بواباته العديدة باستثناء البوابة الرئيسية (غرب)، مشيرا الى أن جنود الحماية الرئاسية طلبوا من أفراد حراسة المسجد تسليم مفاتيح بوابات المسجد والمباني الملحقة له والمقامة جميعا على مساحة كبيرة متاخمة لميدان السبعين الذي يبعد عشرات الأمتار إلى الشمال الغربي عن قصر دار الرئاسة. وأوضح المصدر أن ضباط الحماية الرئاسية أكدوا على ضرورة أن تتبع إدارة شؤون المسجد لمكتب رئاسة الجمهورية وليس الى جهة ثانية، في إشارة واضحة الى مسؤولين مواليين للرئيس السابق. وقال :«يبدو أن الرئاسة تسعى للسيطرة على إدارة شؤون مسجد الصالح واستبدال خطيب صلاة الجمعة الحالي بشخص آخر»، لافتا إلى أن عملية السيطرة على المسجد، الذي يحمل اسم الرئيس السابق ويعد أكبر مساجد اليمن بسعة تقدر بحوالي 40 ألف مصل «ستشكل استفزازا للرئيس السابق لأنها تأتي بعد أيام على إغلاق محطة تلفزيونية تابعة له». كما تأتي العملية عقب ترأس الرئيس عبدربه منصور هادي اجتماعا استثنائيا لأعضاء اللجنة الأمنية العليا في القصر الرئاسي ناقش «طبيعة الأوضاع الأمنية الراهنة»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية. وخلال الاجتماع، وجه هادي ب«استعادة العهد وأملاك الدولة والجيش من الذين لم يصفوا عهدهم من الأسلحة والمعدات حتى اليوم»، ربما في إشارة إلى أسلحة وعتاد عسكري لا يزال بحوزة الرئيس السابق الذي حكم البلاد قرابة 34 عاما. ويعتقد مراقبون أن هادي، الذي ظل زهاء 17 عاما نائبا لصالح ويتولى منذ سنوات منصب نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي وأمينه العام، عازم على تحجيم دور سلفه الذي عاودت شعبيته بالصعود مؤخرا في ظل تفاقم الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار وانعدام المحروقات وتدهور مستوى الخدمات الأساسية.