بُحَّ صوتنا ونضب حبر أقلامنا ونحن ندقُّ ناقوس الخطر، عبر هذه الزاوية، من شرّ الفلتان الأخلاقي الذي أصبح مستشرياً في جسد الأمة وطبقاتها الاجتماعية المختلفة من مواطنين وتلامذة مدارس ومعاهد وحتى جامعات.. وكم أرسلنا الصرخة تلو الصرخة في آذان المسؤولين وأصحاب الحلّ والعقد كي يغيّروا واقع الحال إلى أفضل، ولكن للأسف لم نجد عندهم إلا أذناً من طين وأخرى من عجين، وذهب صراخنا هباء منثوراً.. وكم وكم طلبنا من المرجعيات الروحية الكريمة أن تعالج هذه المسألة الخطيرة قبل أن تجرّ على الشباب والناشئة الكوارث الكبرى التي لا ينفع معها أي علاج، غير أن هذه المرجعيات اكتفت بالكلام دون الفعل، وظلت المشكلة قائمة، والمستوى الأخلاقي إلى انحدار.. وكم ناشدنا أصحاب القنوات التلفزيونية ومدراء برامجها الأرضية والفضائية كي يوقفوا المشاهد الإباحية وجميع البرامج والحوارات والندوات والتي تتناول مواضيع ومضامين ومسائل لا تمتّ إلى التعاليم السماوية بصلة ولا تراعي العادات والتقاليد والأعراف التي نشأنا على قيمها منذ الصغر أقل مراعاة.. ورغم كل النداءات والتحذيرات والتنبيهات والرجاءات المتكررة إلا أن الفلتان الأخلاقي على معظم شاشات التلفزة تفاقم حاله حتى بات يشكل خطراً شديداً على المجتمع، بل يفرز ظواهر غريبة عجيبة لم نكن نسمع عنها قبل اليوم، ومن بين هذه الظواهر الكثيرة ما يلي: { اعترافات نساء بالخيانة الزوجية علناً على الأقنية التلفزيونية، وأي تردّ أخلاقي أفظع من أن تعترف المرأة أمام زوجها وأمام الملأ من المستمعين والمشاهدين بالخيانة الزوجية، بحيث نستطيع أن نقول أن بعض النساء اللواتي كن يقمن بخيانة أزواجهن، إنما كنّ يفعلن ذلك بسريّة مطلقة، أما اليوم فإنهن يرتكبن الخيانة الزوجية دون خوف ولا وجل من قانون أو زوج أو عائلة أو أبناء، لأنهن يعتبرن أنفسهن حرّات في تصرفاتهن.. { فتيات مدارس متزوجات منذ العاشرة من عمرهن، وذلك نتيجة طبيعية للفتان الأخلاقي ولغياب المرشد والواعظ والمربي والوالدين. { زنى المحارم، وهو زنى لم يكن يجرؤ أحد على اقترافه نظراً لحرمته وفظيع عقابه، ولكنه أصبح يرتكب اليوم على ذمة ما نقرأه ونشاهده على «اليوتيوب». { عبدة الشيطان وظهورهم من جديد وممارسة عباداتهم الشيطانية في الوقت الذي يجب أن لا يعبد فيه غير الله سبحانه وتعالى غير أن المجتمع صار مقلوباً رأساً على عقب. { زواج المثليين ودفاعهم العلني عن انحرافهم ورفعهم الصوت حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم ويتسنى لهم الزواج دون مساءله أو عقاب.. والآتي من الشرور أعظم؟!