فرّقت الشرطة الكويتية لليوم الثاني على التوالي مظاهرة مُطالِبة بالإفراج عن المعارض البارز مسلم البراك الذي حُكم عليه بالحبس الاحتياطي عشرة أيام بتهمة الإساءة للقضاء. وانطلقت المسيرة في منطقة صباح الناصر مُتجهة نحو السجن المركزي، حيث يقبع النائب السابق؛ فواجهتهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع والمياه والرصاص المطاطيّ بكثافة؛ ما أدّى إلى إصابات بالغة في صفوف المتظاهرين. كما اعتقلت الشرطة العديد من الشبان خلال التظاهرة؛ من بينهم فهد الزعبي عضو التيار التقدمي، ومحمد العنزي عضو في مرصد الكويتي لحقوق الإنسان. وتعرّض الشاعر أحمد سيار إلى اختناق وإصابات خطيرة جرّاء تعرّضه إلى قنابل دخانية ورصاص مطاطي. فيما بدأ المتظاهرون بالردّ على الاستخدام المفرط للقوة بإشعال النيران في حاويات القمامة والإطارات. ونشر ناشطون على تويتر العديد من الصور للمظاهرة التي فرّقتها عناصر الشرطة بالقوة ، وتعرض المتظاهرون لإصابات جرّاء استخدام الأمن الرصاص المطاطيّ. وتوجه آلاف المعارضين ، مساء الجمعة، إلى السجن المركزي أمام منطقة صباح الناصر، تضامنا مع النائب السابق مسلم البراك، المحتجز داخل السجن. ودعت منظمات وجمعيات ونشطاء سياسيين إلى مسيرات ليلية تضامنا مع البراك، ولبى الدعوة آلاف المواطنين، ويقودهم المعارض الكويتي عباس الشعبي، وفقا لصحيفة سبر الإلكترونية. من جانبها، استعدت القوات الخاصة للمسيرات بالارتكاز بجانب السجن المركزي أمام منطقة صباح الناصر، وبجانب مخفر فهد الأحمد بمواجهة الصباحية والرقة، وسط تخوف من تكرار التدخل العنيف بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وشهدت الكويت، مساء الخميس، تظاهرات حاشدة غاضبة، احتجاجا على قرار النيابة العامة بحجز النائب السابق مسلم البراك لمدة 10 أيام على ذمة التحقيق وترحيله إلى السجن المركزي. ونشرت وسائل إعلام كويتية صورة للبراك وهو يرتدي ملابس السجن، وهو ما أثار غضب المعارضة السياسية، التي نظمت مسيرتين حاشدتين انطلقت إحداهما من منطقة صباح الناصر إلى طريق الدائري السادس، فيما انطلقت الأخرى من منطقة الرقة باتجاه خط الفحيحيل. وعقب وصول المسيرة الأولى إلى الدائري السادس قام المتجمهرون بإغلاق الطريق مقابل منطقة صباح الناصر بالاتجاهين، إضافة إلى قيامهم بتكسير فرع مطعم هارديز، ما اضطر قوات الأمن إلى التصدي للمسيرة وتفريقها مستخدمة القنابل الدخانية. وفيما قابلت القوات مسيرة الدائري السادس، ومنعتهم من التقدم، اتجهت مجموعة أخرى من المتجمهرين إلى مخفر صباح الناصر، حيث قامت الشرطة بإغلاق المخفر في وجه المتجمهرين، فيما وصلت القوات الخاصة للمنطقة للتعامل مع الموقف واسناد رجال الأمن وقد قامت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ، كما استعملت "خراطيم" المياه لتفرق المتظاهرين. واعتقلت قوات الأمن العديد من المشاركين في تلك المسيرات وتمت احالتهم للمباحث الجنائية على أن يعرضوا على النيابة العامة الأحد. من جانبه، قال النائب سالم نملان العازمي: تحدى الشعب بالاعتقالات لن يجدي نفعا عبدالعزيز المرداس سعد الطامي محمد الزريق لم يخترقوا القانون بل في مسيرة سلمية مناهضة لتجاوز القانون!. وقال النائب الصيفي مبارك الصيفي: قامة مسلم البراك لا يطولها الاقزام ورداء السجن علية يزيده عزة ويتوجه رمزا للتضحية والمبادئ الوطنية الشامخة في تاريخ الكويت، مؤكدا أن التعسف مع الشباب المتضامنين مع مسلم البراك وزجهم في السجون عار علي الحكومة ومحاولة فاشلة لوقف هذا الحراك الوطني. وقال النائب والوزير السابق شعيب المويزري: "النائب السابق مسلم البراك قام بما يراه واجبا عليه تجاه وطنه ونرفض أي تعسف من أي سلطة تجاه رمز وطني يشهد له الجميع بتضحياته العديدة".