أغارت المقاتلات الإسرائيلية 750 مرة على غزة منذ ابتداء عملية الجرف الصامد الثلاثاء، فأوقعت 89 قتيلًا حتى الآن، ودمرت 150 منزلاً، في وقت قصفت فيه المقاومة مدينة حيفا. وعاودت كتائب عز الدين القسام – الجناح المسلح لحركة حماس – ظهر الخميس قصف مدينة حيفا، كما قصفت وللمرة الأولى منطقتين قريبتين من مدينة تل أبيب داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقالت الكتائب في بلاغ عسكري: إن مقاتليها قصفوا ظهر الخميس مدينة حيفا مجددًا بصاروخ من نوع "آر 160″. وأضافت إنها قصفت ولأول مرة منطقتي "رحوفوت" و"بيت يام" جنوب مدينة تل أبيب بعشرة صواريخ من نوع "سجيل 55″، بحسب وكالة قدس برس. كما قصفت الكتائب "ياد مردخاي" بعشرة صواريخ من نوع غراد، كما قصفت سيدروت بعشرة صواريخ من نوع قسام، واندلعت حرائق في المكان. وأعلنت الكتائب أنها قصفت الحشود العسكرية "الإسرائيلية" شرق مدينة غزة بخمسة صواريخ من نوع "107″ وعشر قذائف من نوع هاون "عيار 120ملم". وأكدت الكتائب أن هذا القصف يأتي في إطار الرد على الجرائم "الإسرائيلية" بحق أبناء الشعب الفلسطيني والعدوان المتواصل على قطاع غزة. وأطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس′′، الخميس، اسم "العصف المأكول" على تصديها لعملية "الجرف الصامد" التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة منذ يوم الاثنين الماضي. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس′′ في خطاب تلفزيوني مسجل مساء الخميس: "إننا لم نستخدم إلا القليل القليل مما أعدناه للعدو ولا زلنا نتعامل مع المعركة على أنها معركة محدودة". أبو عبيدة أضاف، وفق مراسل الأناضول، أن "كتائب القسام لم تبدأ بحرب ولم تبدأ بعدوان والعدو هو الذي بدأ بالتهديد والوعيد ثم ترجم ذلك بالعدوان الذي تصاعد، لكن بعد أن بدأ الحرب فإنه لن يقرر موعد نهايتها ولا شروطها ولا شكلها". وتابع: "لقد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جدا وليس كما يقول قادة العدو لأسبوع أو عشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جدا". وأكد أن ما وصفه ب"الموجة الثورية" المنطلقة في "قطاع غزةوالضفة الغربيةوالقدس والأراضي المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، لن تتوقف وستتصاعد حتى تضمن المقاومة حقوق الشعب الفلسطيني وتحقق أهدافه، وتوقف العدوان الإسرائيلي". وقال إن "التصعيد ضد المدنيين العزل وارتقاء الشهداء من النساء والأطفال وهدم البيوت لن يزيدنا إلا إصرارا وثقة، ومستوى ردنا لهذا اليوم تضاعف ردا على جرائم العدو خلال الليلة الماضية ونعده بالمزيد". وفي تعقيبه على تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون بشن حرب برية ضد قطاع غزة، أضاف أبو عبيدة: "أتتوعدنا يا ابن اليهودية بما ننتظر. إن نواضح غزة تنتظركم وهي تحمل الموت الزؤام وسيرى العالم كله جماجم جنودكم تدوسها أقدام أطفال غزة الحافية، وسيكون بشرى لأسرانا في سجون الاحتلال". ولفت إلى أن كتائب القسام أمطرت "الكيان الصهيوني" لأول مرة منذ نشأته بالصواريخ من أقصى شماله حتى أقصى الجنوب. إلى ذلك أعلن اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الخميس ان 89 فلسطينيا قتلوا بينهم 20 طفلا واصيب 630 بجروح منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة الثلاثاء. وقال القدرة لفرانس برس "انه بعد استشهاد شاب مساء ارتفع عدد الشهداء الى 89 شهيدا توفي منهم اثنان اليوم متاثرين بجراحهما التي اصيبا بها امس". واضاف ان بين القتلى "طفلا في الخامسة من عمره يدعى بسام خطاب قتل جراء غارة استهدفت شمال غزة"، مؤكدا أن بين القتلى "عشرين طفلا و17 امرأة". واضاف القدرة إن "الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف في المساء دراجة نارية في دير البلح وسط القطاع، وجرح فلسطينيين احدهما حالته خطيرة جدا". وتستمر الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة في إطار العملية الإسرائيلية "الجرف الصامد"، وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن 22 شخصًا قتلوا الخميس، ما رفع حصيلة هذه العملية العسكرية الإسرائيلية إلى حوالى ثمانين قتيلًا، وإصابة أكثر من 550. وأطلق ناشطون من غزة الخميس اربعة صواريخ تجاه مدينة القدس، تم اعتراض اثنين وسقط آخران في منطقتين خاليتين، بحسب ما قال الجيش الاسرائيلي. وقال شهود عيان ومصادر امنية فلسطينية لوكالة فرانس برس ان صاروخا سقط قرب مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربيةالمحتلة، والثاني قرب سجن عوفر العسكري الاسرائيلي قرب رام الله. وبدوره قال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لفرانس برس ان "اربعة صواريخ اطلقت على القدس. سقط اثنان في مناطق مفتوحة وتم اعتراض اثنين"، من دون اضافة تفاصيل. وهذه هي المرة الثانية خلال يومين التي تنطلق فيها صفارات الانذار في المدينة المقدسة منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية ضد حركة حماس في قطاع غزة فجر الثلاثاء. وسمع دوي ثلاثة انفجارات في القدس الخميس بعد اطلاق صفارات الانذار، ليتوجه المواطنون بسرعة الى الملاجئ، وفق مراسلين لفرانس برس. وانطلقت صافرات الانذار ايضا في مستوطنة معاليه ادوميم، وسمع سكان رام الله دوي انفجار، بحسب شهود ومراسل. وقال شهود لفرانس برس ان احد الصواريخ سقط في منطقة مفتوحة في ميشور ادوميم، وهي منطقة صناعية اسرائيلية متاخمة لمعاليه ادوميم. كما أوضحت مصادر امنية فلسطينية ان الصاروخ الثاني سقط في منطقة مفتوحة قرب سجن عوفر العسكري الى الغرب من رام الله. وهذا الهجوم العسكري هو الاكبر والاكثر دموية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وجاء بعد خطف واستشهد ثلاثة شبان اسرائيليين في 12 حزيران/يونيو ثم استشهد شاب فلسطيني في القدس بايدي يهود متطرفين. ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس اي وقف وشيك لاطلاق النار وقال كما نقلت عنه صحيفة هارتس "لا نتحدث مع احد في الوقت الراهن عن وقف لاطلاق النار، هذا غير وارد". وقصفت المقاتلات الاسرائيلية الخميس "110 اهداف ارهابية" في قطاع غزة ما يرفع الى 860 عدد الغارات التي شنتها منذ بدء الهجوم منتصف ليل الاثنين. وليل الاربعاء الخميس، اسفرت غارة اسرائيلية عن استشهاد تسعة فلسطينيين كانوا يتابعون نصف نهائي كاس العالم لكرة القدم في مقهى قرب خان يونس، وفق اجهزة الاسعاف. وفي خان يونس ايضا بجنوب القطاع، استشهدت اربع نساء واربعة اطفال في منزلين تعرضا للقصف. واستشهد طفل خامس في غارة شمال القطاع. الا ان العملية الجوية الاسرائيلية لم تنجح في وقف دفعات الصواريخ التي يطلقها مقاتلو حماس وحليفتها حركة الجهاد الاسلامي. والمنظمتان مسلحتان بشكل جيد ومزودتان بصواريخ بعيدة المدى. وفي الساعات ال24 الاخيرة سقط اكثر من 120 صاروخا على اسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدية 24 اخرى. وفي المحصلة سقط 370 صاروخا على اسرائيل منذ بدء الهجوم. وتبنت حماس التي تسيطر امنيا على القطاع الخميس اطلاق صواريخ على تل ابيب والقدس وحيفا التي تقع على بعد اكثر من 160 كلم عن غزة، وكذلك على موقع مفاعل ديمونا النووي. وقال نتانياهو اثر اجتماع للحكومة الامنية الخميس "لا نزال نواجه حملة صعبة ومعقدة". وطالب جيش الاحتلال الصهيوني، سكان الشريط الحدودي بقطاع غزة، بترك منازلهم والخروج منها، بحجة تفادي إصابتهم جراء العمليات العسكرية. وقال موقع "والاه" الإسرائيلي إن "الجيش الإسرائيلي أصدر تعليماته لسكان المدن الحدودية بقطاع غزة ترك منازلهم والخروج منها للحفاظ على سلامتهم"، مقدرا عدد الفلسطينيين في هذه المدن بنحو 100 ألف فلسطيني. من جانبها، ذكرت الإذاعة العامة الصهيونية أن المدن المستهدفة في قطاع غزة هي بيت لاهيا، وبيت حانون والخزاعة وعبسان الكبيرة والصغيرة وبني سهيلا، وتل السلطان وشابورة والدهينية، وأن الجيش أبلغهم بقراره عن طريق الرسائل الهاتفية المسجلة وعبر البث الاذاعي في القطاع الذي يسيطر عليه الجيش. جاء ذلك بعد وقت قصير من إقرار المجلس الوزاري المصغر، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خطة عسكرية لعملية برية في غزة. وأعلن تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الإنسانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة "أوتشا" تدمير نحو 150 منزلًا كليًا أو جزئيًا بالغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة، ونزوح 900 فلسطيني تتم استضافتهم من قبل أقاربهم. وذكر التقرير أن مستشفيات غزة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود الذي تحتاجه لإجراء العمليات الجراحية، مشيرًا إلى مقتل 35 فلسطينيًا على الأقل من بينهم 23 مدنيًا، فضلاً عن إصابة 300، بينهم 71 طفلاً و66 سيدة حتى 7 تموز (يوليو). وأوضح أن المستشفيات الحكومية في غزة ما زالت تعمل بالرغم من نفاذ 28 % من الأدوية الضرورية و54 % من المستهلكات من مخزن غزة المركزي. وتحتاج غزة إلى 3,2 ملايين دولار شهريًا لضمان الأدوية الضرورية والمستهلكات، مشيرًا إلى توافر مخزون السلع لدى برنامج الأغذية العالمي الذي يمكن استخدامه في حالة الطوارئ. 750 غارة وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طيرانه الحربي أغار على أكثر من 320 هدفًا لحماس في غزة ليل الاربعاء الخميس، ما يرفع عدد الغارات الإسرائيلية إلى 750 غارة منذ بدء عملية "الجرف الصامد" الثلاثاء. واضاف الناطق العسكري الإسرائيلي أن حماس التي تسيطر امنيًا على القطاع تبنّت الخميس اطلاق صواريخ على تل ابيب تم اعتراض واحد منها بمنظومة القبة الحديدية. دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس الى وقف اطلاق النار في غزة بين اسرائيل وحركة حماس في مستهل اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي. وقال بان "الامر ملح اكثر من اي وقت مضى للعمل على التوصل الى ارضية تفاهم للعودة الى التهدئة والى اتفاق لوقف اطلاق النار"، مؤكدا "دعوته الطرفين الى اقصى درجات ضبط النفس". وتابع "من الواضح ان على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لوضع حد فوري لهذا التصعيد والتوصل الى وقف اطلاق نار دائم". واضاف ان المدنيين في غزة "عالقون بين التصرف غير المسؤول لحماس والرد الاسرائيلي القاسي"، مؤكدا ان "قلق اسرائيل ازاء امنها مشروع، ولكني قلق من رؤية العديد من الفلسطينيين يموتون او يصابون جراء العمليات الاسرائيلية". وتطرق بان الى "خطر الحرب المفتوحة"، مشيرا الى ان الطريقة الوحيدة لمنع عملية برية اسرائيلية في غزة هي وقف اطلاق حماس للصواريخ تجاه اسرائيل. وبحسب الامين العام فان "اتفاقا اشمل حول وقف لاطلاق النار يجب ان ينظر في الاسباب غير المنظورة للنزاع" مشيرا الى "الوضع الهش المزمن للظروف الانسانية" في القطاع. واكد على ان "اتفاق سلام (شامل في الشرق الاوسط) وحده سيكون قادرا على جلب الامان الدائم للاسرائيليين والفلسطينيين". ودان بان كي مون اطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، مؤكداً أن مثل هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف. وقال أنه دعا نتانياهو إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الالتزامات الدولية في مجال حماية المدنيين، منددًا بالخسائر المدنية المتزايدة في غزة. واوضح أنه طلب من السيسي ومن آخرين المساعدة لتسهيل العودة إلى اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 بين إسرائيل وحماس، مشيراً إلى أن قادة قطر ومصر وعدوا بالعمل على ذلك. وتابع أنه شجع الحكومة المصرية على فتح نقاط العبور بين مصر وقطاع غزة، لأسباب إنسانية من اجل المساعدة على تخفيف الآلام، مؤكدًا أن الاممالمتحدة مستعدة للتجاوب سريعاً مع الحاجات الانسانية. وحذرت منظمة اليونيسيف في بيان من "المعاناة المدمرة" التي تطاول الاطفال في الجانبين. ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر جميع الاطراف الى "حماية المدنيين والطاقم الطبي". ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان "توجيه انذار لا يعفي الطرف المهاجم من الامتناع عن توجيه الضربات لغير الاهداف العسكرية وعن الامتناع عن توجيه اي ضربة اذا كانت الخسائر والاضرار المدنية غير متكافئة". وكان منصور العتيبي، السفير الكويتي في الاممالمتحدة، دعا مجلس الامن باسم المجموعة العربية إلى "العمل على وقف العدوان الإسرائيلي والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني". واضاف: "حان الوقت ليتبنى مجلس الامن اعلانًا أو قرارًا في هذا الشأن". واكد السفير السعودي عبد الله المعلمي أن الاستخدام غير المتكافئ للقوة من قبل الجيش الإسرائيلي أمر غير مبرر، داعيًا مجلس الامن إلى التدخل فورًا واتخاذ اجراءات لحماية السكان". اما مندوب فلسطين رياض منصور فإتهم مجلس الامن بأنه "يتلكأ بينما يجري العدوان والعقاب الجماعي". وردّ السفير الإسرائيلي رون بروسور على هذه التصريحات قائلًا إن حماس بدأت هذا النزاع "ولا تترك لنا الخيار، والجيش الإسرائيلي يستخدم ضربات محددة لتفادي قتل مدنيين". وصرح دبلوماسي غربي أن اجتماع المجلس يهدف إلى تبني اعلان يدين الهجمات الصاروخية على إسرائيل، ويطالب الجانبين بضبط النفس. واضاف أن التوصل إلى اتفاق بين الدول الاعضاء حول هذا النص "صعب لكنه ليس مستحيلًا". ثالث اتصال وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أن كيري، الذي كان في زيارة إلى الصين، الاربعاء، اجرى اتصالًا هاتفيًا مع نتانياهو، وسيتحدث إلى عباس خلال 24 ساعة، وهو ثالث اتصال هاتفي يجريه كيري مع نتانياهو منذ الجمعة. وقالت جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الاميركية، إن كيري تحدث إلى بان كي مون ووزير الخارجية القطري خالد العطية في اطار اتصالات ومناقشات حول السير قدمًا مع قادة المنطقة. واضافت: "تسعى الخارجية الاميركية إلى ايجاد طرق لوضع حد لاطلاق الصواريخ على إسرائيل، ولا يمكن لأي دولة أن تقبل الوقوف مكتوفة الايدي فيما تسقط صواريخ اطلقتها منظمة ارهابية على اراضيها، وتمس بمدنيين أبرياء". وأوضحت بساكي أن منسق البيت الابيض للشرق الاوسط فيليب غوردون، الموجود في القدس، التقى الاربعاء عباس ومسؤولين إسرائيليين، "وبينما يجري كيري اتصالاته مع قادة العالم، نواصل تقييم الوضع والبحث عن طرق لوقف الهجمات الصاروخية، وكيري سينقل الرسالة نفسها إلى عباس، الذي دان الهجمات بما فيها الحادث المفجع الاخير المتعلق بثلاثة شبان إسرائيليين".