تُعد الصراعاتُ المذهبيةُ من أشد الصراعات وأخطرها ؛ لأنها تمنح أتباعها شعوراً بشرعية قتل (الأعداء) , من أصحاب المذاهب الأخرى, في إطار نفس الدين الواحد؛ بدعوى تطبيق الدين وحمايته, بل وحراسته من بقية المذاهب الأخرى! والخطورة هنا, أن المذهب, حينئذٍ, يتحول لدى (متعصبيه) إلى دِين جديد! فيغدو مذهباً أو(دِينٌاً) غير متسامح, يتحدث بمنطق (أنا ومن بعدي الطوفان)! كما أن العصبية المذهبية, تسعى للسطو على الشرعية الدينية واحتكارها, بل وتملكها من دون بقية المذاهب! يا هؤلاء: كيف تتحدثون عن (تعايش الأديان), وأنتم تفتقرون لثقافة (تعايش المذاهب) في إطار الدين الواحد! فلتتمذهبوا دون تعصب؛ كي يغدو فهمكم للدين بمذاهبه المتعددة, أكثر تسامحاً واتساعاً, بل واتفاقاً مع قيم ديننا الإسلامي الحنيف.