كشف تحقيق صحفي مرعب نشره موقع إخباري بريطاني أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد ومستشاره الأمني محمد دحلان، غارقان في صفقات سلاح مع جمهورية صربيا، وهي صفقات ملوثة بالفساد ودماء الكثير من العرب وغير العرب من أبناء المنطقة. وبحسب التحقيق المدعوم بمجموعة من الحقائق والمعلومات والبيانات فإن دولة الامارات دخلت في استثمارات ضخمة مع صربيا من أجل التغطية على صفقات سلاح كان يقوم بن زايد بإعادة تصديرها إلى العديد من دول المنطقة من أجل سفك الدماء، وهو الأمر الذي يفسر الانتشار الكبير والمفاجئ للسلاح في العديد من دول المنطقة وخاصة ليبيا واليمن والعراق وسوريا. ويقول التقرير، الذي نشره موقع «ميدل ايست آي» باللغة الانجليزية، إن الفلسطيني محمد دحلان الذي كان قيادياً في حركة فتح فأصبح فجأة أحد أهم الشخصيات في دولة الامارات، هو الذي لعب دور «السمسار» في صفقات السلاح، سواء عمليات الشراء من صربيا، أو عمليات التوزيع في منطقة الشرق الأوسط. * استثمارات ضخمة ويقول التحقيق الذي أجراه صحفي بريطاني شهير يعمل لحساب جريدة «الغارديان»، إضافة إلى موقع «ميدل ايست آي»، فإنه خلال العامين الماضيين، استثمرت الإمارات مليارات الدولارات في صربيا، إذ وافقت أبوظبي على صفقة مربحة لتطوير صناعة الأسلحة الصربية، كما اشترت حصة كبيرة في شركة الطيران الوطنية، وقدمت مليارات الدولارات كقروض للحكومة. وبينما تحاط استثمارات الامارات في صربيا بسرية تامة، فإن شخصية غامضة تقف وراء هذه الاستثمارات الضخمة –بحسب التحقيق المنشور في ميدل ايست آي- وهذه الشخصية هي الفلسطيني المنفي محمد دحلان الذي يدير حالياً العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والمخابرات الإسرائيلية والأمريكية، كما أنه يساعد في إدارة الاستثمارات الإماراتية في صربيا والتي تصب في جيوب القادة السياسيين الفاسدين. ويرصد التحقيق عدداً كبيراً من الاستثمارات، ومن بينها اتفاق تتجاوز قيمته 200 مليار دولار بين شركة الأسلحة الصربية Yugoimport SDPR وبين الشركة الإماراتية القابضة للبحوث المتقدمة والتكنولوجيان وتم التوقيع على هذا الاتفاق في معرض الدفاع الدولي في أبو ظبي العام الماضي. وقال مصدر صربي لموقع «ميدل إيست أونلاين» إن الأمر يتعلق بالاستثمار في نظام صاروخي صربي، وهو نظام هجومي متعدد الأغراض يعمل كسلاح مضاد للدروع وله مدى يصل إلى 60 كم، وأكد المصدر أن الإماراتيين مهتمين بهذا السلاح الذي "سيمكننا من تدمير كل أنواع الدبابات الموجودة في العالم". كما قامت شركة طيران الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي بشراء 49٪ من شركة الطيران الصربية (JAT)، وبهذا الاستثمار نشأت شركة طيران جديدة Air Serbia بهدف معلن هو إنشاء ميناء جوي قوي في شرق أوروبا. ويقول دوسان بافلوفيتش الذي عمل كمستشار لوزير الاقتصاد الصربي بين أيلول/ سبتمبر 2013 وكانون الثاني/ يناير 2014 إن صفقة الاتحاد شابها فساد كبير لصالح رئيس الوزراء الصربي. ووفقًا لاتفاق إماراتي صربي أبرم في مارس 2013، يتم الإبقاء على الصفقات بين الدولتين سرية، وشمل الاتفاق بحسب بافلوفيتش "نقاطًا تخالف قوانين صربية"، فمثلا تُعطى الشركات الإماراتية الأولوية للاستثمار في صربيا في المناقصات أو الصفقات المحلية. وكشف مصدر صربي للموقع البريطاني أسباب تدفق مليارات الامارات على صربيا بقوله: «إن الإمارات تستخدم علاقاتها واستراتيجيات الاستثمار في صربيا لإحباط المنافس التركي، ومنعه من تثبيت موطئ قدم راسخ ونشر نفوذه في منطقة البلقان». وتابع: «الخوف من الصعود الإقليمي التركي في البلقان هو الدافع الرئيسي للإماراتيين للتواجد في صربيا، وهذا ربما تم بنصائح أمريكية وإسرائيلية». وبحسب التحقيق، فإن صفقات السلاح ليست فقط للبيع الخارجي، حيث حظرت سويسرا عام 2012 تصدير نوع معين من القنابل اليدوية للإمارات بعد ظهور تقارير تؤكد بأن تلك القنابل وُجدت بحوزة الثوار السوريين، لاحقًا تم رفع الحظر السويسري بعد أن أكد المسؤولون الإماراتيون أنه لا إعادة تصدير لأي من واردات السلاح السويسرية. وكشفت جريدة نيويورك تايمز في 2011 عن أن محمد بن زايد كان قد كلف إريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر بإنشاء جيش من المرتزقة يعمل لصالحه، وذلك من أجل الافادة من هؤلاء المرتزقة في إخماد أي حراك داخلي بالإمارات. وأكدت تقارير أن محمد بن زايد طلب تجنيد المئات من المقاتلين الكولومبيين، وتجنب توظيف المسلمين إذ أنه لا يمكن الاعتماد عليهم لقتل المسلمين. * محمد دحلان: الوسيط والسمسار ويتابع تحقيق موقع «ميدل ايست آي» قائلاً: «تم انتخاب "آلكسندر فوسيتش" رئيسًا لوزراء صربيا في نيسان/ أبريل من العام الجاري، اشتهر فوسيتش بعداوته وكراهيته الذاتية للمسلمين، ونُقل عنه أنه قال في العام 1995 "سنقتل 100 مسلم مقابل كل صربي لقي حتفه». ويتمتع فوسيتش الآن بصداقة شخصية وثيقة مع بن زايد، لكن تلك الصداقة لم تكن ممكنة لولا رجل واحد: محمد دحلان. ويصف التحقيق الصحفي البريطاني محمد دحلان بأنه فلسطيني مطرود من قطاع غزة بعد أن تبين أنه متورط في العمالة لإسرائيل، وبعد ان اتهمه الرئيس محمود عباس بالاختلاس المالي، فضلاً عن اتهامه بالتورط في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وفي أبريل 2013 قام الرئيس الصربي "توميسلاف نيكوليتش" وهو حليف فوسيتش، بمنح دحلان وسام العلم الصربي لمساهمته في بناء العلاقات الصربية الإماراتية. الجدير بالذكر أن صربيا كانت قد ارتكبت خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي مجازر واسعة وجرائم ضد الانسانية استهدفت المسلمين في كل من البوسنة والهرسك وألبانيا، وسقط في تلك المجازر أعداد كبيرة من المسلمين، كما أن الحزب الحاكم في صربيا معروف بعدائه الشديد للمسلمين.