عبر نشطاء وسياسيون يمنيون عن تفاؤلهم من خطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم الذي هاجم فيه إيران وجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبدالله صالح. ورغم تفاؤل بعض السياسيين بخطاب هادي يتساءل البعض الأخر عن إمكانية سقوط صنعاء ثمنا للتصريحات التي أطلقها هادي، معتبرين أن الرئيس يسعى من خلال حديثه إلى إقناع الشعب بعدم مسؤوليته عن كل مايحدث. * كذب وطيش حوثي الرئيس عبدربه منصور هادي أكد في خطابه العمل على إخراج مسلحي الحوثي من مداخل العاصمة صنعاء دون السماح بجر البلاد إلى حرب أهلية، مشددا على أنه لن يسمح بتهديد صنعاء عاصمة الجمهورية والوحدة. وخلال استقباله اليوم هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، وصف هادي شباب الحوثي بالطائشين الذين يفكروا فقط بحكم اليمن ولا يهمهم جرعة أو شعب ولا يهمهم الثوابت الوطنية، مشيرًا إلى أن الحوثيين منذ الحرب الأولى إلى اليوم لم ينفذوا أي اتفاقية ودائما يكذبون. وفي لهجة حادة أضاف الرئيس: «أنا قادر أن أزحف بالجيش من صنعاء الى حدود السعودية وعمان ولكن لا أريد أن أدخل البلاد في حرب أهلية، وسنضرب بسيف السلم الى حيث يصل»، موضحاً أنه وأسرته يسكنون في صنعاء وليس في دبي أو أبو ظبي وأنه ومستعد أن يموت من أجل اليمن والحفاظ على الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني. * مقايضة صنعاء بدمشق وشن الرئيس هجومًا حاداً على إيران متهمًا إياها مجددًا بدعم الحوثي ومحاولة مقايضة صنعاء بدمشق. وتابع قائلاً: «إيران تتدخل بشؤون اليمن بشكل كبير جدا وهنالك أربع قنوات تابعه لها ضد اليمن وهناك مستشارين لعبد الملك الحوثي من إيران». وكشف عن أن اثنين من ضباط الحرس الثوري الإيراني كانوا يريدون بناء مصنع للصواريخ باليمن، وتم القبض عليهم وهناك نحو 1600 طالب يمني حوثي يدرسون في إيران. وتطرق الرئيس هادي إلى المشكلة المذهبية التي نشبت في دماج رغم مرور عقود من التعايش الطبيعي وفرضت جماعة الحوثي واقعا اخر وتدخلت الدولة في معالجات كلفت قرابة مليار ونصف المليار ريال وكلما انخرط الجيش في مواجهة ومكافحة آفة الإرهاب من تنظيم القاعدة والتي كان أخرها معركة المحفد وعزان والتجهيز في محافظة حضرموت هاجمت جماعة الحوثي في حاشد وصولا الى عمران ورغم تعهدهم بعدم مهاجمة عمران إلا أنهم نكثوا بالعهد وكلما كان يجري أي اتفاق معهم من قبل كانوا ينقضونه. * عملية قيصرية وذكرت الناشطة في الثورة الشبابية نادية عبد الله، التي حضرت الاجتماع على صفحتها في «فيسبوك»، مجموعة من النقاط التي تحدث بها هادي خلال الاجتماع. وأشارت إلى أن الرئيس تحدث قائلاً: «سنعمل عملية قيصرية لإخراج الحوثي من مداخل صنعاء ولن نسمح لجر البلاد الى حرب من طاقة الى طاقة، ولن نسمح لأحد بلي الذراع». وبحسب نادية فقد هاجم الرئيس هادي الرئيس السابق على صالح واتهمه بدعم الحوثي، وقال إن «علي صالح بسبب كرهه لعلي محسن كان يدعم الحوثيين بالسلاح وينقله بالقاطرات إلى صعدة». * المراهقة الطائشة وفي تعليقه على حديث الرئيس هادي قال عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات، إن الرئيس خرج عن صمته، وسيخرج يوما عن هدوئه، وسيضطر في ساعة ما ان يضع حدا للمراهقة الطائشة. وأوضح أن الرئيس إذا أراد أن يعكس ما يقول على الأرض سيجد اليمنيين داعمين له، وإذا قرر أن يحشد الشعب للدفاع عن الدولة والجمهورية والأمة اليمنية فسيقف معه الجميع. وأضاف: «نريد خيارات السلام ان تنتصر ولا نريد ان نسمع طبول الحرب، لكن حين يقرر الغباء إعلان الحرب فعلى اليمنيين ان يقولوا وداعا لكل الغباء». * اليمن في أيدٍ أمينة الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي قال إن ظنه لم يخب في الرئيس عبد ربه منصور هادي، مؤكداً أن الرئيس عبر اليوم موقف واضح لا يقبل اللبس ولا الغموض، وحدد مكامن الوجع والخطر. وأضاف: «الآن استطيع ان اطمئن على ان اليمن في أيدي أمينة.. بعد حديث الرئيس هادي، أظن انه لم يعد من المجدي الاستمرار في التفريط بالوطن، من قبل البعض بذريعة الإصلاح وعدي محسن». * صنعاء تدفع الثمن وفيما رأى المحامي والناشط السياسي خالد الآنسي أن تصريحات هادي قوية، أكد أن ثمنها سيكون إسقاط العاصمة صنعاء أو معسكر من المعسكرات التي حولها. وقال: «بعد كل تصريح قوي لهادي ضد الحوثي نرى هادي يمكن الحوثي من إسقاط مدينة او معسكر». وأشار إلى أن هادي يسعى، في حديثه، لإقناع الشعب اليمني بعدم مسؤوليته عن كل ما حدث بدء من دماج وحتى حصار صنعاء، منوهاً بأن هادي لازال حتى اللحظة ينظر عقل الحوثي إلى أين سيصل، مردفاً: «لكن هادي شجاع وفارس مغوار ويقظ ومنتبه وحساس وجالس يشحذ سيفه». واعتقد الآنسي أن أفضل خطوة يقوم بها هادي الآن هي التنحي، وأنه إما عاجز أو متواطئ ومن ثم فإنه إما يخدع نفسه أو يخدع شعبه، مستدركاً: «وان تركه للحوثي يعربد اما بسبب ضعفه او لرغبته في الابتزاز به». وأفاد بأن كل المؤشرات وتصريحات هادي تثبت أنه على الأقل استخدم الحوثي من دماج وحتى عمران، مضيفا: «ما ليس مؤكد هل لا يزال يستخدم الحوثي أم أن الأخير انقلب عليه ونقض وعوده له بان يتوقف في عمران»، مبيناً أن ذك ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة إن لم تكشف عنه قرارات هادي. * إيلام الحوثي وتأتي تصريحات الرئيس هادي بعد أقل من 24 ساعة على خطاب زعيم مسلحي الحوثي الذي هدد فيه الدولة ودعا أنصاره للدخول في المرحلة الثالثة من التصعيد، التي وصفها بأنها الأكثر ايلاما. واستخدم الحوثي في خطابه ألفاظا وصفها مراقبون بأنها غير لائقة وخارجة عن المألوف في الخطابات السياسية ، ومنها ( السخافة – والحثالة – والحقيرة – والدجل). وهدد الدولة وحكومتها بتصعيد أكثر إيلاما، وقال، في خاطب متلفز على قناة «المسيرة» التابعة له مساء اليوم : «المرحلة الثانية من خيارات التصعيد هي سلمية ومزعجة ، والمرحلة الثالثة هي إيلاماً لهم مرحلة شد وإقلاقا لهم وأتمنى ان لا نصل إلى المرحلة الثالثة». وحذر السلطات وقوات الجيش والأمن من التورط في أي اعتداء على المتظاهرين المطالبين بإسقاط الجرعة والحكومة. ورفض مطالبة الدولة له برفع الاعتصامات، مؤكدا أنه ليس وصيا على استحقاقات الشعب. * مسيرات حوثية وخرجت اليوم الأربعاء مسيرات حوثية جابت شوارع العاصمة صنعاء استجابة لدعوة زعيم الحوثيين التي أطلقها في خطابه مساء أمس. وقال موقع «أنصار الله» التابع للحوثيين، إن المسيرات تقدمها عدد كبير من ضباط وجنود قوات الجيش والأمن وعدد من منظمات المجتمع المدني وبمشاركة كبيرة من القطاع النسائي – وأكد الحوثيون ثباتهم على مبادئهم وإصرارهم على مطالبهم العادلة والمشروعة والمحقة , مشيرين إلى أنهم لن يسمحوا لأنصار الجرع وعباد المال وأذناب الخارج أن يستمروا في هدر أمواله والعبث بخيراته ومقدراته ، ولن يتغاضوا عن هؤلاء الذين يتمترسون خلف الوهم والكذب والزيف في مواجهة الشعب وضد مطالبه. وأوضح المشاركون أنهم سيمضون بكل جد وإصرار وعزيمة نحو تحقيق الأهداف المرسومة لما أسموها ب «الثورة الشعبية» وأنهم لن يقبلوا بعد اليوم بأن يقوم ثلة من الفاسدين بمصادرة الثروة والحقوق ويستحوذوا على خيرات أكثر من 24 مليون يمني. * مخيمات مفخخة ويعتصم الحوثيون منذ أيام في العاصمة صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء الجرعة السعرية، ونصب أنصار الحوثي عدد من المخيمات في أماكن متفرقة من صنعاء وبالقرب من وزارة الداخلية ومعسكر النجدة. ونصبت الجماعة مخيمات اعتصام مسلحة لأنصارها الذين قدموا من محافظات شمال ووسط البلاد، في المداخل الاربعة للعاصمة، والجمعة الماضية ( 22 اغسطس الجاري) نصبت مخيمات في شارع مطار صنعاء الدولي، في منطقة الحصبة، شمال العاصمة، وعلى مقربة من مبنى التلفزيون الحكومي، محاصرة بذلك سبع وزارات وهيئات حكومية سيادية، أبرزها وزارات الداخلية والمواصلات والكهرباء، فضلا الى الهيئة العامة للبريد والمؤسسة العامة للاتصالات. ويرى مراقبون أن مراهنة جماعة الحوثي على إسقاط العاصمة السياسية لليمن، على نمط إسقاطها لمحافظة عمران، أنها تحفر قبرها بنفسها في تخوم العاصمة صنعاء، وانها مرحلة بداية النهاية لطموحاتها في الحكم. * الجراف.. قنبلة موقوتة منطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء تعتبر الترسانة المسلحة للحوثيين، والتي تحتوي على أسلحة وذخائر يقوم الحوثيون بتخزينها استعداد لساعة الحسم. وفي يونيو المنصرم سقط عدد من الجرحى من منتسبي وزارة الداخلية بينهم ضابط جراء كمين نصبه مسلحو الحوثي في منطقة الجراف، كما ألقى الحوثيون القبض على طقم عسكري كان على متنه سبعة جنود. وعززت الداخلية قواتها في المنطقة وقامت بتمشيطها وألقت القبض على كل من كان يحمل السلاح في ذلك الوقت، ومن بين من تم القبض عليهم ثمانية مسلحين ينتمون لجماعة الحوثيين. * مخطط إسقاط صنعاء وفي السياق كشفت مصادر خاصة ل «الخبر» عن مخطط حوثي لإسقاط أمانة العاصمة صنعاء بيد المليشيات المسلحة. وأوضحت المصادر أن جماعة الحوثي أقدمت على استئجار وشراء نحو 88% من البيوت المجاورة لشارع القيادة بأمانة العاصمة منذ أكثر من 6 أشهر، مبينة أن عناصر الجماعة بدأت بحفر أنفاق وأن قيادة وزارة الدفاع على اطلاع بذلك. وبحسب المصادر فإن المخطط يستهدف إسقاط معسكر الصباحة، واستهداف بيت الرئيس السابق علي صالح والجنرال على محسن في حدة وعدد من المنشآت الحكومية والأهلية. ويتضمن المخطط أيضاً، الاستيلاء على مقر اللواء الثالث التابع للنهدين، ومهاجمة السجن المركزي ، ثم جامعة الايمان. ورجحت المصادر تكليف الرئيس قوات الجيش بمداهمة بعض المقرات التي تتحصن فيها تلك المليشيات، مشيرة إلى أن شهود عيان أكدوا إدخال صناديق سوداء وبكميات كبيرة إلى عمارات جوار الدفاع. ووفقا للمصادر فإن جماعة الحوثي بدأت بسحب القيادات القبلية والعسكرية من داخل صنعاء إلى المخيمات في محيط العاصمة، وخاصة مخيمات الصباحة، مؤكدة انه يتم الآن الاعداد للاجتياح بأعداد كبيرة من المنافذ المسيطر عليها مستعينة بعشرات الآلاف من المقاتلين لاقتحام صنعاء في وقت واحد فيما ينسحب الجيش والأمن من أمامهم بحجة عدم قدرته على إيقاف الأعداد الهائلة والتي ستتوجه إلى الصباحة للالتقاء بالمتظاهرين الموجودين في شارعي الدائري والستين ومن ثم التوجه نحو الفرقة الأولى وجامعة الإيمان.