حذر الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان من الاستمرار في إدارة البلد بآليات وأدوات النظام السابق والاعتماد على الأقارب والمقربين المحيطين به بدلاً عن ذوي الكفاءة والخبرة. وفي كلمته بافتتاح أعمال الدورة الاعتيادية الأولى للجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بصنعاء أشار نعمان إلى أن هذه آليات فاقمت الأزمة وضاعفت الاختلالات. ودعا رئيس الجمهورية لتجاوز عقدة التوازن التي حرص عليها بين أطراف القوى العسكرية أو القوى القبلية التي تحاول الاستمرار في الهيمنة والتدخل في مجريات العملية السياسية , وأن يتجه نحو القوى المدنية التي هي صاحبة المشروع الوطني والقوة الحقيقية إذا ما استجاب لرؤيتها ولبى تطلعاتها بقرارات يلمسها الشعب اليمني وتعزز قناعة تلك القوى بمصداقية إرادته في المضي نحو إصلاح الأوضاع في البلد . وشدد عبدالله نعمان على اهمية وجود اصطفاف وطني من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي عزز حضوره وكثف عملياته في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ، ووسع نشاطه في محافظاتالبيضاء ومأرب و أب , وبات ينفذ عملياته الإرهابية ضد أبناء القوات المسلحة والأمن الجريمة تلو الأخرى بكل حرية. وفي ما يتعلق بموقف التنظيم الناصري من حكومة الوفاق قال نعمان : نؤكد أن هذه الحكومة فشلت في إدارة المرحلة الانتقالية ولم يعد هناك مبرر لبقائها واستمرارها . وجدد نعمان الدعوة لضرورة تشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الحقيقية بين المكونات والقوى المشاركة في مؤتمر الحوار وتعمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر وفق برنامج زمني محدد لانجاز مهام المرحلة الإنتقالية والتحول إلى الوضع الدائم والمستقر . مشيراً إلى أن موقف التنظيم من رفع الدعم عن المشتقات النفطية كان واضحاً ومعلناً في البيانات والبلاغات الصادرة عن الأمانة العامة قبل رفع الدعم وبعده وسبق وان حذر التنظيم مراراً من خطورة التداعيات التي ستترتب على اتخاذ قرار غير مدروس برفع الدعم عن المشتقات ونبه إلى ضرورة القيام بحزمة من الإصلاحات قبل رفع الدعم لتجنيب مهاوي الإنزلاق لما اقدمت عليه الحكومة ، منها على سبيل المثال إسقاط الأسماء الوهمية في كشوفات المرتبات للقوات المسلحة والأمن وأجهزة الخدمة المدنية وإنهاء الازدواج الوظيفي وإسقاط الاعتمادات المرصودة لشؤون القبائل وإسقاط الاعتمادات العينية من البنزين والديزل التي تصرف للقادة العسكريين وبعض المشائخ وإعادة النظر في الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة والأجهزة الحكومية . ونوه امين عام التنظيم الناصري الى الأوضاع الخطيرة التي يعيشها الوطن من عنف وإرهاب وفوضى وانهيار اقتصادي وخطاب إعلامي غير مسئول يثير النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية بما يهدد النسيج الإجتماعي ويضع العوائق والصعوبات أمام السير نحو تنفيذ مخرجات الحوار وحرف مسار العملية السياسية القائمة على الشراكة والتوافق الوطني . ولفت الى إن هذه الأوضاع تتسارع وتتطور بشكل مريع من حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة في عدة محافظات الى نُذر حرب تحوم في سماء العاصمة صنعاء وتهدد بمواجهات مسلحة واقتتال داخلي من الصعوبة بمكان توقع نتائجها أو النهاية التي ستصل إليها، وعبر عن موقف التنظيم الناصري المبدئي مع حق التعبير السلمي عن الرأي أو الموقف وضد استخدام العنف والقوة أو التهديد باستخدامها كوسيلة لفرض الرأي أو الموقف السياسي. وحول الأزمة الراهنة جدد الأمين العام للتنظيم الناصري الدعوة للجميع إلى تحكيم العقل والمنطق واعلاء المصلحة الوطنية فوق كل المصالح، وبذل المزيد من الجهود لاحتواء الأزمة وابقاء أبواب الحوار مفتوحة لأن الثمن الذي يمكن أن يتحمله اليمنيون بالحوار مهما طال أمده أقل بكثير مما يمكن أن يدفع فيما لو أشتعلت شرارة الحرب والاقتتال . وفيما يتعلق بدور تكتل احزاب اللقاء المشترك وأدائه أكد نعمان أن هناك اختلالات كبيرة صاحبت ادائه خلال الفترة السابقة سواء من حيث الأداء أو من حيث اتخاذ القرار واشار لاهمية تقييم تجربة المشترك وأدائه خلال المرحلة الماضية لا بقصد الإدانة لأحد ولكن لتحديد الأخطاء وتصحيحها والصعوبات لمعالجتها والقضاء على الاختلالات التي رافقت أدائه وتصحيح العلاقة بين أطرافه، ثم يأتي بعد ذلك التوافق على برنامج محدد المهام للمرحلة القادمة في إطار المشترك ليكون ذلك البرنامج مشروعاً مطروحاً للحوار مع مختلف القوى لإيجاد تحالف واسع. على الصعيد الداخلي للتنظيم أشار عبدالله نعمان إلى أن الأمانة العامة للتنظيم بدأت بتحديد الأولويات حيث ستكون الخطوة الأولى على صعيد التنظيم العمل على تعزيز البناء المؤسسي في مختلف المستويات والهيئات وستركز الخطوة الثانية على وسائل تطوير أداء التنظيم وتعزيز فاعلية الهيكل وتوظيف القدرات الموجودة لدى التنظيم لإيجاد أداء فاعل على الصعيد التنظيمي وعلى مستوى المجتمع .