بدأت مساء اليوم بصنعاء أعمال الدورة الاعتيادية الأولى للجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري. وتناقش مركزية الناصري خلال الدورة التي تستمر يومين الوضع التنظيمي من خلال التقارير المقدمة اليها على المستوى العام إضافة إلى التقارير السياسية والمالية وتقرير اللجنة العليا للرقابة والتفتيش بالتنظيم. وستقف الدورة أمام تطورات المشهدين السياسي والأمني على الساحة الوطنية، وفي مقدمتها التصعيد الحاصل في العاصمة صنعاء، فضلا عن تطورات الأوضاع والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولي. وفي افتتاح الدورة ألقى الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري عبد الله نعمان كلمة تناول فيها موقف التنظيم الناصري من التطورات الجارية على الساحة الوطنية والدور الذي قام به في سبيل الاسهام بالتخفيف من حدة الاحتقان القائم من خلال اطلاق مبادرة لنزع فتيل الازمة والتواصل مع كافة الاحزاب والقوى السياسية للوصول الى حلول توافقيه تخرج البلد من مأزقها الراهن. وأشار إلى أن موقف التنظيم من رفع الدعم عن المشتقات النفطية كان واضحاً ومعلناً في البيانات والبلاغات الصادرة عن الأمانة العامة قبل رفع الدعم وبعده ونبه إلى أهمية تبني الحكومة حزمة من الإصلاحات قبل رفع الدعم ،ومنها على سبيل المثال إسقاط الأسماء الوهمية في كشوفات المرتبات للقوات المسلحة والأمن وأجهزة الخدمة المدنية وإنهاء الازدواج الوظيفي وإسقاط الاعتمادات المرصودة لشئون القبائل وإسقاط الاعتمادات العينية من البنزين والديزل التي تصرف للقادة العسكريين وبعض المشائخ وإعادة النظر في الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة والأجهزة الحكومية . وحذر من استمرار الأوضاع الخطيرة التي يعيشها الوطن وما يشهده من عنف وإرهاب وفوضى وانهيار اقتصادي وخطاب إعلامي غير مسؤول يثير النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية، ما يهدد النسيج الاجتماعي ويضع العوائق والصعوبات أمام السير نحو تنفيذ مخرجات الحوار وحرف مسار العملية السياسية القائمة على الشراكة والتوافق الوطني ..منبها من أن هذه الأوضاع تتسارع وقد تتطور بشكل مريع من حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة في عدة محافظات الى نُذر حرب تحوم في سماء العاصمة صنعاء وتهدد بمواجهات مسلحة واقتتال داخلي من الصعوبة بمكان توقع نتائجها أو النهاية التي ستصل إليها. وجدد الأمين العام للتنظيم الناصري الدعوة للجميع إلى تحكيم العقل والمنطق واعلاء المصلحة الوطنية فوق كل المصالح، وبذل المزيد من الجهود لاحتواء الأزمة الراهنة وابقاء أبواب الحوار مفتوحة لأن الثمن الذي يمكن أن يتحمله اليمنيون بالحوار مهما طال أمده أقل بكثير مما يمكن أن يدفع فيما لو أشتعلت شرارة الحرب والاقتتال .. مؤكدا الموقف المبدئي للتنظيم الوحدوي الناصري مع حق التعبير السلمي عن الرأي أو الموقف ووقوفه ضد استخدام العنف والقوة أو التهديد باستخدامها كوسيلة لفرض الرأي أو الموقف السياسي . وأشار إلى أهمية تشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الحقيقية بين المكونات والقوى المشاركة في مؤتمر الحوار وتعمل على تنفيذ مخرجات المؤتمر وفق برنامج زمني محدد لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية والتحول إلى الوضع الدائم والمستقر . وأكد أمين عام الوحدوي الناصري على أهمية وجود اصطفاف وطني من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذي عزز حضوره وكثف عملياته في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ، ووسع نشاطه في محافظاتالبيضاء ومأرب و إب , وبات ينفذ عملياته الإرهابية ضد أبناء القوات المسلحة والأمن الجريمة تلو الأخرى بكل حرية. وتطرق الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري في كلمته إلى الجوانب الداخلية للتنظيم ..مشيرا إلى أن الأمانة العامة للتنظيم بدأت بتحديد الأولويات للعمل على تعزيز البناء المؤسسي في مختلف المستويات والهيئات وتطوير وسائل أداء التنظيم وتعزيز فاعلية الهيكل وتوظيف القدرات الموجودة لدى التنظيم لإيجاد أداء فاعل على الصعيد التنظيمي وعلى مستوى المجتمع . وبشأن أداء تكتل احزاب اللقاء المشترك، رأى نعمان أن هناك اختلالات كبيرة صاحبت ادائه خلال الفترة السابقة سواء من حيث الأداء أو من حيث اتخاذ القرار، معتبرا أن ذلك يستوجب تقييم تجربة المشترك وأدائه خلال المرحلة الماضية لا بقصد الإدانة لأحد وانما لتحديد الأخطاء والصعوبات حتى يتم تصحيحها ومعالجتها وتلافي الاختلالات التي رافقت أدائه وتصحيح العلاقة بين أطرافه. و أشاد الأمين العام للوحدوي الناصري بصمود المقاومة الفلسطينية وانتصارها على الصعيد الميداني، واسقاطها لهالة وأسطورة الجيش الذي لا يقهر .. مشيرا إلى أن المقاومة الفلسطينية حققت نصراً مؤزراً ونقطة مُضيئة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربية ، رغم الخسائر الكبيرة والفادحة التي تكبدها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة . واستدرك قائلا :" و لولا التخاذل العربي لتمكنت المقاومة من فرض شروطها على الكيان الصهيوني".